أرشيف - غير مصنف
قراءة في المجموعة القصصية الأولى:أشياء في الذاكرة/ للقاص إياد نصّار
بقلم : بديع رباح
ما أن تبدأ في قراءة هذه المجموعة القصصية الرائعة، حتى تشدك الكلمات والسطوروما بينهما إلى المتابعة فتقبض بفكرك وكلتا يديك وتتابع القراءة،فأنت لا تستطيع العزوف عن قراءتها ولو حاولت، إنَّ الأسلوب الشيّق الرائع والمتين الذي كـُتبت به هذه القصص، ما أشبهه بجدول رقراق هادىءيكشفُ عن فكر خّلاق، وموهبة أدبية فذ ّة يلمسها القارىء عبر الإبحار في كلّ قصة، من قصص هذه المجموعة، فهو يبتعدعن الصور المُعقـَّدة ،والتعابير غير المألوفة ،التي تجهد العقول،فاستقبلت عقولنا وقلوبنا رائعته القصصية الأولى بكل الحب والتقدير،لقدبهرني الأستاذ الفاضل بصفاء ذهنه ونقاء تفكيره في مجموعته، لاسيّما في قصته( هروب)فلو حسبها قادة الإقتصاد في العالم بدقـّة، كما حسبها الأب والأم،لما صرنا إلى هذا الإنهيار العالمي للأقتصاد،حتى لو(نسينا بعضا من طفولتنا في محل للدرّاجات الهوائية)، فلا ضير إن ضحيّنا بجزئية من أجل الكلّ، نستطيع في ما بعد تعويضها بكل فرح لأبنائنا، إن فاتنا قطار الطفولة.
ولوكانت لنا رؤية كرؤية الأم في القصّة ذاتها، لكانت بيوتنا كلها، أجمل من المتنزهات، تبعثُ فينا الأمل صباح مساء،فيقودنا الأمل إلى العمل والعطاءوالأبداع،ولو فهمنا الأمور على حقيقتها كما أرادها وأوحى بها الكاتب في قصته(أليس في بلاد العجائب) لعرفنا ما لنا وما علينا، ولعشنا بنتيجة ذلك كله ،في أمن وحريّة واستقرار،نعمل ونبدع، ونفرّغ الوقت لعبادة الله الواحد القهار .
إنَّ القارىءالمتأمل في هذه الرائعة القصصية للأستاذ إياد نصار، والتي لامجال لتناول كل قصصها وأحداثها وتحليلها والتعليق عليها،لا يجد نفسه أمام قاص وحسب، بل أمام قاص وناقد وباحث محلل جريء في آن ٍ معا ً.وفق الله كاتبنا الشاب إياد نصاروأمدَّ الله في عمره لمافيه خير أدبنا العربي المعاصر