أرشيف - غير مصنف
المحمدين السمان والياسين دمائكم لعنة تلاحق طوابير عسكر دايتون
بقلم : فارس عبد الله *
انتهت المطاردة المزدوجة بين قوات العدو الصهيوني ,وعملائه من أجهزة أمن سلطة التنسيق الأمني ,بقيادة الجنرال دايتون للمجاهدين في قلقيلية بمجزرة وحشية ,ارتقى فيها اثنين من ابرز أعلام المقاومة ,في شمال الضفة المحتلة هما الشهيدين ,محمد السمان ومحمد ياسين والتي استمرت قوات العدو الصهيوني ,في مطاردتهما لسنوات عديدة اشتدت خلال السنة الأخيرة ,بمساعدة أذناب المحتل الذين بحثوا عنهما في كل مكان وزاوية, وزقاق ومزرعة ومسجد في قلقيلية الصمود ,وعاثوا في البيوت فساداً وخراباً ,وانتهكوا الحرمات وداسوا علي كل التقاليد والأعراف , من أجل تقديم صكوك الولاء والطاعة لكبيرهم المجرم دايتون ,في قتل الموحدين ومطاردة المجاهدين ,وقمع المقاومة وكسر شوكتها ,وهم أرادوا ذلك لحقداً في قلوبهم على المجاهدين الأطهار ,وإلا ماذا يفسر هذا الإصرار على حرب المقاومة ورجالها ,ومطاردتهم جنباً إلى جنب مع قوات العدو الصهيوني .
قبل أيام في قلقيلية وبتاريخ 20/5/2009 أصيب جندي صهيوني ,وأحد عناصر أمن سلطة التنسيق الأمني ,في تبادل إطلاق نار ,وعندما طالب العدو الصهيوني ,تشكيل لجنة تحقيق فأن العميل الأرعن يصرح للجنة المشكلة بكل وقاحة ,بأنه ما أطلق النار إلا عندما كان متأكد بأن الهدف هو عناصر من كتائب القسام , وانه انتظرهم هو وزملائه في كمين ,ولم يكن يعلم بأن القوات الصهيونية الخاصة ,في تلك السيارة المدنية وإلا ما أطلق عليهما النار, مؤكداً على ضرورة التنسيق ,قبل المهمات العسكرية لقوات الاحتلال كالمعتاد,لان المهمة هي واحدة مطاردة واعتقال ,وقتل مجموعات المقاومة في الضفة المحتلة ,إذ أن ثقافة التنسيق الأمني والعداء للمقاومة ,هي السائدة في تلك الأجهزة التي جعلت من حربها على المقاومة, عقيدة تتبناها وتمارسها عملياً ,ويثنى عليها الاحتلال الصهيوني ويشيد بجديتها في حرب المقاومة ونزع سلاحها .
ما حدث اليوم في قلقيلية من جريمة نكراء ,بحق القائدين القساميين المحمدين السمان وياسين ,هو عار يلحق بكل من يدافع عن سلطة التنسيق الأمني ,التي اكتوت بنار عمالتها كل فصائل المقاومة ,بلا استثناء فالاعتقالات للمجاهدين في سجون جنيد وأريحا و رام الله وجنين والخليل وبيت لحم ,شملت المجاهدين من الجهاد الإسلامي وحماس والقيادة العامة وشرفاء فتح ,وغيرهم حتى أصبح سكان الضفة ,يرددون لقد وقعنا تحت احتلالين صهيوني وسلطوي ,وكلهما لا ترتجى منه الرحمة ولا ينتظر منه خيراً ,وتلاقت في مدن الضفة المحتلة, بساطير الصهاينة وعملائهم على ملاحقة أطهر الناس ,وأشرفهم الذين أذاقوا اليهود الويلات والموت الزؤام ,في تل الربيع والقدس وأم خالد وحيفا والخضيرة عبر الأجساد المتفجرة .
