تهديدات أمريكية بلسان إسرائيلي
تهديدات أمريكية بلسان إسرائيلي
بقلم : زياد ابوشاويش
تصاعدت وتيرة التهديدات الصهيونية لإيران وحلفائها بعد زيارة رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو لأمريكا وترافقت مع حملة إعلامية تشمل سيناريوهات تحاكي العدوان المتوقع على الأراضي الإيرانية والمفاعلات النووية مصحوبة بمناورات واسعة النطاق للاستعداد لحرب شاملة في المنطقة بما فيها سورية. هذه التهديدات ما كان لها أن تتصاعد بهذه الوتيرة وتأخذ طابعاً استفزازياً لولا موافقة الإدارة الأمريكية عليها، وبمعنى أوضح فإن هذه التهديدات هي نسخة إسرائيلية لتهديدات أمريكية جدية لا تستطيع الولايات المتحدة الإفصاح عنها الآن بسبب ورطتها الكبيرة في باكستان وأفغانستان والعراق ناهيك عن أزمتها الاقتصادية المستعصية. الجميع يدرك أن أي اعتداء إسرائيلي على إيران لا يمكن أن يتم أو يحقق أي نجاح بدون الغطاء والدعم الأمريكي المباشر وغير المباشر، العسكري والسياسي، كما أن مثل هذا العدوان سيستدرج ردود فعل غاية في الخطورة والتعقيد ولا يمكن من الآن معرفة تداعياته على المنطقة لأنه سيشمل مروحة واسعة من الأهداف قسم منها في دول عربية بخلاف الكيان الصهيوني. إذن ما هو الدافع لتلك التصريحات العنترية والسيناريوهات المتعددة للعدوان على إيران وإشعال المنطقة؟ المتابع العادي للأحداث والمسارات السياسية في المنطقة يفهم أن هكذا هجوم لن يتم اليوم ولا غداً ولا بعد سنة في ظل الواقع المأزوم لأمريكا وحليفتها إسرائيل بعد أن تم استبدال الصدام المباشر مع المقاومة وحلفائها بالهجوم الدعائي والإعلامي بما في ذلك مقال الفتنة في دير شبيغل الألمانية وجملة ما تنشره الصحافة الإسرائيلية ومعها الصحافة العربية الصفراء.
الخلاصة في هذا العنوان تقول أن ما سمعناه على لسان القادة الصهاينة لا يتعدى التهديدات الجوفاء والتي وإن تم أخذها على محمل الجد بسبب طبيعة الكيان الصهيوني فهي لا تخيف أحداً.