أرشيف - غير مصنف
1350 مفكرا لأوباما: لا تتنازل لحكام العرب عن الإصلاح
وجه 1350 خبيرا وقياديا ومفكرا من أمريكا والعالم العربي والإسلامي رسالة للرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما الذي يستعد لزيارة في 4 يونيو المقبل لإلقاء خطابه التاريخي للعالم الإسلامي، دعوه فيها لأن يكون تعامله مع حكومات المنطقة العربية الشرق أوسطية وقادة العالم الإسلامي مشروطا بتطبيق هذه الحكومات الديمقراطية واحترام الحريات، وعدم إقصاء الأحزاب الإسلامية من الحياة السياسية.
وقالوا –في الرسالة التي سبق أن أعدها قرابة 144 منهم في 10 مارس الماضي وأعادوا إرسالها له أمس 22 مايو بعدما بلغ عدد الموقعين عليها 1350 "خبيرا وقياديا" وفق تعبير الرسالة- لأوباما: "باختصار، نحن الآن بإزاء فرصة غير مسبوقة لإرسال رسالة واضحة للعالم العربي والإسلامي مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تساند مطلب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط".
وذكَّروا أوباما بأنه عبر بنفسه عن هذه الرسالة في خطاب التنصيب عندما قال بوجه عام: "لأولئك الذين يتمسكون بالسلطة عن طريق الفساد والخديعة وإسكات الرأي المخالف.. أقول اعلموا أنكم في الجانب الخاطئ من التاريخ، ولكننا سنمدّ أيدينا إليكم إذا كنتم مستعدين لأن ترخوا قبضتكم".
وقال الموقعون علي الرسالة –ومن بينهم 450 من الولايات المتحدة و900 من دول العالم المختلفة–: إنه "لا يمكن بناء علاقة يسودها الاحترام المتبادل بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي إلاّ إذا استعادت الولايات المتحدة دورها التاريخي، وساندت الشعوب العربية في تحقيق مطلب الديمقراطية والحقوق الإنسانية والسياسية والمدنية".
وشددوا على أن "الشعوب العربية في اشتياق إلي الحرية والديمقراطية، وكل ما يرجونه من إدارتكم هو الالتزام بتشجيع الإصلاح السياسي.. لا عن طريق الحروب والتهديدات والقهر طبعا، ولكن عن طريق سياسات سلمية تهدف إلى مكافأة الحكومات التي تخطو خطوات جادة تجاه إصلاح ديمقراطي حقيقي".
"ويجب ألا تتخاذل الولايات المتحدة عن التنديد بانتهاك حقوق المعارضين أو سجنهم في مصر والأردن والسعودية وتونس وغيرهم من الدول العربية".
وطالبت الرسالة: "عندما تقتضي الضرورة لابد من أن تستخدم الولايات المتحدة قوتها الاقتصادية والدبلوماسية للضغط على حلفائها في المنطقة عندما يتم انتهاك حقوق الإنسان".
لا للفزاعة!
وحث الموقعون على الرسالة أوباما على أهمية ألا تنساق الولايات المتحدة لـ"فزاعة" الأحزاب الإسلامية والتخوف من وصولها للحكم لو طبقت الديمقراطية كما تروج النظم الحاكمة، مؤكدين أن اشتراك الإسلاميين في انتخابات حرة في العديد من الدول الإسلامية مثل تركيا وإندونيسيا والمغرب "أدى لتعميق الالتزام بالقيم الديمقراطية لدى الأحزاب الإسلامية".
وأوضحوا في رسالتهم: "نحن.. الآن وأكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى سياسات جريئة؛ فلمدة طويلة ظلت السياسات الأمريكية مكبلة بالخوف من تمكن الأحزاب الإسلامية من السلطة.. صحيح أن بعض هذه المخاوف مشروعة وليس لسبب غير أن بعض الأحزاب والجماعات الإسلامية تمارس سياسات متعصبة وغير ليبرالية، ولا تظهر التزامها باحترام حقوق المرأة والأقليات الدينية والمعارضة، ومع ذلك فإن غالبية الجماعات الإسلامية لا تتبع سياسات عنيفة أو متعصبة كما أنها تحترم العملية الديمقراطية".
أبرز الموقعين
وأبرز الموقعين علي الرسالة هم : أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا السابق، والدكتور سعد الدين إبراهيم المفكر الليبرالي المصري، ورضوان مصمودي، رئيس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية، والمفكر الأمريكي فرانسيس فوكوياما، مؤلف كتاب نهاية التاريخ، ومورتون هالبرين المدير السابق لتخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية، وجنيفر ويندسور المدير التنفيذي لمؤسسة الضغط الأمريكية (دار الحرية)، وروبرت كاجان من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي.
ولاحظت "إسلام أون لاين.نت" أن غالبية الموقعين على الرسالة هم من الليبراليين العرب والأجانب، حيث يمثلون الشخصيات المصرية والعربية التي تطالب غالبا بضغط أمريكي على الأنظمة العربية لفرض الديمقراطية، بجانب الشخصيات الأمريكية التي تسيطر على مراكز الأبحاث وجماعات الضغط الليبرالية ممن يطالبون دوما بمعاقبة مصر والدول العربية والتدخل في شئونها ومنع المساعدات عنها بحجة غياب الديمقراطية والحريات.
وتأتي هذه الرسالة قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس أوباما لمصر، كما أنها تأتي بعد تخفيض الكونجرس المعونة الاقتصادية لمصر لأدني معدل لها (400 مليون دولار بعد أن كانت 800)، وسعى نواب لخفض المعونة العسكرية أيضا بدعوى غياب الديمقراطية في مصر.
——————————————————————————–
المحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين.نت