أرشيف - غير مصنف

على ذمة “مصادر السياسة شديدة الخصوصية”: مشعل أطاح قائدي “كتائب القسام” في غزة استجابة لأوامر نظام طهران

كشفت مصادر شديدة الخصوصية لـ “السياسة” الكويتية أن رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل أطاح القائدين العسكريين في لواء قطاع غزة عماد عقل وباسم عيسى, استجابة لأوامر طهران التي طلبت منه إجراء تغييرات جوهرية في صفوف الجناح العسكري, مقابل زيادة دعمها المالي لترميم قدرات الحركة العسكرية, تزامناً مع قيامها بفتح تحقيق عالي المستوى بشأن صفقات بين المسؤولين الإيرانين المكلفين إعداد الميزانيات العسكرية, وبين حركة “حماس” و”حزب الله”.
وأوضحت المصادر أن مشعل وافق أخيراً بعد التشاور مع قائد “فيلق القدس” التابع ل¯”الحرس الثوري الإيراني” في لبنان حسن مهدوي, على جميع التوصيات التي رفعتها قيادة “حماس” في غزة, عقب العدوان الاسرائيلي في ديسمبر ويناير الماضيين, مشيرة إلى أن هذه التوصيات اشتملت على انتقادات شديدة وجهتها القيادة السياسية للحركة إلى القيادة العسكرية على خلفية فشلها في مواجهة الهجوم الاسرائيلي, وفشل جميع خطط الدفاع والتلغيم التي كلفت مبالغ هائلة.
وأضافت أن التوصيات اشتملت أيضاً على ضرورة إحداث تغييرات هيكلية وشخصية واسعة في صفوف “كتائب الشهيد عز الدين القسام” الجناح العسكري للحركة, في مقدمها تنحية قائدي لواء غزة عماد عقل وباسم عيسى, اللذين يعتبران أهم شخصيتين عسكريتين.
وكشفت المصادر ان التدخل الايراني في هذه القضية جاء على خلفية توجه مشعل إلى الإيرانيين, لزيادة المبالغ التي يساعدون بها الحركة, وذلك بغية ترميم قدراتها العسكرية التي تلقت ضربات موجعة إبان الهجوم على غزة, مؤكدة أن الإيرانيين ربطوا بين التمويل وبين تنفيذ كل العبر التي استخلصتها “حماس” من فشلها في مواجهة الهجوم, بما في ذلك تنحية القادة العسكريين المسؤولين عن ذلك.
ولفتت إلى أن إطاحة عقل وعيسى سببت توتراً داخل صفوف الجناح العسكري في غزة, وبينه وبين القيادة السياسية للحركة, خاصة بعدما راجت أنباء عن أن تنحيتهما جاءت في اطار تصفية حسابات شخصية في الصراع بين أقطاب القوى داخل “حماس”, كاشفة أن مشعل وجه بضرورة منع نشر أي خبر يتعلق بتنحية عقل وعيسى, خشية ان يتم تفسير ذلك في صفوف الشعب الفلسطيني على انه اعتراف بفشل الحركة ومسؤوليتها عن الدمار الهائل وآلاف القتلى والجرحى.
وجزمت بأن هذه التنحية لن تمر بسلام, حيث يسود الاعتقاد ان القائدين اللذين ما زالا عضوين في “كتائب القسام” قد يستمران في العمل ضد سياسة الحركة المتبعة في الآونة الاخيرة والقاضية بالامتناع عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل, خاصة بعد قيامهما الأسبوع الماضي بإطلاق عدد من الصواريخ, ولم تستبعد أن ينضم عقل وعيسى ذوي الخبرة العسكرية الكبيرة إلى إحدى الحركات العسكرية في قطاع غزة, وخاصة تلك التي تتبنى أفكار تنظيم “القاعدة”.
وبالتزامن مع وضعها هذه الشروط على مشعل, بدأت طهران تحقيقات على أعلى مستوى مع المسؤولين المكلفين إعداد الميزانيات السنوية ل¯”حماس” و”حزب الله”, بعد اكتشافها صفقات بين الجانبين, تتمثل بحصول المسؤولين على عمولة هي عبارة عن نسب مئوية معينة من موازنتي الحركة الفلسطينية والحزب اللبناني, مقابل تسهيلهم رفع المبالغ المالية المخصصة في الموازنتين.
وكشفت المصادر أن كلاماً بدأ يروج في ايران عن أن هذه الصفقات المشبوهة موجهة ضد الأمن القومي, على اعتبار أنه كلما ارتفعت المبالغ المالية زادت نسبة العمولات, وهو ما يؤدي إلى ترتيب تكاليف إضافية من دون جدوى على إيران التي تعاني أساساً من مشكلات اقتصادية كبيرة جراء العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب مواصلة أنشطتها النووية.

زر الذهاب إلى الأعلى