أرشيف - غير مصنف
البريطانيون يكتشفون سر السياسة المصرية
أحمد السعيد
موقف مضحك حد البكاء
وخبر يؤلم حد الضحك
فريق طبي بريطاني أعلن اضراباً عن الطعام احتجاجاً على منعهم من دخول غزة التي جاؤها في مهمة إنسانية تهدف الى تأسيس قسم لجراحة القلب في مستشفى الشفاء في غزة وتدريب الطلاب والاطباء الفلسطينيين على إدارته
هؤلاء الاطباء لم يعتمدوا في تخطيط رحلتهم على شهامة البوّاب في رفح, ولا هم نزلوا بالمظلات في سيناء وقالوا ساعدونا, بل انهم كانوا قد نسّقوا مع الجانب المصري قبل مغادرتهم بريطانيا, وأخذوا إجازات من أعمالهم, وأحضروا معهم معدات طبية وأدوية تفتقر اليها مستشفيات غزة, ليفاجأوا عند وصولهم باحتجازهم خارج المعبر وإبلاغهم أن قرار دخولهم الى غزة قد تم تأجيله
ومنذ الثالث من مايو, وهم محتجزون في الصحراء الى جانب أطباء أخرين قضى بعضهم خمسين يوما خارج بوابات رفح المغلقة …حتى لم يجدوا بدّاً من إعلان إضرابهم عن الطعام سعيا الى الضغط على المسؤولين وأملا بدفعهم الى التحرك
ولكن هل يهتم نظام مبارك الذي يجوّع مليونا ونصف من سكان غزة بستة أوروبيين يحتجون بتجويع أنفسهم ؟
هل يعتقد هؤلاء الاوروبيين أن نظام مبارك سيأبه بهم إن أضربوا أو حتى قاموا بالانتحار الجماعي ؟؟
أليس نظام مبارك الفاسد هو الذي منع دخول الدم الذي تبرع به الشعب الجزائري الى أن فسد؟
أليس هو الذي احتجز المساعدات الغذائية في العريش الى أن تعفنت وقام بإتلافها تاركا الفلسطينيين تحت رحمة نظام (الريجيم) الذي يفرضه عليهم الاحتلال الصهيوني؟؟
أحد الأطباء قال, أنا لا يمكنني أن أفهم كيف يتم احتجاز الاطباء بلا عمل في الصحراء بينما يئن المرضى على الجانب الاخر من الحاجز؟؟
هل يعوّل أحد على هذا النظام المجرم ؟؟
الحقيقة المرّة, هي أن الأطباء لا يعولون على النظام المصري ويعلمون أنه تحوّل الى مجرد بوّاب على زنزانة غزة, وخفير على أسوارها العالية, ويدركون أن السفارة الأمريكية هي من يمكنها القول لمبارك ( افتح الباب يا ولا ) و ( أقفل الباب يا واد ) والسفارة البريطانية هي من يمكنها التوسّط والقول للمصريين…دول جماعتنا … زبّطوهم
هذا أكدته صحيفة الغارديان بتاريخ 19 مايو عندما نقلت عن أحد الأطباء قوله: سنبقى مضربين عن الطعام الى أن يسمح لنا بالدخول, نحن نهدف الى الضغط على السفارة البريطانية التي لو أرادت لنا أن ننجز هذه المهمة لضغطت على الجانب المصري, كما حدث مع متطوعين أمريكيين دخلوا الى غزة من المحاولة الأولى بدعم من سفارتهم
وهذا ما قاله أيضا كريج موراي, سفير بريطانيا السابق في أوزبكستان الذي كتب في مدونته على الانترنت أنه يسعى الى مساعدة هؤلاء الأطباء وتمكينهم من دخول غزة عبر الاتصال بزملائه الدبلوماسيين
هل سمعتم بسفير أوروبي يتصل بمعارفه ليطلب منهم التوسط؟؟
هل تخيل أحد أن أوروبياً سيحتج على سفارة بلاده لأنها لا تتوسط له ؟؟؟
أليس من المضحك أن هؤلاء البريطانيين الذين علّموا الدنيا الديمقراطية وسلطة القانون … جاؤوا الى مصر وتعلموا منها الواسطة والمحسوبية ؟؟
لو كان في مصر دولة قانون ونظام لاحتج هؤلاء بالقوانين, لكن عندما يصغر حسني الى مجرد بوّاب… فلا عجب أن يبحث الأخرون عمن يقول له إفتح البوابه يا أسطى
وكم ذا بمصر من المضحكــــــــــــات ولكنه ضحك كالبكاء