لعن الله الطمع يا باسم السبع

خضر عواركة

لعلي أقاد بالحب والتعاطف حين أشاهد واحدا ممن شكلوا في زمن النضال الجميل علامة من علامات المقاومة الإعلامية ضد العصر الإسرائيلي.
ولعل ذكرياتي عن الكاتب الوطني، إبن بيت مختار برج البراجنة الذي عرف الناس  أهله وأبوه وإخوته كما عرفته هو سابقا (قبل وصول وباء الرشوة والمال الحرام إلى رئاسة الحكومة اللبنانية مع آل الحريري)  من أشرف الناس وأعزهم وأكثرهم إحتراما. ثم أغواه الوسواس بالطمع   فخرج باسم السبع  عن السوية،  ولكن أهله لا يزال لهم في قلوب جيرتهم وأهالي منطقتهم كل الود والمحبة والإحترام  .
باسم السبع ليس شخصا عاديا من  منطقة كانت ولا تزال نبع المقاومة ومحط رحالها،  بل هو أصلا وفصلا من كيان المقاومين ومن مناصريهم القوميين لا الطائفيين (سابقا وقبل بدء الحريري في رش الر شاوى وشراء الغلمان ) فكيف وصل به الحال إلى أن يتمنع طوال السنوات التسع الماضية  عن إرسال ولده إلى منزل أجداده في قرية وإن تمدنت،  إلا أنها لا تزال بالنسبة لأهلها وساكنيها القرية التي يعرف أهلها بعضهم بعضا فردا فردا ربما .
 كان لباسم السبع مكانة في قلوب أبناء المنطقة تفوق مكانة أي منصب نيابي أو وزراي وتحديدا بسبب كتاباته في صحيفة السفير التي كانت يوما صوتا خالصا للمقاومين (وهي الآن  كذلك رغم أنف حسام عيتاني وأمثاله) .
لم يكن ذلك في عصور الرخاء بل في أوقات الشدة،  يوم كان أمين الجميل يدمر الضاحية الجنوبية  قصفا وقتلا وإعتقالا وتنكيلا وخصوصا في برج البراجنة،  حيث أقام جيش أمين الجميل العنصري حاجزا ومركزا في ساحة جمال عبد الناصر (عين السكة) إعتدى طوال سنة من تواجده هناك (طردوا في العام 1983 ) على المواطنين ومنهم آل السبع وبعضهم قريب مباشر لباسم وبسبب قرابتهم له . وحيث كان الجيش الكتائبي اللبناني بقيادة النافق بإذنه إبراهيم طنوس يطوق الأحياء ونحن نيام ويفاجئنا الجنود بالضرب على الأبواب بالبنادق وبخلعها وبمداهمة البيوت والبنايات بحثا عن إهدار كرامتنا لأن تلك المنطقة لم ترفع صور أمين الجميل ورفضت حكمه .
لا أشك أبدا بأن باسم السبع دوهم منزله أيضا كما داهموا كل منازل برج البراجنة فما عساه يقول اليوم لأمين الجميل يا ترى وهم زملاء في الجلوس صاغرين في السفارة الأميركية لتلقي التعليمات؟
كان باسم السبع عدوا لإسرائيل، وعدوا لعملائها وعلى رأسهم أمين الجميل وسمير جعجع .
أين أنت من ذلك اليوم يا باسم السبع ؟  تغير العملاء والخونة أم تغيرت أنت ؟
الم يقل أمين الجميل بأنه لم يخطيء في عقده إتفاقية الإستسلام لإسرائيل في السابع عشر من أيار 1983؟
 الم يقل سمير جعجع:
 بأن " القوى التي كانت ضدنا عرفت أن أهدافنا هي الصحيحة فإلتحقت بنا "
 قاصدا من لم يكن إنعزاليا قبل إغتيال الحريري مثلك ومثل أمثالك في تيار الحريري الذين كانوا يوما ثوريين ويساريين فلما أعطوا المال والمنصب باليمين صاروا أميركيين وإسرائيليين أكثر من سمير جعجع .
هل تشاهد نفسك بالمرآة يا باسم السبع يا منقادا إلى الذل  بالطمع  ؟
اين ذهبت ملامح المثقف النبيل من وجهك، وكيف اصبحت مثالا لمقولة أن النجاسة في الروح تظهر على الوجوه ؟
فأين أنت من ذلك الآن يا معلم وصاحب سعد الدين الحريري في التلويح بمحاسبة المقاومة خلال حرب تموز؟
أهلك يقتلون وأنت تتواصل مع الأميركيين وتنصح لهم فيما ينفع في تحقيق إنتصار إسرائيل و هزيمة أهلك نفسيا بما يساهم في هزيمة المقاومة.
