أرشيف - غير مصنف

“جوزف بايدن” يدلي بصوته في الانتخابات اللبنانية

بقلم: محمد أبو علان

قبل أيام زارت "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية لبنان واجتمعت مع رئيس كتلة المستقبل "سعد الحريري" وذلك في إشارة لنوع الشكلية الحكومية التي ترغب الإدارة الأمريكية رؤيتها في لبنان عقب الانتخابات القادمة، واليوم يأتي دور "جوزف بايدن" نائب الرئيس الأمريكي ليعلن من قصر بعبده أن "المساعدات الأمريكية للبنان مرتبطة بسياسية الحكومة اللبنانية القادمة"، وتابع القول في نفس السياق "أن الولايات المتحدة لا تتدخل في الانتخابات اللبنانية، ولكنها تريد حكومة لبنانية قائمة على الأسس التي تؤمن بها الولايات المتحدة الأمريكية"، ومن منا لا يعلم الأسس التي يؤمن بها والقيم القائمة عليها السياسية الأمريكية، وقد شعرنا بها على جلدنا نحن الفلسطينيين، وكذلك الشعب العراقي واللبناني وغير ذلك من شعوب هذه الأرض.
هذا الكلام لنائب الرئيس الأمريكي ليس إلا تهديد مبطن للبنانيين بكافة شرائحهم، ولغرض التأثير على نتائج الانتخابات اللبنانية المقررة في 7 حزيران القادم، فالولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل وأعوانهم من العرب فشلوا في القضاء على المقاومة الوطنية اللبنانية ونزع سلاحها بالقوة وعلى رأسها حزب الله أثناء حرب تموز 2006 على لبنان والتي استمرت على مدى 33 يوم استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة، وكانت نتيجته الهزيمة المذلة لآلة الحرب الصهيو- أمريكية.
وبعد فشل منطق العصا مع اللبنانيين وقواهم الوطنية جاء دور الجزرة من أجل تحقيق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية والمتمثلة بالدرجة الأولى إعادة لبنان لاتفاق شبيه باتفاق 17 أيار مع إسرائيل، إن لم يكن أسوء منه درجات، وجعل لبنان قاعدة عسكرية متقدمة في خاصرة سوريا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق للضغط عليها من أجل توقيع اتفاق صلح مع إسرائيل بالشروط الإسرائيلية والأمريكية، ناهيك عن وقف أي دعم ممكن من المقاومة الوطنية اللبنانية للمقاومة الفلسطينية في أية مواجهات قادمة، كون وجود حركة وطنية مقاومة في لبنان ستشكل قوة مساندة للمقاومة الفلسطينية ولو اقتصر ذلك على الدعم اللوجستي حتى الآن.
وهذا الموقف الأمريكي من الانتخابات اللبنانية يعيدنا ثلاث سنوات إلى الوراء ويذكرنا بالتصريحات الأمريكية التي حملت صيغة التهديد للشعب الفلسطيني إن هو انتخب حركة حماس، لكن هذه التهديدات كانت نتيجتها عكسية في الانتخابات التشريعية الثانية في فلسطين المحتلة، والنتيجة للموقف الشعبي الفلسطيني هذا كان حصار سياسي واقتصادي على الشعب الفلسطيني تجاوز عمرة الثلاث سنوات ولا زال حتى اليوم، وجاء اليوم دور الشعب اللبناني ليقول كلمته أمام التهديدات الأمريكية التي جاءت من أجل التأثير على إرادتهم الانتخابية لصالح تحالف 14 آذار خدمةً للمصالح الأمريكية والإسرائيلية في لبنان.
*- فلسطين المحتلة

زر الذهاب إلى الأعلى