بقلم حبيب طرابلسي
– تعرض أمانة محافظة جدة “خطة إستراتيجية” لمواجهة التحديات البيئية في الملتقى الذي ينظم اليوم السبت (30 مايو) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بعد أن اجتاحت مياه الصرف شوارع هذه المدينة السياحية التي تعرف باسم “عروس البحر الأحمر”، فتسربت إلى المنازل، والمستشفيات، والمساجد، وأثارت شعورا بالقلق من احتمال تجدد انتشار حمى الضنك التي سبق أن تسببت في العديد من الوفيات.
طفوحات الصرف
ونقلت صحيفة “المدينة” اليوم عن عدد من المواطنين أن مياه الصرف الصحي بدأت تتسع والنفايات تتكدس في عدة شوارع وأزقة وأصبح معه الوضع البيئي في حالة يرثى لها. و كانت عدة صحف قد نشرت تقاريرا، مدعمة بالصور، عن أحياء عديدة وهي تغرق في بحيرات من مياه الآسنة التي تنشر روائحها الكريهة مع تراكم النفايات التي طفحت من المجاري.
وحدثت هذه “الطفوحات” نتيجة لإضراب سائقي حوالي 2000 شاحنة لشفط مياه الصرف الصحي، استغرق عدة أيام بسبب اختلاف مع الشركة الوطنية للمياه، بحجة رفع رسوم الصب في المحطات التابعة للشركة.
وقالت الصحف يوم الجمعة أن الأزمة انفرجت نسبيا باستئناف عمليات الشفط في بعض الأحياء، فيما بقيت أحياء أخرى مسرحا لطفح المجاري وبيئة خصبة لتكاثر الذباب والبعوض والحشرات المتنوعة في هذه المدينة التي تعد أكثر من 3,4 مليون نسمة، من مختلف الجنسيات.
“قصص وروايات في مجالس سكان “العروس العجوز” – أحياء وشوارع جدة تغرق في بحيرات من مياه المجاري”: تحت هذا العنوان، نقل موقع “سبق” الإلكتروني شهادات عدد كبير من السكان حول بيوتهم، أو محلاتهم التجارية، أو المستشفيات والمساجد التي اجتاحتها المياه القذرة. ويخشى سكان جدة أكثر من كل شيء انتشار وباء “حمى الضنك” الذي أصبح هاجساً كبيراً يؤرق بعضهم.
إنذار بحمى الضنك
دقت مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية ناقوس الخطر، وحذرت من وباء جديد لحمى الضنك، وهو فيروس ينتقل عن طريق البعوض، ويقضي على الحيوانات خاصة، كما يمكنه أن يفتك بالإنسان.
وساهم في استفحال الخوف من الوباء تردي البنية التحتية للمدينة وضعف مجاري تصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى وجود البحيرات المسكونة بالبعوض الناقل للمرض، كبحيرتي المسك والأربعين.
في سنة 2000، أصاب فيروس حمى الضنك 863 شخصا في المملكة العربية السعودية، منهم 120 حالة وفاة، بينما أصاب أكثر من ألف شخص في اليمن (مع وفاة 121 منهم)، حسبما نشرته آنذاك الصحافة المحلية.
في 13 أبريل المنصرم، كتب محمد السيد علي، على موقع “اسلام اون لاين” الإلكتروني عن “حالة من الرعب والفزع جراء ظهور حالات عدة لمرض حمى الضنك الفيروسي، بين المواطنين في مدينة جدة ومكة المكرمة”.
تسجيل حالات وفيات
وكانت مصادر طبية حكومية قد كشفت في أبريل الماضي لوكالة الأنباء الرسمية “واس” أن “محافظة جدة سجلت 33 حالة إصابة بالمرض، فيما سجلت مكة المكرمة 103 حالات منذ بدايات أبريل”.
من جهتها، أشارت صحيفة “عكاظ” في 12 أبريل الماضي إلى أن الفيروس قضى على شاب وفتاة سعوديين، يبلغان من العمر 20 و22 سنة، وكانا في مستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة.
كما جاء في نفس اليوم في صحف أخرى أن مستشفيات مكة المكرمة التي استقبلت أكثر من مائة حالة إصابة بحمى الضنك، أكثرها غادرت المستشفى بعد أخذ العلاج اللازم.
حلول أمريكية للقضاء على حمى الضنك
تساءل باستياء قارئ لموقع “سبق” قائلا: “أين مشاريع الصرف الصحي التي استنزفت الميزانية العامة للدولة”؟
ربما تأتي الإجابة خلال الملتقى، عند مناقشة “خطة إستراتيجية” لمواجهة التحديات البيئية.
وتقول محافظة جدة أنها بصدد دراسة “إستراتيجية لمكافحة البعوض” الذي يعتبر المسؤول عن نقل الفيروس وانتشار المرض، لكن هذه المرة، كُلّفت شركة أمريكية بـ”القضاء على الفيروس، بفضل طريقة بيولوجية، وليس المبيدات الكيمائية المعتادة”، كما كتب يوم الخميس، الموقع الإلكتروني “عناوين”.
مجاري شرهة
لكن في انتظار ذلك، فإن مجاري “عروس البحر الأحمر لا تزال تطفح. و تعرف هذه المجاري كذلك بأنها “آكلة للناس”.
فقد أوردت الصحف قصصا غريبة عن سقوط أطفال، أو مسنين، أو مكفوفين، ابتلعتهم المجاري، بعد أن تمت سرقة أغطيتها، فتحولت بذلك إلى مقابر مفتوحة في شوارع المملكة التي تشهد منذ عدة أشهر تفاقما في ظاهرة السرقة، وذلك بسبب “الفقر والبطالة وتدني قيم المجتمع الأخلاقية”.
وفي بعض الأحيان، تتم سرقات غير مألوفة مثل الكابلات الهاتفية، ولوحات الإشارات المرورية و … أغطية المجاري. و قد تمت سرقتها لبيعها لتجار “الخردة”، عندما كانت المملكة تعاني من ندرة الحديد، مما أدى إلى ظهور سوق سوداء غير مسبوقة.
http://www.saudiwave.com/index.php?option=com_content&view=article&id=1036:q–q—–&catid=50:2008-12-02-08-52-24&Itemid=115