أرشيف - غير مصنف

مَنْ يُضْحِكُ البَلابِلا

صقر أبوعيدة

أبْناءَ أُمّي
لِمَ تجْرَحونها
قد أسْدلَتْ منكُمُو أجفانَها
والدّمعُ يشْكو لها
في حُلْمِها
تَرنو إلى طَلّةٍ من قُدْسِها
من كرْمِها تسْتَقي زَيتاً وذُبّالهَا
تكْسُو عَقائصَ خَيلٍ
قد نامَ فُرْسانُها
تروي قناديلَ بُركانِها
يا ميمتي
حامَتْ عليكِ الـنّيوبُ
كلَّ السّنين الخوالِي
لا تحزني
إن عزَّ وَصْفُ الرِّجالِ
أنفاسُكِ تُضْحِكُ البلابِلا
عند احْتلامِ الدّوالي
ياميمتي
للقهوةِ السَّمرةِ
من بين يَديْكِ
طعمُ اللُّّقَى في البلادْ
دَوماً تَمُرّين في بالي
قد تسألِينَ الأماكِنَ والعِبادْ
لِمَ عليكِ أغارُ
هدْباءُ يشْقَى بها الشّعراءُ
في خاطِري طيفُكِ
لحنٌ ونارُ
سمراءُ في مركبي
والبحرُ مارتْ به الأخطارُ
يكْوِي فؤادي وبين الأضلُعِ
جمرٌ وأعذارُ
بين المآقي وعينيكِ
نَسرٌ يحارُ
لما رأى الدمعَ في خدّيكِ
كاد ينْهارُ
مدَّ جناحَيهِ بين السّورِ والقمرِ
خوفاً على الدُّرِّ في شفتيكِ
يهوي بهِ الإعْصارُ
ألقَى مراسيهِ فوق الصّخرِ
حادتْ بهِ الأقدارُ
في المدِّ والجزرِ
والـتّيهِ معْ ظُلمةِ الأعماقِ
كَمَحارةٍ ساقَها التّيّارُ
أرخَى ذِراعَيهِ للمَوجِ
نادتْ عليه الدّوالي
الدّفءُ عندي
والشمسُ والأقمارُ
عُدْ لي ولا تيأسْ
مِنّي لكَ الفُلُّ واسْمي
والكرْمُ والدارُ
والميجَنا والسّنابلُ
في ليلة الصيفِ
يخْلو بها السُّمّارُ
لا تنْتَظرْ رَقْصةَ الذئبِ
والحوتَ في البحرِ
للصُّبحِ أنفاسُ فَجرٍ وانْـتِظارُ
ردّتْ عليها المنافي والسّرابُ
والسلكُ والقَفار
ُ


زر الذهاب إلى الأعلى