تأتي أهمية دراسة التاريخ من كون انه نابع من تصوراتنا المستقبلية, التي لايمكن أن نبني او نضع الأسس الصحيحة والمتينة للاجيالنا ومؤسساتنا نحو مستقبل مزدهر وواعد , دون النظر إلى القوانين التاريخية التي حكمت ورسمت عوالم بناء حضارة وتقدم ورقي أي امة دون الإغفال عن أسباب التقهقر والضعف الذي يدب في أوصال الدولة التي تكون عادة في قمة عنفوانها وقوتها والدي ينتهي بأفول زمنها وأيامها , وتبقى سيرة تقلبها صفحات التاريخ والتي تبقى بدورها مادة خامة وغنية بل وممتعة للباحث الذي يبحث عبر دروب التاريخ للاستخراج العبر والقوانين وإسقاطاتها على الواقع المعيش, والتي عادة تكون مشابهة للماضي , قال تعالى في كتابه العزيز ( وتلك الأيام نداولها بين الناس …).
لدلك فاءن الأمة التي لا تهتم بتاريخها وماضيها ورموزها … فاءنها بالتأكيد ستتخبط في مواجهة التحديات والمعوقات الحضارية الحديثة , التي تتطلب إمكانيات فكرية وعلمية مع الاعتزاز بتراثنا الديني واللغوي والثقافي .. أما ادا دخلنا في الركب الحضاري المعولم دون الالتفات إلى جذورنا وهويتنا فاءننا نبقى مثل ذنب الكلب الذي يراوح مكانه في جميع الاتجاهات دون هدف محدد أو واضح .
وهدا هو حال امتنا الإسلامية والعربية التي ليس لها أي نفوذ اوتاثير على الخارطة السياسية والاقتصادية على الساحة العالمية علما أننا عندنا من الطاقات والإمكانيات التي يجب أن نستثمرها لصالح نهضتنا وتقدمنا , ولن يتأتى هدا بدون النظر إلى تاريخ امتنا من عهد النبوة إلى عصرنا الحاضر وتعليمه للا جيال الصاعدة والناشئة, لكي تكون لنا خلفية حضارية قوية تمكننا من خوض غمار التقدم والرقي والعزة , التي كانت لنا مند زمن قريب ليس ببعيد , والقرآن الكريم يحثنا في عدة آيات على النظر في سيرة الأمم والدول التي كانت سائدة ثم خسفت ونسيت وبقيت ذكرى تتداولها مخطوطات وكتب التاريخ ..
وكما هو معلوم فاءن ثلث القرآن هو عبارة عن قصص .. وهدا إن دل على شيء إنما يدل على أهمية دراسة التاريخ والاتعاظ به , لكي يكون لنا نبراسا نضيء به دروب المستقبل لكي لا نقع في أخطاء الماضي ومن هنا تأتي علاقة الحاضر بالماضي .
أما بخصوص الدعوات التي يطلقها بعض الأشخاص بعدم جدوى دراسة وفهم تاريخنا , فاءنها دعوات غير مقبولة وغير معقولة البتة , لأنها تنم عن جهل وغباء غير مقصود وقصور في الرؤيا الماضوية والمستقبلية .
فاءدا كان الله عزوجل قد أشار في كتابه العزيز إلى ضرورة استنباط الدروس والعبر التاريخية من قصص الأنبياء مع أممهم , فاءن هؤلاء الدين يطلقون هده الأفكار التي تدعوا إلى نسيان الماضي وعدم ربطه بالحاضر , هم مجرد غوغائية لا فائدة منها وفاقد الشيء لايعطيه.