أرشيف - غير مصنف

حماس يا…هو واستدعائها للنتن يا …هو

بقلم : محمود عبد اللطيف قيسي

ما أشبه الأمس باليوم فالأبطال هم الأبطال والأهداف هي ذاتها الأهداف والعهد هو العهد والقسم هو القسم ، وها هو الأحمق البيبي الصغير يعود من جديد وبجيوبه هذه المرة مال واقتصاد وفتات خبز وقطع حلوى ظانا أنها ستبلغه مداركه ومأمنه ، وجبيرته وعصا ارتكازه ثانية حركة حماس البطل الفلسطيني المغتر بقوته الآتية من منشطات خارجية غير شرعية ، والمنطلق من عقلية التهشيم والتقزيم والوصول بالبناء للأطلال كزمن الممالك الإسلامية في الأندلس التي أضاعت تاريخ وأمجاد أمة بسبب فرقتها وصراعاتها ، وصنعت بعد زوالها تاريخ ظلم وصعاليك وصليبية ، اللاعب الجديد المغمورعلى الساحة الفلسطينية التي بات الحليم فيها حيرانا ، اللاهي بسلاحه وذخيرته وسكينه وسيفه وحتى شفرة حلاقته وعلى رأي المثل الفلسطيني ( السلاح بيد …. بجرح ) ، والفرح بأفعاله الموتورة المشحونة والمضطربة والتي مرّر أكثرها تحت اسم المقاومة لغايات برمجة جزء من الشعب المغلوب على أمره للقبول ببرنامج الحركة ( صنع خارج فلسطين ) ، كما ومررت أخرى تحت اسم التغيير والإصلاح بواسطة الدم والانقلاب لغايات قهر الجزء الأكبر من الشعب المذبوح بهدف السيطرة السياسية ومشتقاتها والقيادة العسكرية الميدانية وتفرعاتها ، وتسليم الأعلى والأهم بل كل القرار الوطني الفلسطيني كهدية لمواقف مائعة لدول فرحت باسم الممانعة للقرار الفلسطيني الراغب بالتحرر والتحرير لا للقرار الإسرائيلي الراغب بالاستيطان والتدمير واجتثاث ثورة ووطن ، بعد أن كانت رضيت زمنا مهما وجردها الواقع منه اسم الصمود والتصدي ولذات القرار الفلسطيني الذي أرادت سحقه قديما وما زالت تطلبه حيا أو ميتا لبقائها نظما وأرقاما في دنيا النفاق والنصب والدجل السياسي وكلها الفاجرة لغايات تركيع الشعب الفلسطيني ونسف آماله وثوابته وقضيته وشخصيته الوطنية ، فحركة حماس المغمورة بسلاح أرعن متهورأطرش ، وفكر ضبابي أبكم أخرس ، وافتاءات دينية أبطالها أسطل وأساطيل حرب وتهور وتقية لا أساطين فقه وخفض جناح وتقوى ، أضرت بنفسها وبغيرها وبالقضية الفلسطينية مرتين ، الأولى كانت بين السنوات 1996م ــ 1999م ، والثانية التي عنوانها كسابقتها دموية حمراء في هذه الأثناء العصيبة التي مالت بالقضية الفلسطينية وأوصلت قمرها كسابقتها لفترة المحاق ، ففي المرة الأولى ساهمت حركة حماس مباشرة وعن سابق إصرار وبقصد  ببلورة إرادة الشعب الإسرائيلي الخائف الضال الأرعن الفار من أوطان حقيقية له ليعصر حالنا ويسرق أرضنا ويجتث حقوقنا ، والمتجه للانتخابات المبكرة آنذاك التي إن لجأ الصهيوني إليها دائما لتصويب أوضاعه رآها العالم عزم وديمقراطية وإن لجأ الفلسطيني إليها لتجاوز كربه ومحنه رأتها حماس وفلكها تخريب وتجاوز ودكتاتورية ، والذي خاف العمليات البشرية التفجيرية التي قامت بها حماس والتي لم يكن هدفها الواضح والجلي والمعلن إلا إسقاط