أرشيف - غير مصنف

كلينتون وبايدن .. مغالطات مرفوضة

 

كلينتون وبايدن .. مغالطات مرفوضة

بقلم : زياد ابوشاويش

قبل أن يصل السيد جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي لبيروت بأقل من يومين أدلت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية بتصريحات ملفتة أمم الكونجرس الأمريكي في معرض توضيحها للسياسة الخارجية لبلادها تجاه منطقة الشرق الأوسط وكيفية معالجة الملف النووي الإيراني الذي يثير قلق الإسرائيليين والأمريكيين وبعض العرب.

تصريحات السيدة كلينتون تطابقت مع تصريحات أدلى بها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل تجاه ذات القضية، وفي حينه سارع الناطق باسم الحكومة الأمريكية لتعزيز هذه التصريحات بإعلان اتفاقه مع مضمونها الذي أعلن فيه نتنياهو عن تشكل حلف إسرائيلي عربي في مواجهة إيران باعتبارها العدو المشترك للطرفين ولم نسمع رداً عربياً عليه حتى اللحظة.

إن إعادة تأكيد السياسة التي ترسمها أمريكا تجاه المنطقة إرتباطاً بالمصالح الصهيونية وبرؤية نتنياهو لمعالجة الملف النووي الإيراني ليس بالأمر الجديد في السياسة الأمريكية غير أن الجديد في هذه السياسة هو التوجه الأمريكي لبناء حلف عربي إسرائيلي في مواجهة إيران مبرره ذلك التوجه بأنه يساعد في تحقيق السلام بالمنطقة ويسهل تمرير حل الدولتين للقضية الفلسطينية.

إن تلك السياسة الاستفزازية بقفازها الحريري تمثل في الحقيقة توجهاً أكثر سوءً من سياسة الإدارة السابقة، فهي تربط التوصل لحل سلمي يعيد بعض الحقوق العربية وكذلك وساطتها بين العرب وإسرائيل بشرط المواجهة المشتركة لإيران وإن كانت لم تطرحه بصيغة الشرط المعلن.

وفي المنطقة وتحديداً لبنان يقوم السيد بايدن نائب الرئيس الأمريكي بزيارة خاطفة للبنان في توقيت مريب وقبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية اللبنانية ليقدم دعم بلاده للبنان وتوجهاته الاستقلالية على حد زعمه ولا ينسى أن يدافع عن توقيت وأهداف الزيارة بالقول أن إدارته لا تقف بجانب جهة لبنانية ضد أخرى ولا تدعم فئة في هذه الانتخابات في مواجهة فئة أخرى، ثم يغالط نفسه ويكشف طبيعة الموقف الأمريكي وأهداف الزيارة بتصريح استفزازي ومهين يقول فيه أن المساعدات للبنان ترتبط بسياسته التي سيعلنها في البيان الوزاري بعد الانتخابات القادمة في السابع من حزيران القادم  والتي ستفضي لتشكيل حكومة جديدة بناءً على نتائج تلك الانتخابات، وأوضح بايدن أن أي حكومة ترتبط بمعرقلي السلام لن تحظى بالدعم الأمريكي، كما لوحظ قبل هذه التصريحات وبعدها تركيزاً أمريكياً على استمالة الرئيس اللبناني والإيحاء بأنه يحظى بدعم الإدارة الأمريكية ورعايتها الأمر الذي وجد فيه المحللون مقاصد أمريكية غير نزيهة تحاول من خلالها دق إسفين بين الرئيس اللبناني وقوى المعارضة اللبنانية.

لقد تزامنت تصريحات السيدة كلينتون والسيد بايدن المتفقة مع جوهر المصالح الإسرائيلية مع أحداث في المنطقة يمكن أن تحدث فيها بعض التغييرات وجاءت على ما يبدو من أجل تمهيد الأجواء لخلق محاور جديدة في المنطقة تعيد عقارب الساعة للوراء وتحتوي أي تغيير لا يتفق مع مصالحها وتوجهاتها المعروفة، وفي كل الأحوال تبقى مثل هذه التصريحات مرفوضة وتستفز مشاعر المواطن العربي الذي يتطلع لدور أمريكي أكثر عدالة تجاه قضاياه.

[email protected]

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى