أرشيف - غير مصنف
إزالة “إسرائيل الكبرى” من على مترو بريطانيا!
بعد شكاوى عديدة من جهات مختلفة بينها أطراف عربية وإسلامية، شرعت هيئة مواصلات العاصمة البريطانية لندن في إزالة ملصقات دعائية من على حوائط وأرصفة محطات المترو تضع خريطة لـ"دولة إسرائيل" تضم ضمن حدودها هضبة الجولان السورية المحتلة وجميع الأراضي الفلسطينية.
وفي عددها الصادر اليوم السبت، أشارت صحيفة "ذا ديلي تليجراف" البريطانية إلى أن إحدى الشركات السياحية الإسرائيلية وتحت هدف الترويج للسياحة في إسرائيل، قامت بوضع ملصقات دعائية في محطات مترو الأنفاق والمناطق العامة في لندن تضم خريطة تزعم أنها لـ"دولة إسرائيل".
وما أثار الانتباه في تلك الخريطة هو اختفاء اسم فلسطين، حيث ضمت الخريطة مرتفعات الجولان السورية والضفة الغربية وقطاع غزة (الأراضي الفلسطينية) ضمن حدود "دولة إسرائيل".
وأشارت التليجراف أن هيئة معايير الإعلانات في بريطانيا تلقت ما يزيد على 300 شكوى بشأن ذلك الإعلان السياحي الترويجي لمنتجع إيلات على ساحل البحر الأحمر.
وأثارت تلك الملصقات غضب الكثيرين في بريطانيا وخاصة العرب والمسلمين وقرروا القيام بحملة لإزالة تلك الملصقات التي وصفوها بأنها "تزيّف الحقيقة وتضلل الناس".
كما قامت السفارة السورية وجماعات مؤيدة للفلسطينيين بشن حملة واسعة النطاق في محاولة لإزالة تلك الملصقات، حيث رفعوا شكاوى إلى كل من وزارة السياحة البريطانية والخارجية وعمدة لندن.
"كذب في كذب"!
من جانبها، اعتبرت "حملة التضامن مع الفلسطينيين" (أهلية)، والتي تتخذ من لندن مقرًا لها، أن "تلك الإعلانات محاولة خادعة لمحو صورة فلسطين من أذهان الناس ولفرض صورة لإسرائيل وحدها في تلك المنطقة".
وتابعت: "الإعلانات تروج لكذبة، حيث يوحون للسيّاح أن بإمكانهم زيارة غزة المحاصرة والمدمرة.. كيف سيدخل السيّاح غزة ولأي غرض أصلاً وهي تعاني الحصار الخانق.. أليس الأمر كذبا في كذب؟".
كما وصف جهاد مقدسي، المتحدث باسم السفارة السورية، الملصقات بأنها "عدائية ومستفزة وتزيد من التوتر.. إنها تخرق القوانين الدولية وتحوّر الحقائق"، مضيفًا: "نمارس منذ أيام ضغطًا قويًا لإزالتها وأعتقد أننا نجحنا".
ونتيجة للضغوط الشديدة، فقد أصدرت هيئة معايير الإعلان في بريطانيا قرارها بإزالة الملصقات فورًا، وصرحت متحدثة باسمها بأن "هناك تحقيقًا سيجرى لمعرفة النوايا من وراء ذلك الإعلان"، بحسب تليجراف.
أما وزارة السياحة الإسرائيلية فقد صرحت -على لسان أحد متحدثيها وبعد نجاح موجة الاحتجاجات على الإعلان: "لقد قررنا إزالة الملصقات لأننا لا نخلط بين السياحة والسياسة"، معتبرا أن "الإعلان كان خطأ مهنيًا وليس له أي أهداف جغرافية – سياسية".
وكانت إعلانات مشابهة قد نُشرت عام 2007، مقتصرة على وضع أجزاء من الضفة ضمن حدود إسرائيل، لكن هيئة معايير الإعلانات سارعت بالتخلص منها بعد أن اتهمت إسرائيل بأنها تسعى لتضليل الناس بوضع حدود مزيفة.
يذكر أن إسرائيل احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية خلال حرب 1967، ورغم أن إسرائيل انسحبت من قطاع غزة عام 2005، إلا أنها تفرض عليه حصارًا شديدًا برًا وبحرًا وجوًا. كما أن الاحتلال ما يزال قائما بالنسبة لمعظم أنحاء الضفة الغربية.
وفيما يتعلق بمرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل أيضا منذ 1967، فإن دمشق تصر على عدم الدخول في مفاوضات سلام مع الجانب الإسرائيلي إلا بعد انسحابه من مرتفعات الجولان.