المرأة العربية بين جنس امن ووطن امن !!
وفاء إسماعيل
كثيرا ما تطرق الكتاب والأدباء إلى موضوع المرأة وتناولوه من كافة النواحي حتى احترت يوم 8 مارس (اليوم العالمي للمرأة ) كما يطلقون عليه وزادت حيرتي فعن ماذا اكتب ؟ فانا لم اكتب يوما مقالا بإذن من احد ولم أتعود الكتابة بصفة مستمرة لصحيفة أو مجلة بأجر ..الكتابة عندي هواية أمارسها بشغف وحب اشعر وأنا اكتب أنى حرة غير مقيدة أطلق العنان لفكرى وعقلي ليعبر عن ما يجيش بنفسي من غضب أو فرح ..اعبر بكلماتي كل الحدود لعالم يحتويني ويضمنى ويسطر ما أقوله في أذهان الناس ..ابحث من بين الكلمات عن ابسط المعاني وأسهلها لتصل للكل وابتعد عن التعقيد والكلمات الصعبة لتصل الى كل القراء . عالم الكتابة هو عالم الحرية بالنسبة لى .. ومن هذا العالم سأتكلم اليوم عن حرية المرأة العربية المفقودة والتي يتباكى عليها الغرب وينظر إليها على أنها الكائن الضعيف ..المقهور .. المهضوم كل حقوقه فى عالم ذكوري شرس لايرحم ..فنصبت الأمم المتحدة نفسها الظل الذي تستظل به المرأة من جحيم الأوطان العربية التى تقهر المرأة ..ونصبت نفسها حامى حمى المرأة من ظلم الرجل وجبروته وسنت القوانين وانشات المؤسسات والمنظمات التى تحمى حقوق المرأة خاصة العربية وربما يتحالف الغرب كله وبقرار من الأمم المتحدة لغزو البلدان العربية لتحرير المرأة من سجون ومعتقلات الرجل العربي الشرس ..وربما تصفه بالطاغية والديكتاتور كما وصفت صدام وربما يتم اعدام كل رجل عربى يقيد زوجته أو ابنته بقيود الاستعباد !!! كل شيء جايز في ظل العولمة والأمركة .. وربما يتحول مشروع الشرق الأوسط الكبير إلى مشروع تملك فيه المراة معظم اسهمه فتكون فيه هي الحاكم وهى القاضى والجلاد والمشرع للقوانين وتسيطر على كل أجهزة الدولة بعد التخلص من الرجال الطغاة ..!!!
** اقرأوا معي هذا الخبر الذي جعلني أتحدث بهذا الشكل في مقدمة المقال وتعالوا لنناقش الأمر بعقلانية : (حذرت اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل من المخطط العالمي الذي يحاك من أجل عولمة نمط الحياة الاجتماعية في الدول الإسلامية والعربية بالمفهوم الغربي .
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة عقب مشاركتها في اجتماع لجنة المرأة بالأمم المتحدة الواحد والخمسين والذي طرح هذا العام مسودة مشروع وثيقة للقضاء على جميع أشكال التمييز والعنف ضد الطفلة الأنثى .