 وتستغرب الآن كراهية الناس لك ؟
لعن الله الطمع يا باسم ، لعن الله المال وصحبة الوسواس .
هل تابعت نفسك في المقابلة مع مارسيل غانم ؟
هل نظرت إلى عينيك ؟
 لم يعد فيك روح ولم تعد الإنسان نفسه .  وكأن الشيطان تلبسك فصرت لا ترى إلا نفسك ولا تجد في الخطأ والتكبر علة وسبة وشتيمة.  بل صرت بوقاحة تدافع عن نفسك على أساس أن من لم يراك لا يعرف ما الذي فعلته .
سأخبرك عن الذي فعلته يا باسم،  وأهلك في المنطقة يعرفون بما فعلته.
 هم بالأصل يعرفون وأنت تعرف بأنه لا أسرار في لبنان .
هل تريد محبة الناس  أن تتوجه إليك من جديد ؟ التوبة الآن وليس غدا عن العمل في خدمة إسرائيل و الأميركيين .
التوبة الآن يا باسم عما سلف وعودة إلى أهلك وناسك .
 الناس يا باسم لا السفارات ولا الطائفيين الذين لا يربطهم بزعيم قريطم  إلا المال الحرام و العته الطائفي البغيض الذي كنت تكرهه سابقا وتحس اليوم بالأمان فيه لأنه يثبت زعامة من  تقود خطواته  أنت نيابة عن الأميركيين وعن الإسرائيليين، وتضع أنت نيابة عن العدو في فمه كلماته .
كل قرار إتخذه سعد الدين ضد اللبنانيين،  وضد أمنهم، ولمصلحة الإسرائيليين، والأميركيين،( بحجة أبيه وفقد أبيه ) أنت الذي ساهمت فيها، وأنت الذي عملت على تنفيذ الأوامر الأميركية لسعد الدين ، والقاصي والداني يعرف بأن صمتك في مرحلة ما  كان شكليا ، لأنك كنت ولا زلت منهمكا في القيام بأعباء وريث زعامة طائفية لرفيق الحريري .
أنت رفضت الحس الطائفي وانت الشيعي،  ولكن لأجل عيون الأميركيين عملت بالأجرة زعيما للسنة المخدوعين بسعد الدين الحريري ، اليست مفارقة ؟
العلماني اليساري القومي الوطني الشديد البأس على الطائفيين كيف نزل إلى درك تشكيله  للقاء الشيعي التابع للسفارة الأميركية تارة (2005) وطورا زعيما لحركة فاشلة لم تستسمر إلا لساعات فيما سمي تيار أنصار رئاسة الجمهورية الشيعة  (2007 ) .
من الحظ أنك لم تعمل رقاصة بأمر الأميركيين،  ولو إحتاجوا لك في هذا المجال فهل كنت سترفض ؟
لكي تستعيد محبة الناس ، أهلك والشرفاء من كل المناطق اللبنانية،  عليك أولا أن تفهم بأن هذه الكلمات التي أوجهها لك ليست من مبغض بل من محب سابق كان لك في قلبه مكانة وإحترام وهي كلمات من يشفق عليك كلما رآك تهوي أكثر بإغواء الشيطان الأميركي والإسرائيلي  إلى أسفل السافلين.
سأبسط لك الأمر :
ليست مشكلة الناس معك في تغييرك لخطك السياسي من داعم للمقاومة  إل محب للحياة على مذهب الوهابية السلفية التكفيرية المتمثلة بأبو مصعب خالد ضاهر ، وليست المشكلة في حبك لفلافل  ومناقيش ملك الفلافل والمناقيش  على مذهب أبو بهاء . ولا في قبولك بلعب دور قلم وممحاة السلطان والملياردير بدلا عن كونك المثقف الأبرز في مرحلة ما لتيار المقاومة في لبنان .
 حتى في تلك المرحلة يا باسم لم يكن الناس يكنون لك الكراهية ولم يحتقروك كما هم الآن .
 أنا لا أتحدث عن عشرات أتيت بهم إلى " البيال"  ودعمتهم بالفي كومبارس (عشرين دولار للرأس ) من موظفي الحريري للتصفيق والهتاف في  آذار وفي كل نهار ، اولئك الذين لا علاقة لهم بعوائل برج البراجنة وحارة حريك والغبيري، مع أنك  زعمت على تلفزيون كذاب ونصاب بأنهم من أهل الضاحية .  إلا إن إعتبرت بأن لقمان سليم هو كل الساكنين في الضاحية وكفى الله المؤمنين شر الإحتفال .
ما هو موقف عامة أهالي برج البراجنة منك يا باسم ؟ هل تختفي أنت عن المنطقة ولا تتجرأ على زيارتها بسبب المخاطر أم خوفا من رفض الناس لك ؟
هل سيستقبلك آل السبع بالترحاب في برج البراجنة ؟
هل يرحب بك آل عمار ؟
هل سيفرح بك آل ناصر والسيد وحاطوم والخليل وعلامة وسليم والخنساء والخزما وكنج إلخ ..وأنت الذي شاركت في قتلهم مع الإسرائيلي في تموز 2006 ؟
وأنت الذي شاركت في قهرهم وفي الإحتيال على حقهم طوال فترة حكم السنيورة، وقد إعترفت مع مارسيل غانم (الثاني عشر من ايار) بأنك كنت طوال الفترة (2005 – 2009) فاعلا ومشاركا في رسم السياسة الخاصة بقوى الحريري( الإعتراف سيد الأدلة فضلا عن الذي نعرفه ويعرفه الناس عن دورك)
عامة هؤلاء يكرهونك يا باسم،  ليس لأنك قبلت بمنصب نيابي يمثلهم  عنوة عن رأيهم المعارض لك منذ العام 1992 وإلى اليوم . حتى ما قبل العام 2005 كنت ركن من أركان الإنتظار في الطابق الخامس لتناول المناقيش مع  إعلام وسياسة رفيق الحريري،  وبقيت رغم عدم إنتخابك من أهل الضاحية ، بقيت محبوبا لديهم وإن بعتب عليك لبيعك الموقف بالمال،  و لإستبدالك منصب الحر المقدام بمنصب التابع،  والمستأجر لصاحب المال والسلطة.  وليس في ذلك "  شرش "  عز وكرامة وشرف .
حتى في تلك الفترة بقي الناس في الضاحية يرحبون بك  لأنك  قريب هذا ، أو شقيق ذاك.  أو لأنك  إبن العائلة الأساسية في برج البراجنة .
لكن الناس إنتظرتك في الشدائد  ولم تراك إلا في موقع العداء والمشاركة في قتلهم …
أنا واحد من آلاف ظنوا بأن رؤيتك للأف بي أي في شوارع بيروت ستعيدك إلى صوابك.
وأن إصرار السنيورة على المجاهرة بعمالته للأميركيين ستدفعك للعودة إلى أصلك، وأهلك، وإلى شرفك، وضميرك .
لو فعلت لكنت اليوم فخرا لـ.. وتاجا على رأس كل فرد في  المنطقة،  من الأوزاعي إلى الحدث،  ومن الشويفات إلى عين الرمانة وفرن الشباك.  ولكنك سقطت في الإمتحان،  بل أكثر من ذلك ، أنت يا باسم السبع تحولت بالسحر الأميركي إلى باسم الضبع وتورطت في العمالة يا باسم وإليك الدليل .
يا باسم السبع أنت نفذت  الأدوار المرسومة أميركيا لسعد الدين الحريري وتياره،  وعملت نيابة عن مشاريع أمركة لبنان ، وضرب المقاومة على تحقيق أهداف الإسرائيليين من خلال قبولك بتولي منصب راعي،  وموجه المراهق السياسي  سعد الدين الحريري في كل ما قام به في البلد، و بأمر أميركي لخدمة إسرائيل حصرا .
هو  جرى تعيينه زعيما لتيار الحريري وريثا لأبيه بعد تعهدك أمام بندر بن سلطان،  وبعض الأمراء السعوديين،  بأنك لن تتركه ولو لحظة.   وأنك ستدير الأمور بنفسك بالنيابة عنه.  وهذا ماحصل .
يا باسم السبع،  كل جريمة إرتكبها السنيورة،  وسعد الدين ضد لبنان و لمصلحة إسرائيل في السنوات الأربع الماضية،  كنت أنت المنفذ لها سياسيا بعد أن تتلقى أوامرها من الأميركيين .