السلطة الوطنية الفلسطينية الحديثة التكوين وعلم فلسطين الوطني الرزين ، لا إسقاط  دولة إسرائيل الكيان وعلمها الأبيض بخطيه الأزرقين الكمين ، أو فرض أمر واقع عسكري عليها ، ولإظهار القائد الفلسطيني ياسر عرفات وحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية الأخرى التي تتعامل معها وعلى رأي المثل الفلسطيني ( من فوق الجوزة ) ، وكأنها شركات أمنية خاصة تعمل لحراسة دولة إسرائيل الكيان ، فبتكرار حماس لمثل هذا النوع من العمليات المعلومة الأهداف والتي نتج عنها  تأليب  الرأي العام العالمي على الشعب والقضية الفلسطينية ، وتمرير العنجهية والجرافة الإسرائيلية القاتلة المدمرة على جسد الشعب والقضية الفلسطينية دون أي نجدة له من ملاك قرارها ومدبري فتنتها وكاتبي برنامجها التصفوي التسلطي ونقل الشعب من مرحلة الإسلام والرحمة والحرية إلى ماقبل الجاهلية الأولى والظلم والعبودية ، برنامجها الذي انكشف ظهره والذي به نقطه واحده تعمل على تنفيذها وتحت أي ظرف هي تدمير واجتثاث فتح والسلطة والمنظمة لا تدمير إسرائيل ومن ورائها ، فقد دعت بأفعالها المحسوبة عليها والمحسومة لغاياتها الشعب الإسرائيلي لانتخاب الليكودي اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو برد منه مباشر على مثل هذا النوع من العمليات التي كانت سمة مميزة للعمل الفلسطيني المقاوم الذي قادته حركة حماس وكتائب شهداء الأقصى المنتمية لحركة فتح خصمها وهمها ، والتي استمرت وازدادت على عكس نصائح السلطة الوطنية الفلسطينية التي قادت العمل السياسي المقاوم الراغب بتغيير المعادلة الدولية والإقليمية لصالح القضية الفلسطينية ، وأيضا على غير رغبة جميع الدول العربية وجميع دول العالم المتعاطفة معها أو من هم ضدها ، والتي اختلف الفلسطينيين والعرب والعالم على تسميتها وعلى جدواها ، ففي حين أن السلطة الفلسطينية وجميع العرب شعوبا وحكومات ومؤيديهما في العالم نظروا لتلك النوعية من العمليات على أنها عمليات قتالية مشروعة ، إلا أنها تضر بمصلحة الشعب الفلسطيني العليا وبعائلات الاستشهاديين أنفسهم وبمحيطهم الاجتماعي المباشر، كون الثمن المدفوع الذي طلبه الإسرائيليون وحصلوا عليه بالقوة وبالإكراه وبالتأييد الغربي أكثر بكثير من الإيراد المقبوض المراد فلسطينيا ، الذي كان من بين أهدافه المعلنة من وجهة نظر حماس الفلسطيني الطامح إنهاء السلطة وحلم الشعب بالحرية والدولة ، ومن وجهة نظر الفلسطيني الآخر الواضح بث سياسة رعب فلسطينية تحت عنوان نظرية الردع من أجل وضع حد لسياسات الرعب والإرهاب الإسرائيلي المتصاعد خوفا أو فعلا ، بينما نظر إليها باقي العالم وعلى رأسه أمريكا وإسرائيل على أنها إرهاب فلسطيني يجب إنهاءه وبأي ثمن ، والكل الفلسطيني عدا حماس ومن هم بصفها عربيا واقليميا وكل العرب ومؤيديهم بالعالم عرفوا أنه في ظل كل الإرهاصات المحيطة بالقضية الفلسطينية ، وفي ظل عدم تكافوء موازين القوى الذاتية والدولية في المنطقة