وأكدت المهندسة كاميليا حلمي رئيس اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل أن تلك الاتفاقية تدعو إلى إلغاء القوانين وتغيير التقاليد والثقافات وحتى القيم الدينية التي تعتبر من منظورها قوانين تمييزية وكشفت أنه تم تحديد عام 2015 كآخر موعد لإطلاق الحرية الجنسية للمرأة فى الدول العربية وأضافت أن أهم ماورد في مسودة المشروع هو التأكيد على فكرة .. لا للأمومة .. لا للحياة الزوجية والتمحور حول الأنثى واعتبار العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة .. اغتصاب .. إلى جانب ضرورة إلغاء قوامه الزوج ورفع ولاية االأب عن الأبنة وحق الفتاة فى تلقي الثقافة الجنسية فى المدارس وتدريبها على كيفية الممارسة الجنسية مع استخدام وسائل منع الحمل وكما يطلقون عليه الجنس الآمن .) اكرر ما فى الخبر تم تحديد عام 2015 م كأخر موعد لاطلاق الحرية الجنسية للمراة فى الدول العربية ..اذن هو قرار من الأمم المتحدة ؟!!! بالله عليكم أيها القراء الافاضل ماذا اقول لتلك الأمم المتحدة التى فاقت فى غباءها كل الحدود ؟ أليس هذا قهرا وعدوانا على كل الأديان والأعراف والتقاليد والقيم الدينية أن تفرض امرا دون استشارة المجتمعات التى سيطبق عليها هذا الأمر ؟ أنا لن أدافع هذه المرة عن الدين الاسلامى وقيمه ..ولكن هل ما طرح فى تلك المسودة اللعينة يتناسب مع قيم المسيحية أو حتى اليهودية ؟ إذا كان الغرب ارتضى لنفسه بممارسة كل الموبقات تحت شعار الحرية من ممارسة الجنس خارج اطره الشرعية والشذوذ وزواج المثلى و..و.. الخ هل من حقه أن يفرض علينا قيمه التى أدت إلى تفكك الأسرة واختلاط الأنساب وانتهاك كل ما هو مقدس تحت ذريعة حقوق المراة والطفل ؟ لو تلك الأمم تبحث عن حقوق المراة والطفل كما تدعى فلماذا تختزل كل حقوقهما فى ممارسة الجنس ورفع ولاية الأب عن الابنة ؟ أين حقوق الطفل العربى فى مسكن امن له وعلاج مجاني فى مستشفيات نظيفة وصحية وتعليم يجعل منه انسان له كيانه فى المجتمع ويشعره بقيمته ..وبيئة بلا حروب تهدد أمنه واستقراره وبلا يورانيوم وبلا أمراض تفتك به أن كانت صادقة ؟ أين حقوق المراة فى التعليم ونسبة الأمية فى عالمنا العربى وصلت عند الكبار إلى مايزيد عن 781مليون نسمة يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية وتشكل النساء ثلثي هذا العدد أما فى صفوف الصغار فهي 77 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس ؟!!! أين حق المراة فى حرية تضمن لها ألا يعتقل ابنها أو زوجها أو أخيها بيد أنظمة ديكتاتورية ؟ أين حقوق المراة فى العيش بأمان فى وطن يحترم كرامتها وكرامة أسرتها لها حق التعبير عن رأيها دون التعرض لها من قبل أنظمة القمع العربية ؟ أين حقوق المراة التى تغتصب فى العراق بيد جنود الاحتلال ومن والاهم ؟ أين حقوق المراة فى فلسطين التى يقتل ابنها أمام عينيها برصاص الاحتلال وبدم بارد ؟ أين حقوق المراة وهى تضع حملها على معابر الذل والهوان فى فلسطين ؟ أين حقوق المراة وهى محاصرة اقتصاديا من قبل الغرب ومن قبل أنظمة القمع العربية ؟ أين كل هذه الحقوق يا منظمة الأمم المتحدة .. ؟ هل وصلتك صرخات تلك المراة العربية وهى تستصرخكم لإنقاذها من عبودية الاحتلال ؟ أم أن عبودية الرجل العربى ووصايته عليها اشد وأقسى من قسوة الاحتلال الاحنبى وذله ؟ أم أن أهات العاهرات وصرخاتهن كانت أسرع فى الوصول اليك من صرخات الأمهات الثكالى فأسرعتم بتلبية النداء ؟!!! لسنا بحاجة الى ممارسة الرزيلة ولا لجنس امن ..نحن بحاجة الى وطن امن وكرامة تحفظ لنا العرض والشرف .. بحاجة الى إطلاق قيودنا من الاحتلال ومن أنظمة القمع وبعدها خيرونا بين الحرية فى أوطاننا وبين حرية ممارسة الجنس .. وخيرونا بين قيمنا النابعة من ديننا وبين قيم الغرب ..خيرونا بين العيش بعفة وشرف وبين العيش فى مستنقع الرزيلة . السنا أحرار فيما نختار يا أمم يا متحدة ؟!!!
وفاء إسماعيل