أرشيف - غير مصنف
الشذوذ.. تجارة مربحة في العراق الجديد!
يقضي طارق كمار ساعات واقفا في أركان شوارع بغداد وعيناه على الذين يقودون سياراتهم على مهل حول الشوارع.. لا من أجل بيع مناديل ورقية، بل ليتصيد من يشاطره ممارسة الرذيلة والشذوذ الجنسي الذي تحول من جرم أخلاقي شخصي إلى تجارة مربحة.
“إسلام أون لاين” حاولت اختراق عالم الشواذ للتعرف عن قرب على الأسباب التي دفعتهم إلى ممارسة الرذيلة.
ويقول طارق لـ”إسلام أون لاين”: “أنا شاذ جنسيا، لكن ما دفعني إلى السير في هذا الطريق هو البطالة في العراق”، موضحا أنه يتقاضى من وراء ذلك ما يتراوح بين خمسة إلى 15 دولارا عن كل مرة يمارس فيها الشذوذ.
طالع أيضا:
ن. تايمز: الحرية الأمريكية نشرت الشذوذ بالعراق
مقتل 6 شواذ في بغداد خلال 10 أيام
ويضيف: “إن معظم زبائني من كبار السن المتزوجين ويعولون أطفالا (…) إن المسئولية الزوجية تجعل الكثير من الشواذ أنذالا وأوغادا؛ لأنهم ربما يصابون بعدوى مرضية في الخارج وينقلونها لزوجاتهم دون علمهن”.
وشأنه شأن غيره في هذا المجال، لا يبدي كمار انزعاجا من إجراءات الشرطة أو هجمات المسلحين.
أوكار الرذيلة
وتشهد حياة الشواذ في عراق ما بعد الغزو تطورا ملحوظا، مع تحول الكثير من الأماكن إلى أوكار لممارسة الرذيلة، بالرغم من جهود رجال الدين والكثير من فئات المجتمع للتصدي لهذا التيار المتنامي.
وتفتح بعض الفنادق أبوابها مقابل مبالغ زهيدة، ربما أقل من ثلاثة دولارات، أمام الشواذ ليقضوا ساعات في غرفها وهم بمأمن من الهجمات أو الاعتقال من قبل أجهزة الأمن.
كما تحولت دور السينما والحانات وأركان معينة في بعض الشوارع إلى أوكار آمنة للشواذ جنسيا، وخاصة الرجال.
أبو رويدة، صاحب إحدى دور السينما في بغداد، يقول: “لا سبيل أمامي سوى السماح بممارسة هذه السلوكيات في هذا المكان؛ لأنني إن لم أفعل ذلك فسأضطر إلى إغلاقه بسبب عدم إقبال الزبائن عليه”.
ويرى أبو رويدة أنه غير مسئول عما يفعلونه في السينما التي يديرها، ويقول: “إنهم بالغون ولديهم الوعي الاجتماعي والديني الكافي، وإن كان من معاقب فليكن الله.. ولست أنا”.
ويرى صلاح الدين عبد الله الربيعة، وهو أخصائي اجتماعي في العاصمة بغداد، أن مجتمع الشذوذ يشهد في العراق تناميا بالرغم من الخوف من المتطرفين.
ويقول لـ”إسلام أون لاين” إنه في مقابل التقارير التي ترجح انخفاض معدل ممارسي الشذوذ الجنسي في العراق، فإن ثمة تقارير أخرى “تؤكد أنه أصبح بإمكان الشواذ الذهاب إلى أماكن معلنة لممارسة الرذيلة في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
وكانت هجمات المسلحين خلال الأعوام الأولى للغزو الأمريكي للعراق قد أجبرت الشواذ على إخفاء نشاطهم، لكن الآن بعد قرابة سبعة أعوام أخذت حياة الشواذ تطفو على سطح المجتمع.
ومنذ يناير الماضي قتل ما لا يقل عن 25 صبيا ورجلا في بغداد بسبب ضبطهم متلبسين بممارسة الرذيلة أو الشك في سلوكهم، طبقا لشرطة بغداد.
لكن تصاعد نشاطات الشواذ في العراق استدعت قلق علماء الدين في البلاد، حيث يقول الشيخ عبد الرحمن عبدون، إمام مسجد الرحمة في بغداد، لـ”إسلام أون لاين.نت” إن الكثير من العلماء أعربوا عن قلقهم البالغ حيال ذلك، ويكثفون جهودهم في تحذير المصلين خلال خطب الجمعة من مراقبة أبنائهم وحمايتهم من مثل هذه السلوكيات.
ويرى الشيخ عبدون أن التوعية الدينية الجيدة من شأنها منع مثل هذه السلوكيات، ويقول: “من واجبنا أن نعزز جهودنا للتوعية بهذه المسألة، والحيلولة دون تحولها إلى ممارسة شائعة في هذا البلد الإسلامي”.