التي تميل بكليتها لمصلحة دولة إسرائيل ، عرفوا وعلموا قوة تأثير وفعالية ونفاذ  كلمة ( يجب إنهائها وبأي ثمن ) إن صدرت عن قائليها من القوتين المتحالفتين أمريكا وإسرائيل ، على عكس  كلمة  ( يجب أن نستمر بها ) الصادرة أو عندما يقولها الطرف المستضعف الذي منه الفلسطيني المكلوم الذي له كل الحق بالنضال والصمود والتحدي ، أو عندما يقولها الآخرالمستهتر بمصير شعبه وقضيته الذي ليس له أي حق بتمرير أجندات لدول سميت ممانعة مع أنها رفضت المقاومة فيها لتحرير شعوبها وأراضيها ، وعلى رأي المثل الفلسطيني ( جحا أولى بلحم ثوره ) ، والمستهتر أيضا بحياته وحياة محازبيه ومناصريه الذين دفعوا جميعا ثمن بقاء برامج سطوته وشهوة القيادة لديه وأمل دولتهم الإمارة ( البطيخة ) ، وعزتهم قبل عزة الله ورسوله ، وكنتيجة طبيعية لموقف السلطة الوطنية الفلسطينية من مثل هذه العمليات التي بناتها وبنيانها حركة فتح ، ولانطلاقها من منطلقات الدول المتجهة للحقيقة الواقعية والبناء والتنظيم والمؤسساتية ، فقد رفضتها لمعرفتها الثمن المدفوع وطنيا وما دامت النتائج غير محددة أو مضمونة ولحرصها على الدم الفلسطيني أن يراق إلا بحقه ، وكنتيجة طبيعية لهذه المواقف المتضاربة تمكنت حركة حماس من اقتناص فرصة ممانعة السلطة الوطنية الفلسطينية لهذه النوعية من العمليات لتشويه صورتها والربط بينها وبين حركة فتح بدهاء ومكر كبيرين ، والتي خطط لها بعتمة ليل بتمعن ودراية من أقطاب حركة الأخوان ومن دول مائعة لا يهمها لإبقاء تدفئتها مشتعلة لو وضعت كل الشعب الفلسطيني بها كوقود لبقائها وأجنداتها  واقتناع كل  هذه الأطراف ( المفسدون في فلسطين ولا يصلحون ) وإقناعهم حركة حماس بإن الأوان قد حان لإمكانية تمثيلها الشعب الفلسطيني إن نجحوا بتشويه سمعة حركة فتح لإبعاد الجماهير الفلسطينية والعربية عنها ، أو دفعها للهلاك الذاتي من خلال يائسين فيها لتفجيرها من الداخل وإبعادها عن قضية فلسطين المصيرية بعد إلهائها بقضاياها الجانبية ، مستفيدين من قوة العدو الإسرائيلي المقيت والمصر على إذابة وذبح حركة فتح ، متخذين جميعا أعداء وأعداء وأعداء قرار اجتثاث حركة فتح أو أقصائها عن الخارطة الوطنية الفلسطينية من أجل تصفية القضية الفلسطينية وإغلاق ملف ثوابتها ، فالعدو الإسرائيلي ومن يأتمر بأمره ما زال حالما بإمكانية تجاوز فتح وجمهورها الكبير بعد أن حشرها برأيه بزاوية الخيار السلمي الذي اختارته رضا من أجل الكرامة الإنسانية وتلبية للرغبات والنداءات الدولية بهدف الوصول بشعبها الفلسطيني لدولته وثوابته ، ما دامت الوعود العالمية تضع أمامها خيار الدولتين الذي به نهاية مشاكل العالم  قبل بقاء ونجاة الشعب الفلسطيني الذي هو مضمون ما دامت السماوات والأرض ، وما دامت فلسطين تاريخا واسما وشعبا وقضية  شمسا ساطعة في دنيا العزة والنضال والحرية ، وبعد أن ضمن كما توهم عدم انتقالها لحالة عسكرية ونسيانه أنه ما زال بجعبتها رصاص لم يطلق بعد.
