أفردت شبكة إخبارية أمريكية الاثنين تقريراً مطولاً عن الشذوذ في الدول العربية المحافظة، مثل السعودية ومصر، مشيرة إلى أن السلطات في البلدان العربية تراقب الإنترنت باستمرار لمواجهة الشواذ الذين اتخذوا من منتديات الإنترنت وغرف الدردشة مركزاً لنشاطهم. وقالت شبكة "إيه بي سي" أن المجتمع السعودي، رغم كونه مجتمعاً محافظاً يفصل بين الرجال والنساء، فإن "الرجال الشواذ يمكنهم أن يتجولوا بهدف الترتيب للوصول إلى شركاء والاجتماع في بالمقاهي والمطاعم في أقسام مخصصة للذكور فقط".
وأضافت:"وبالتوازي مع العادات المجتعية للفصل الجنسي، يمكن للعشاق الشواذ أن يمضوا في الغالب أوقاتاً حميمية معاً دون أن يثيروا شكوكاً".
ونقلت عن سمير (اسم مستعار لشاب سعودي شاذ) قوله: "أنا مسلم أعرف أن هذا حرام لكن لا حيلة لي به.. أدعو الله أن يعينني على الاستقامة، لأنجو من النار فقط لكني أعرف أنني شاذ وهكذا أعيش، لذا لا أبصر رؤية واضحة للمستقبل".
وقالت "إيه بي سي" إن سمير (34 عاماً) شأنه شأن العديد من الشواذ في العالم العربي يبقي ميوله الشاذة سراً، مشيرة إلى أنه – كي يشعر بالحرية – يأخذ أجازات طويلة إلى تايلاند، ويقضي بعض عطلات نهاية الأسبوع في لبنان التي يعتبرها "مجتمعاً أكثر تسامحاً مع الشواذ".
لكنه يكون حذراً في البيت حيث لا يعرف والداه بأسلوب حياته ويقول إن والدته سوف تقتل نفسها إذا اكتشفت أمره، وفي عمله يراقب كلماته ويحرص على ألا يثير شكوك الزملاء.
وأشارت إلى أن المنتديات الناشئة على شبكة الإنترنت تمثل بديلاً أكثر حرية للشواذ عن الواقع المجتمعي السعودي، لكن بعض الدول العربية تحجب مواقع الشواذ وتقبض على المشتبه بهم من خلال غرف الدردشة.
وأشارت الشبكة إلى أن مصر على سبيل المثال تشهد قيام الشرطة بانتظام بالقبض على الشواذ، كما قام أفراد من الشرطة بعقد صداقات مع شواذ باستخدام هويات مزيفة، وحددوا موعدا للقاء ثم "قابلوا المشتبه به باعتقال وحشي".
وقالت "إيه بي سي" إن النشاط السري لشرطة مكافحة الرزيلة باصطياد الشواذ عبر غرف الدردشة هدأ بمجرد أن تباطأ مشهد الشواذ المفزع على الإنترنت في مصر.
وقالت الشبكة الأمريكية إن الإنترنت كان جزء من إجراءات كبيرة في مصر "البلد الذي كان يوماً ما بيئة ليبرالية للشواذ … حتى فترة تسعينيات القرن الماضي" على حد تعبيرها.
وتابعت:"احتدت الهجمات التي قادتها الحكومة على الشواذ في 2001. وكانت النقطة المحورية هي اعتقال جماعي لعدد من الشواذ كانوا على متن مركب نيلي وتعرضوا للتعذيب فيما عرف بواقعة "مركب الملكة".
المصدر: وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك.