أرشيف - غير مصنف
هل أعود.. وعلى ماذا أشكركم ..!!
بقلم : منذر ارشيد
تزاحمت الأمور في رأسي حتى تشابكت وما عدت أعرف من أين أبدأ .!
بعد مقالي الأخير الذي أعلنت خلاله عن توقفي عن الكتابة وقد شاءت الظروف والأقدار أن يتوفى الله والدتي حينها
مناشداتكم .. وفائكم ..صبركم ..الحاحكم .. حبكم ..تعازيكم ومواساتكم ..أم على وقفتكم الرائعة ..على كل شيء
لا أستطيع القول إلا شكرا ً..وهل كلمة شكر تكفي..!
لا أعتقد” فالف شكر,لا تكفي … لا بل (مليون شكراً )
شكراً لكم جميعاً , وسأبقى أرددها إلى أن ينقطع النفس .
أكانت مصادفة بعد أن أعلنت عن توقفي عن الكتابة .!
ومناشداتكم لي بالعودة
التي أغرقتني بمحيط من الشعور الجياش بالبهجة أزاء هذا الحب الكبيروالذي تزامن مع وفاة والدتي الحبيبة الذي أصباني بالحزن والأسى “
وكنت أهم بالرد وقد كتبت , وصدقوني أني كنت في حيرة مابعدها حيرة وأنا أبحث عن الكلمات التي تليق بمقامكم فأكتب وأشطب , وأكتب وأعيد حتى بت أبحث عن أجمل وأرقى الكلام .
فكانت ثلاثة أيام من العزاء فاصلة بكل ما فيها من خروج عن المألوف في إنصهار مع الناس دون معرفة ما يجري خارج بيت العزاء وكأنه انقطاع عن العالم بما فيه أحداث القتل والإصرار على الاستيطان ويهودية الدولة
والذاهبين الى واشنطن في رحلة الذهاب والإياب مع كل رئيس أمريكي يستقبلنا ببشاشة الوجه وحسن النوايا ولا يقدم لنا سوى الوعود الكاذبة “
ثم ننتظر رحيله.. فالقادم أعظم
ثلاثة أيام كانت كافية لكي أكتب لكم بكل أريحية ودون عناء.
أشكركم جميعا يا أحبتي يا إخوتي يا أخواتي على ما تفضلتم به منذ أول يوم.
أشكر حضوركم إلى بيت العزاء ” نعم حضرتم وقدمتم واجب العزاء وقد رأيت كل واحد ٍ منكم من خلال أخ لكم فاجأني بالحضورإلى بيت العزاء ودون سابق معرفة أللهم كونه كاتب معروف ..
الأخ أبو سمرة المقدسي أناب عنكم وكم كانت فرحتي به وهو يعرفني على نفسه “
تعرفونه من خلال كتاباته الرائعة ” ولكن لا تعرفون كم هو جميل .!
رجل يحمل كل وقار الرجال بوجه مشرق كله تقوى وإيمان
(إنه مقدسي فعلاً )
أشكر كل الكتاب المحترمين والكاتبات المحترمات حتى من كان غائبا منذ سنوات وخاصة الأخت صباح الشرقي التي غابت عنا وهي أخت مغربية حرة أبية “ بارك الله بكم بداية بالمؤسسة الوطنية دنيا الوطن مروراً بالكتاب الأحبة الذين لم يبقى أي منهم إلا وقال كلمته
أما عن عودتي فأنا لم أغادر وكل ما كان هو تعبير عن غضب كما قال الأخ ناصر اللحام في وكالة معا
والغضب كان لظروف شرحتها في مقالتي حيث عبرت عن أسبابها بكل وضوح
أنا إنسان من لحم ودم ولا يمكن أن أكون جاحداً ولا ناكراً للجميل .
وأمام هذا الحب الكبير فلا يسعني إلى أن أنحني لكم جميعاً
أما تفرغي للعبادة..! أتمنى أن يقدرني الله أن أكون عابداً مقبولاً عنده سبحانه
عابداً وليس ناسكاً ”فالعمل عبادة , والكتابة عبادة , بشرط أن تكون خالصة لوجه الله تعالى تُعبر عن واقع الأمة وعدم الإنحراف عن بوصلتها نحو مصلحة القضية
عبادة ولها أجر عظيم عندما يكون صاحب القلم يمتلك ضميراً حياً
يقول الحقيقة كل الحقيقة لا يجامل أحد ولا يجاري على حساب أمته.
وإليكم هذا …
اتصل بي شخص من كندا اعتقدت انه سيعزيني كالعادة .!
ودون سابق إنذار وبدون أن يعرفني على نفسه
قال وبصوت جوهري صارم , أنت فلان .!
أنا بحكي معك من كندا وأضاف .. إسمع ” إيش هالمصخره هذه .!
قلت : عن أي مصخرة بتحكي..! أنا في بيت عزاء يا أخي
للوهلة الأولى شعرت بحرج رغم أني اعتقدت أن الرجل يمازحني أو أن هناك خطأ ما فتحدثت معه بصرامة وقلت : ممكن أعرف من أنت .!!
فقال : مش ضروري وأنا أيضا أعرف بمصابك “
الله يرحم الوالدة وأنا قرأت كم من الناس قد واسوك ووقفوا معك “
وهؤلاء ألا يستحقوا منك أن تُضحي ..!
انت بتفكر أنك ملك نفسك.! لا يا أخي مش على كيفك تترك الكتابة ..يعني ما صدقنا ونحن نجد من يكتب ويعبر عنا بضمير ” تأتي لتقول أستقيل ..!
أنت مش موظف , أنت مكلف وطني شرعي لا تستطيع أن تهرب منا
قلت : ممكن تعرفني على نفسك أو سأغلق الهاتف .!
قال وبنبرة قوية صارمة : مش ضروري تعرف مين أنا ” ويكفي أن أقول لك أني مناضل فلسطيني عايش في الغربة ألا يكفي.! وأنا أقسم على هذا ومقالاتك من أكثر ما يريحنا ويعطينا الأمل
وأنهى كلامه بالقول ..باسم كل من يحبوك ويحبون ما تكتب لأنه يعبر عنهم أنا ما بترجاك ولا بتمنى عليك ..أنا بأمُرَك أن تكتب..
قلت : أنا تحت أمرك