أرشيف - غير مصنف

بول روجرز: ميراث بوش يتحكم بسياسات اوباما في العراق وأفغانستان

فيما يقترب الرئيس الاميركي باراك اوباما من نهاية شهره الرابع في سدة الرئاسة الاميركية، بدأت تأثيرات تركة بوش التي أورثها اياه عبر الشرق الاوسط وجنوب آسيا تتضح معالمها بشكل جلي على سياساته. وبحسب الكاتب الاميركي بول روجرز (مؤلف كتاب: لماذا نخسر الحرب على الارهاب؟)، فان النزاع حول نشر اكثر من 40 صورة تتعلق بالسجناء العسكريين للولايات المتحدة كانوا محجوزين في الحقبة المبكرة في سنة 2001 (للحرب على الارهاب)، يعد مؤشراً على ثقل التركة. ويقول روجرز ان الاحداث في العراق وافغانستان وباكستان، تتضافر لتظهر واشنطن بمجموعة متكدسة من المشكلات المتجددة، موضحاً ان التصعيد الجديد في العنف في العراق يعكس ثلاثة اتجاهات تنذر بالخطر. ويتمثل الاتجاه الاول باعادة تفعيل معبر يربط بين العراق وسوريا يستخدم لتسلل عناصر تنظيم القاعدة. اما الثاني، من وجهة نظر روجرز، فهو عمليات اطلاق سراح اكثر من 30 الفاً من المتمردين المزعومين، احتجزوا وسجنوا من دون محاكمات في السجون والمعتقلات الاميركية ، هي الان في طريقها، وهناك ادلة غير كافية للمحاولة في احالة اغلبية السجناء الى المحاكم العراقية، في الوقت الذي تقول المصادر العراقية بان العديد من الاشخاص الذين اطلق سراحهم قد اتجهوا الان الى العنف، ولكن حتى اذا كانت النتائج غير اكيدة ، فان السماح باطلاق العدد الاكبر من المعتقلين في السجون الاميركية هو امر ضروري لانسحاب القوات الاميركية. اما الاتجاه الثالث والاكثر اثارة للقلق فهو مصير معظم المائة الف من اعضاء الصحوات الذين تراصفوا مع القوات الاميركية في مجابهة القاعدة وبقية المجموعات المتطرفة، الذي بقي موضع تساؤل . فقد توقفت القوات الاميركية بدفع رواتبهم من قبلها، والتوقعات بان يمنحوا وظائف في صفوف قوات الامن العراقية او في اماكن اخرى من الخدمات المدنية لم تتحقق في معظمها. وفضلا عن ذلك ، فان هناك ادعاءات متكررة بان العديد من عناصر الصحوات تم استهدافهم من قبل قوات الامن العراقية التي تتكون الان في اغلبيتها من الشيعة والاكراد، والنتيجة المحتملة لذلك هي البدء بتجدد التمرد .
 
ومازالت ادارة اوباما تهدف الى سحب معظم قواتها القتالية بحلول سنة 2011، ولكن من الواضح ايضا بان الولايات المتحدة تنوي بان يكون لها دور سياسي كبير في العراق لعدة سنوات مقبلة، وحينما زارت رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي بغداد في العاشر من الشهر الحالي وعدت: ((بضلوع سياسي مكثف))، ومثل هذا الضلوع الطويل الامد ، بحسب روجرز، هو امر حتمي يفترضه الوجود المربك في الخليج واحتياطاته النفطية الكبرى، والعراق لوحدة يملك اربعة اضعاف الاحتياطات الاميركية للنفط بما فيها الاسك. ولهذا، فان ادارة اوباما تعترف بموطن الضعف هذا ، وتعترف ايضا سوية باهمية الاستقلال، وعناصر تغيير البيئة – وهي كلها مهمة في النية الاميركية لكي تفوز بهذه الاحتياطات النفطية الاضافية. واذا كان المزيد من الاهتمام خلال الاشهر الاربعة الاولى لعهد اوباما على المسائل الداخلية، فان المشكلات التي تواجهها ادارته في الشرق الاوسط وجنوب اسيا سوف تستمر في فرض نفسها على اجندة الرئيس. وبسبب الضجة حول اعلان صور المحتجزين، فان ارث جورج بوش يضطجع على مأزق السياسة الخارجية لاوباما.

زر الذهاب إلى الأعلى