أرشيف - غير مصنف
إستقالة قلم بعد ضياع الهمم
بقلم : منذر ارشيد
يقال لا حياة مع اليأس " ويقول الله تعالى ,ولا تقنطوا من رحمة الله
ويقول الرسول الأكرم , الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين "
وكما قال صلى الله عليه وسلم , سيأتي زمان على أمتي يصدق فيه الكاذب ويكذب الصادق ويخون الأمين ويتكلم في أمور الناس الرويبضة"
أما رحمة الله تعالى فالرحمة لا تنزل على من لا يرحم
فأين الراحمون والمتراحمون ..!! أين هم وشعبنا في غزة يعيش في جهنم الدنيا وأولياء أمره في نعيم ورخاء ..!!
وأما الخير في الأمة فهو موجود ولكنه موؤود
وها نحن في الزمن الذي ذكره الرسول الصادق الأمين والذي لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحي "وقد أوحي إليه من العالم القدير
ماية وأربعة عشر سورة في كتاب الله خالق الكون كدستور وقانون حياة وتنظيم وإدارة وسياسة وتشريع "ولم نعمل إلا بما يخالف أوامره تعالى وكأننا نتحدى نواميسه وحساباته ونعتبر أننا القادرون على أن نجير الكون لما نشتهي ..!
نكتب ونكتب ونكتب ..فماذا سنكتب أكثر مما أنزل الله في القرآن الكريم وقد كان من خالق البشرية " فمن نحن البشر ..!
والذي قال في خاتمة الكتاب اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتك عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا …صدق الله العظيم
فالأمة التي عرفت أن الله حق , فأين هي من الحق ..!
وهو القائل إن تنصروا الله ينصركم ..الآية
وهو القائل يا أيها الذين آمنوا لا تتولو قوما غضب الله عليهم
وهو القائل (فمن يتولهم منكم فهو منهم )
كتبت منذ عشر سنوات ولم أكن كاتبا ً من قبل " ولكن بعد أن ألقينا السلاح
والسلاح ملازماً للأنسان كأداة فعل يقوم بواجبه من خلالها
والسلاح لا يقتصر على البندقية فهناك من يحمل سلاح العلم أو الثقافة
أو المال وغيرها من الاسلحة "وما حملنا السلاح يوما إلا لأسباب قاهرة
أهمها أنه بأمر من الله القائل وقاتلوا الذين أخرجوكم من دياركم
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ..الآية
وبعد أن ألقينا السلاح البندقية كان لا بد لي أن أحمل سلاحاً آخر يعينني على إكمال حياتي ورسالتي
فأخذت القلم وكتبت وكتبت حتى مل القلم , والقلب ما عاد يحتمل الألم
كتبت مئآت المقالات السياسية وواكبت كل أحداث القضية منذ أن أول طلقة بندقية إلى آخر شهيد وافته المنية
كنت واضحا شفافاً حتى أني أصبحت مقروءاً من الجميع فلم أُخفي شيء ولم أستعمل التورية ولا التمويه "ذكرت كل شيء "الوقائع , الأحداث الأمكنة , التواريخ , والأشخاص "
وضعت تصوري بما قدرني الله تعالى لكل ما حدث منذ أوسلو إلى أيامنا هذه " لقيت احتراماً من الكثيرين وشرفني كثير من الإخوة بحواراتهم ونقاشاتهم المفيدة
وواجهت رفضاً من بعض الناس لا بل هجوماً تجاوز القضايا التي كنت أطرحها إلى التهجم الشخصي
وكم كنت سعيداً بهذا التهجم لأنه أعطاني ثقة على أن رسالتي وصلت لكل من يهمه الأمر
أخيراً.. لا أقول أني أهرب من معركة " ولكن أدعي أني قد أصابني ما أصاب الكثيرين من وصول الى حقيقة مؤكدة
أننا ننفخ في قربة ليست مخرومة فحسب ..بل هي بالية تماما ً
ألسنا في زمن الرويبضة ..!!
وهل نكذب رسول الله ..!! وحاشاه صلى الله عليه وسلم
فإلى الوريبضات الكاذبون الخائنون المنافقون والعملاء
إلى كل مسؤول فلسطيني أقول .. لم تهزكم مجزرة غزة أثناء نزاعكم على السلطة " ولا محرقتها في العدوان الإسرائيلي "وكأن من ماتوا مجرد خراف أو أرانب نفقت لتناولها عشب سام
لم يهزكم الحصار الجائر ولا من ساعد على هذا الحصار من العرب الأحرار ..!
هنيئا ً لكل من دمر مشروعنا الوطني
هنيئاً لمن عمل على تفسخ عرى حركة فتح وحولها إلى شركة خاصة
وها أنتم تقسمونها إلى حصص … فقد أشبعناكم شتماً وفزتم بالأبل
هنيئاً لكم ……..فهذه مرحلتكم
ولكن صدقوا أنها مشمشية فالله لا يمكن أن يترككم إلى ما لا نهاية
فوالله إن فلسطين أرض مقدسة وأرواح الشهداء ترفرف فوقها من رأس الناقورة حتى رفح "واعلموا أن وعد الله حق ووعدكم ما هو إلا باطل
والباطل زاهق لا محالة "والحق قادمٌ على عجالة
أما أنا..!!
فلربما أتفرغ لعبادتي لعل الله يقبل توبتي فيعينني على كتابة مذكراتي .
كل التحية للأخوة الكتاب المحترمين والكاتبات المحترمات والقراء الكرام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربنا لا تؤآخذنا إن نسينا أو أخطانا , ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا , ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به, فاعفو عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
صدق الله العظيم
منذر ارشيد