لم تكن الجريمة الأولى في السجل الأسود ,لتلك الأجهزة القائمة على خدمة الصهاينة وتوفير الأمن للمستوطنين ,فلقد ارتكبت تلك الأجهزة في 29 يناير 1996م جريمة نكراء قبل دقائق من ساعات الإفطار في رمضان بحق أبرز شخصيتين عسكريتين في المقاومة الفلسطينية وهما الشهيدين عمار الأعرج وأيمن الرزاينة من أبطال سرايا القدس والعقول المدبرة لعملية بيت ليد البطولية ولقد تم قتلهم بدم بارد في فترة الاستضعاف للمقاومة التي عاشتها في سنين اوسلوا العجاف وكان التبرير هو التبرير مسلحين ولم ينصاعوا للأوامر فقتلوا !!.
الجريمة في قلقيلية لا تقبل التأويلات المريضة ,والتحليلات التي تهرب على خانة الحيادية المضحكة ,لأن توصيف الخيانة لا حياد فيه ,وقد أجمع الكل على أن التنسيق الأمني خيانة كما أن ملاحقة المقاومين خيانة ,وجمع سلاح المقاومة خيانة , والطعنة في ظهر المقاومة خيانة والخيانة واضحة وجلية في سلوك أجهزة أمن سلطة التنسيق الأمني, وأن الموقف المتراخي من بعض فصائل المقاومة ,حول جرائم التنسيق الأمني التي طالت النساء والأطفال ,قد شجع تلك الأجهزة في المضي بخارطة طريق العمالة , ولم تكتفي المطاردة والملاحقة على أصحاب النشاط العسكري في المقاومة ,بل شملت المطاردة كل من يشارك في الجانب الاجتماعي والعمل الطلابي ,في إشارة إلى أن المقاومة كمصطلح وثقافة وعقيدة وسلوك هي المستهدفة من طوابير عسكر دايتون.
جريمة قلقيلية تكشف حجم الحرب البشعة ,التي تمارس بصمت ضد المقاومة في الضفة المحتلة ,وإذا اقتضى الأمر تسال الدماء وتزهق الأرواح ,فلا الحوار الفلسطيني أوقف الاعتقالات السياسية ,ولا تنديد الفصائل ألجم التنسيق الأمني ,واستمرت سلطة التنسيق في غيها ,لا تكثرت للنداءات الوطنية ولا للاعتبارات الوطنية , كل ذلك يقتضى من الفصائل الفلسطينية والتي تدعى حرصها على المقاومة ,والحقوق والثوابت أن يكون لها الموقف الصارم ,اتجاه هذا الجموح العلني نحو العمالة , والاصطفاف إلى جانب المحتل الصهيوني في الحرب على المقاومة ,وإلا هل أصبح التنسيق الأمني من الثوابت الفلسطينية التي لا يجوز الاقتراب منها ؟!
وللشهيدين المحمدين السمان وياسين ,لقد أفجع الوطن برحيلكما ,وبكت أزهار الحنون في جبال نابلس ,ووديان جنين وسهول قلقيلية وطولكرم ,على مصرعكما المؤثر وأنتما الصيد الثمين للعدو وأدواته , لقد حزنت عصافير الوطن وذبلت أغصان الشجر للحظات وهى التي ترتقب نصراً على الصهاينة المحتلين يتوج بجهادكما ,وانتشت ودبت فيها الحياة من جديد, لما جاء الخبر أن دمائكما ما سالت إلا من أجل وطن , تتناهشه أنياب يهود وأذنابهم من عباد الدولار ,لقد كان استشهادكم بعد رحلة جهاد طويلة ,ومطاردة شاقة تأكيداً عن أن المقاومة لن تنتهي ,وان سلاح المقاومة من الثوابت وأخط أحمر ,رسالتكم وصلت ومظلوميتكم حفظت ,وسيندم المحتل وأعوانه في لحظات الحقيقة التي لاينفع معها الندم .
كاتب وباحث فلسطيني