 ولتأكيد حلم المستوطن والصهيوني بصنع الاستسلام لا السلام الفلسطيني بحث وبموافقة صريحه من داعميه كورش ونيرون وريتشارد مؤخرة الأسد وما بعد أبراهام حتى بوش دون اوباما حتى ههنا ، بحث الداهية ومن مكروا مكرا كبارا عن أقصى اليمين الفلسطيني الذي برأيهم سيكون قادرا على صنع السلام المتوهم مع إسرائيل دون الثوابت الفلسطينية ، لمعرفتهم وتيقنهم تجربة أنّ الاستسلام باسم السلام السهل الممتنع في المنطقة لا يصنعه إلا اليمين الفلسطيني الحمساوي الجديد المستقوي بصنّاعه وداعميه ، واليمين الإسرائيلي المتطرف ممثلا بالليكود   الذين سيكون من بينهم جنود إبليس والدجال أجمعين ، الذي هاج وماج بعد فشل كامب ديفيد الثانية لثبات ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية جميعها على مواقفهم وثوابتهم ، فقتل وعاث في الأرض فسادا ودمر جميع مؤسسات السلطة الوطنية ومقراتها الأمنية والفصائلية الفلسطينية والوطنية عدا مقرات حركة حماس التي كانت بمنأى عن الهدف الإسرائيلي بهدف تقويتها وتهيئتها للمرحلة الحاسمة التي مهد لها بانسحابه الأحادي من غزة دون تنسيق مع السلطة التي تأكد أنها عنوانا حقيقيا للدولة والمقدمة الأولى لبنائها .
وبعد هجوم الأفعى اليهودية الفاشل دائما بإذن رب الشعب والثورة والقدس وفلسطين ، هجمت الضبعة الفلسطينية بقناع الحق والدين والتغيير والتي مهدت لهجمتها باتهام وتخوين وشتم وصراخ وعويل ، بعدها أولا محاولة تلويث سمعة الأجهزة الأمنية المناضلة المقاتلة والشخبطة على مواقفها الوطنية طوال فترات الصراع مع الإسرائيلي وما زالت ،  ثم ثانية محاولة تلويث ذات حركة فتح وبرامجها وقادتها وكل كادرها وشعبها ، وأخيرا قتل كل الرؤوس الفلسطينية عدا رأسها ، مستعينة بالشيطان الذي كيده ضعيفا وفي تضليل بعد إنزال المنابر الإيمانية لأهدافها لا صعودها أعلاها لنيل رضا لله ورسوله ، وبعد استغلال عمائم دينية خوَت وارتخت وخطب رنانه لها ولغيرها ومن بعض قادة فيها صدحت وأمالت وصلوات ومساجد وبيع للإساءة لفتح الثورة والتاريخ والقدسية ، بعد كل ذلك ضربت ضربتها في غزة وتهدد بتكرارها بالضفة لتقسيم وتخريب الأرض واستعباد العباد تنفيذا للأوامر الصادرة لها ، بعد أن أخرجت سلاح فتك وقتل وتدمير وفتحت صنابير الدماء المحرمة الغالية لتغرق شوارع وأرض هاشم العزة والصمود ، الحالة المرضية المستعصية لها التي شفاؤها إما توبة بعد عقل زينة وتدبر ومراجعة ذات ، أو استتابه بعد أمر وعصا ولي الأمر والأمة ، الشعب طالبها بأمره للنجاة والخلاص ، والله قابُلها بإذنه لأن العزة لله جميعا والمغفرة بأمره ، القائل في محكم كتابه العزيز ( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون (99) أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون (100) سورة الأعراف ، صدق الله العظيم كاسر اليهود الجبابرة والفرس المتآمرة والروم المندثرة ، ناصر الحق والدين والمظلومين إلى يوم الفصل والدين .
                      

زر الذهاب إلى الأعلى