أرشيف - غير مصنف

ألعاب ذهنية وفضائيات تدخل زنازين غوانتانامو لمنع “جنون” المعتقلين

بدأ الجيش الأمريكي بتزويد زنازين معتقل غوانتانامو بخدمة القنوات التلفزيونية الفضائية، وتوزيع ألغاز “سودوكو”، بينما تعمل إدارة الرئيس باراك اوباما على اخلاء تلك الزنازين من المعتقلين. وتهدف هذه الإجراءات الترفيهية الى التنشيط الذهني للمعتقلين الـ240 المتبقين في السجن، والذين يقول مراقبو حقوق الانسان ومحاموهم بأن سنوات العزلة في ذلك السجن الامريكي للاشتباه بأنهم إرهابيون “تدفعهم نحو الجنون”.
 
 
وقال القائد البحري جيف هايهورست الذي قاد الصحفيين في جولة امس الاحد، 31-5-2009، داخل المعتقل النائي الواقع في قاعدة بحرية أمريكية في جنوب شرق كوبا، ان خططا وضعت قبل عامين لاضافة تلفزيونات وتسهيلات للترفيه الجماعي.
 
 
ولكن بسبب “تحديات لوجستية”، في المعتقل بدأ للتو تنفيذ بعض هذه الخطط مع الاقتراب من الموعد النهائي الذي حدده اوباما لعملية اغلاق المعتقل في يناير/كانون الثاني.
 
 
 
وقال هايهورست الذي يعمل نائب قائد المعتقل ان “البناء هناك صعب للغاية”. واضاف ان كل المواد يتعين احضارها بباخرة الى القاعدة ولا يوجد سوى مجموعة صغيرة من العمال المتوفرين للقيام بهذا العمل.
 
 
وأشار إلى أن نحو 80 سجينا، ممن يتميزون بحسن السلوك ويعيشون في مهاجع جماعية، يملكون الآن فرصة مشاهدة قنوات فضائية والمفاضلة بين 3 قنوات رياضية وقناة الجزيرة باللغة الانكليزية، وقناة اخرى شرق اوسطية. كما سيتم مد خدمة القنوات الفضائية الى الزنازين التي تفرض عليها اجراءات امنية متوسطة ومشددة في غضون شهر.
 
 
وقال “نفحص عن كثب جدا جدا كل قنواتنا لضمان عدم وجود شيء يحرض الافراد هنا”.
 
 
ويسمح منذ فترة طويلة لمعتقلي الاجنحة الجماعية بتناول وجبات مشتركة على طاولات في الهواء الطلق خارج مهاجعهم، ولعب كرة القدم والسلة معا في ساحة ترفيهية بوسط المعتقل وتم تهيئة المعسكر 6 الذي تفرض عليه اجراءات امنية متوسطة في الاونة الاخيرة، للسماح لمجموعات السجناء بلعب كرة القدم معا في الخارج والتجمع على طاولات حديدية في وسط معتقلهم.
 
 
وتمكن الصحفيون من مشاهدة 9 سجناء يتجاذبون اطراف الحديث ويشربون الماء في واحدة من مثل هذه المناطق دون اغلال ولكن تحت رقابة العديد من الحراس.
 
 
وقال هايهورست انه في المعسكر 5 الذي تفرض عليه اجراءات امنية مشددة وهو مبنى خرساني به زنازين لا تتسع الا لرجل واحد يسمح الان للسجناء بتناول وجبات جماعية بين الحين والاخر، والجلوس على الارض في اقفاص متجاورة في الهواء الطلق، وتفصل اسيجة بينهم، لكنهم ما زالوا يستطيعون تناول الوجبات الرئيسية والصلاة معا.
 
 
وقال هايهورست “اذا كان لديهم خيار بين التعايش اجتماعيا او عدم التعايش فانهم قد لا يفعلون اشياء اخرى لا نريد منهم ان يفعلوها مثل مهاجمة الحراس”.
 
 
وبوسع السجناء الان الاطلاع على الصحف وان كانت تحت رقابة والمفاضلة بين صحيفة يو اس ايه توداي، وصحيفتين تصدران باللغة العربية. ويحضر البعض دروسا في العربية والبشتو والانكليزية والفنون مرة او مرتين اسبوعياً، غالبا وهم يرتدون الاغلال في كواحلهم.
 
 
والكل يحصل الان على اوراق للرسم وطباشير ملون وكتب احجيات. لكن يصعب قياس تأثير هذه التغييرات على سلوك السجناء، فيما لا يسمح للصحفيين بالتحدث مع السجناء انفسهم.
 
 
وقال هايهورست انه لاول مرة منذ 20 شهرا مرت في الاونة الاخيرة 4 ايام كاملة دون تعرض الحراس لاي هجمات، ولكن هذا الهدوء تلته 4 هجمات في يوم واحد، تضمنت مهاجمة الحراس بتوليفات من البول والبراز وهو السلاح المتوفر في ما بين نزلاء غوانتانامو.
 
 
ولم تشعر بوضوح مجموعة من سجناء معسكر الاجراءات الامنية المشددة في الاقفاص الموجودة في الهواء الطلق بروح المشاركة الاجتماعية الجديدة لدى مرور مجموعة من الصحفيين عليهم ومعهم حراس عسكريون, إذ صاح السجناء “كلكم مجرمون.. انصرفوا”.
 
 
وكان الرئيس الأمريكي أرسل فريقا من المحققين لمراجعة المعسكر، في فبراير/شباط الماضي، بعدما وُصف بأنه وصمة عار في سجل الولايات المتحدة لحقوق الانسان ووسيلة تجنيد للقاعدة.
 
 
وكررت النتائج التي توصل اليها المحققون ما كانت تقوله اللجنة الدولية للصليب الاحمر منذ سنوات، وهو ان السجناء في الزنازين التي لا تتسع الا لرجل واحد بحاجة الى مزيد من الفرص للتفاعل الاجتماعي والتنشيط الذهني.
 

زر الذهاب إلى الأعلى