أنت من خطط لسعدالدين خطواته السياسية  ، وأنت يا باسم السبع من خطط مع الأميركيين ومع آخرين منهم سعود المولى ونصير الأسعد لتنفيذ إختراقات أميركية حريرية في صفوف الطائفيين الشيعة لمصلحة إسرائيل،  عبر إبراهيم شمس الدين،  ومحمد علي الحسيني،  ومحمد حسن الأمين (الذي فضحك على على الملأ وفضح دورك في تركيب اللقاء الشيعي قبل الإتفاق الرباعي وفضح عملك على إنشاء التيارات الشيعية الوهمية من تيار الخيار اللبناني إلى تيار الإنتماء الأسعدي ودوما برعاية وتمويل وإشراف أميركي.)
يا باسم السبع أخذك رفيق الحريري كاتبا ومديرا لتحرير صحيفته المستقبل،  ثم رفعك إلى مناصب ولكنها كلها لا تستأهل إنخراطك بالحرب على  أهلك بهدف تهجيرهم أيام حرب تموز .
يا باسم أنت سافرت مع سعد الدين خلال الحرب إلى دول وعواصم بهدف محاصرة المقاومة ، وبهدف إعلام هذه الدول ،  بأن ضرب إسرائيل للبنان فيه مصلحة للبنانيين هي القضاء على حزب الله.  وقد قلت أنت ذلك لمحاوريك الأتراك والقبارصة خلال الحرب . وكان الهدف من الزيارات هو الإيفاء بتعهد سعد الدين تجاه إسرائيل بأن يخفف عنها من هم في الحكم اللبناني بعضا من التحركات الدولية المتوقعة الساعية بحرج لإيقاف مجازر إسرائيل ضد الشعب اللبناني ، وقد عملت وسعد الدين على تخفيف حالات الإدانة والهجمات الإعلامية والسياسية الدولية على العدو من خلال تجوالكم على عواصم تحركت شعوبها لمصلحة اللبنانيين، عبر الضغط على حكوماتهم لتضغط على إسرائيل فتوقف حربها . وقد عملتم أنتم على إقناع تلك الدول بأن ما يجري خير للبنان لا شرا عليه .
  وكلمتك للأتراك كانت بما يفيد المثل القائل (وجع مرة ولا كل مرة ) أي أنك كنت مقتنعا
 " باللاستينغ بيس " خاصة كوندليسا رايس .
سألك مارسيل غانم لماذا لم تستنكر الحرب الإسرائيلية على أهلك في تموز 2006،  فقلت بأنك كنت مجروحا ومحتاجا لمن يواسيك ؟!
 سأنبئك يا باسم بما يعرفه أهل برج البراجنة وحارة حريك والغبيري عنك في حينها :
كنت مجروحا لأن المقاومة لم تُهزم، وكنت مجروحا لأن كل ما عملت من أجله قبل الألفين وستة وبعد الألفين وخمسة كان على  وعد الأميركيين لك بأنك ستصبح الرقم واحد في زعامة الشيعة ، وأنك بعد هزيمة المقاومة سترث بري في رئاسة المجلس النيابي. عرفت خلال الحرب بأن هذا  لن يتحقق ولم يتحقق ، وهذا هو سبب جرحك وقتها واليوم .
نصيحة يا باسم،  أعد مشاهدة صورك القديمة قبل عملك " ملقي نكات ومرفه وغلام  "  لرفيق وموجها لإبنه من بعده،  وإنظر إلى صورك الآن. حين تفعل ،  ستعرف أي مشهد يراه محبيك -السابقين – كارهيك المشمئزين منك حاليا .
 سأل أحدهم حكيما  عن معنى البركة فقال :
الكلاب  تلد  في وقت حمل  قصير (4أشهر)  وعدد موالديها كبير.  لكنا نحن لا نأكل لحمها ولا نكسب صوفها،  ولا نتناول حليبها،  ولا نذبح الآلاف منها لغذائنا ومع ذلك إنظر ….هل ترى قطعان كلاب أكثر أم قطعان الأغنام ؟
الغنم فيه البركة،  ونحن نذبحه ونأكله لحمه ونلبس صوفه وحتى فضلاته نسمد به الأرض والمزروعات،  وحليبها غذاء أساسي لنا.  وعلى الرغم من أن مواليدها واحد أو أثنين كل تسعة أشهر من الحمل،  فأيهما أكثر عددا  ؟ الكلاب أم الغنم …
أنا أسألك يا باسم السبع بمحبة ؟
أيهما أبرك لك ؟ المنصب وصداقة إسرائيل وأميركا والمال والبيوت والأملاك أم حب الناس لك ؟
وايهما أسعد حظا وأكثر أطمئنانا إلى المستقبل ؟ باسم الذي لاحقته مخابرات أمين الجميل أم باسم السبع الهارب من عيون أهالي برج البراجنة ؟
 

Exit mobile version