أرشيف - غير مصنف
العلاقة الامريكية الاسرائيلية تأخذ اتجاهاً تاريخياً جديدا
بعد عبارات الاطراء التي كان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش يستخدمها مع اسرائيل التي وصفها يوما ما بأنها “نور للامم” تستخدم الآن تعبيرات مختلفة لوصف علاقتها غير الواضحة مع خلفه باراك أوباما مثل الضغط والتحدي والصدام.
وسيحاول الرئيس الامريكي الجديد الذي يختلف مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن قيام دولة فلسطينية والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية اصلاح العلاقات مع العالم الاسلامي في خطاب يلقيه في مصر يوم الخميس.
وسينصت الاسرائيليون والعرب بكل انتباه لاحدى رسائل أوباما المتوقعة وهي أن قيام دولة فلسطينية ضروري للسلام وأن التوسع الاستيطاني يجب أن يتوقف وهي سياسة قابلها نتنياهو حتى الان بكلمات تنم عن التحدي.
ويثير الخلاف الامريكي الاسرائيلي بعد ثماني سنوات من رئاسة بوش الذي غض الطرف عن بناء المستوطنات ولم يتصد لموضوع الدولة الفلسطينية الا قبيل نهاية الفترة الثانية من رئاسته تساؤلات بشأن إذا ما كان التحالف الوثيق سيتحول الى تباعد.
ولخصت صحيفة معاريف الاسرائيلية الوضع في عنوان بصفحتها الاولى يوم الثلاثاء يتكون من كلمة واحدة “الضغط”.
ونقل مصدر سياسي اسرائيلي بعد لقاء مع مساعدين لنتنياهو عن المبعوث الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل قوله لوفد اسرائيلي التقى به في لندن الاسبوع الماضي “الرئيس لا يريد أن يرى حتى خلاطة أسمنت واحدة في الضفة الغربية”.
وتقول مصادر سياسية ومعلقون ان من بين الوسائل التي يحتمل استخدامها للي ذراع نتنياهو عدم تحرك الولايات المتحدة لمنع صدور أي قرارات للامم المتحدة تنتقد اسرائيل وتقييد بعض الامدادات العسكرية.
وكتب بن كاسبيت في عموده السياسي بصحيفة معاريف أن “تأخير شحن قطع غيار طائرات الاباتشي يمكن أن يعطل القوات الجوية” في اشارة الى طائرات الهليكوبتر الهجومية الامريكية الصنع التي تملكها اسرائيل.
وأضاف “تجديد امدادات الذخيرة والاسلحة في حالة اندلاع مواجهة متوقعة أخرى في قطاع غزة أو لبنان هو مسألة تتعلق بالنوايا الطيبة الامريكية.”
ولا يتوقع أحد أن تذهب واشنطن الى حد الاضرار بدفاعات اسرائيل لكن لديها بالتأكيد وسائل ضغط أخرى دبلوماسية.
بيد أن ارضاء الولايات المتحدة بالتخلي عن سياسة الاستيطان التي تسمح ” بالنمو الطبيعي” وهو عمليات بناء تقول اسرائيل ان الغرض منها استيعاب نمو أسر المستوطنين ربما يؤدي الى انهيار الائتلاف اليميني التوجه الذي شكله نتنياهو قبل شهرين فقط.
وقال المصدر السياسي الاسرائيلي “اذا تخلى عن النمو الطبيعي فسيؤدي ذلك الى تمزيق ائتلافه.”
وأضاف “نتنياهو غير مستعد لدفع الثمن. المواقع الاستيطانية هي كل ما يمكن أن يقدمه” مشيرا الى عشرات المستوطنات الصغيرة التي تعهدت اسرائيل منذ فترة طويلة بازالتها بموجب “خارطة الطريق” للسلام مع الفلسطينيين التي تم التوصل اليها برعاية أمريكية عام 2003.
ووعد وزير الدفاع ايهود باراك الذي أرسله نتنياهو الى الولايات المتحدة هذا الاسبوع لمقابلة مسؤولين حكوميين في محاولة لتخفيف التوتر بالتصدي لنحو 20 موقعا استيطانيا بعضها لا يتجاوز مجموعة بيوت متنقلة على قمم تلال منعزلة.
وقال المصدر “الموقف قاتم تماما. انهم ينتظرون ما سيتمكن باراك من تحقيقه في واشنطن… وهم في انتظار سماع خطاب (أوباما). ليس لديهم أدنى فكرة عما سيقوله. مع بوش كانوا سيحصلون على مسودة الخطاب مسبقا ولكنهم لا يعلمون شيئا الان. هذا جزء من سحب التعاون الامريكي.”
وأضاف ان ميتشل قدم حافزا للاسرائيليين حيث أبلغ الوفد الذي أرسله نتنياهو الى لندن أنه اذا وافق رئيس الوزراء الاسرائيلي على تجميد المستوطنات فسيضغط أوباما على السعودية لبذل مزيد من الجهد لتطبيع علاقات العرب مع اسرائيل.
غير ان ذلك يبدو مستبعدا الان في ظل موقف اسرائيل.
وقال نتنياهو ان اسرائيل لديها فرصة تاريخية الان للعمل على احلال السلام حيث يشاركها العالم العربي الى حد بعيد قلقها بشأن البرنامج النووي الايراني.
وكان الموضوع النووي من بين الموضوعات التي تصدرت محادثات نتنياهو مع أوباما في واشنطن قبل أسبوعين وكان حاضرا في أذهان كثير من الاسرائيليين يوم الثلاثاء عندما دوت صفارات الانذار من الغارات الجوية في اطار أكبر تدريب على الدفاع المدني في تاريخ اسرائيل.
وقال ناحوم بارنيا وهو من أبرز الكتاب السياسيين في اسرائيل ان من تحدثوا مع نتنياهو أخيرا وصفوه بأنه “متوتر ويتصبب عرقا وعلى حافة الذعر”.
وبدا نتنياهو الذي اصطدم بشكل متكرر مع ادارة كلينتون أثناء رئاسته للوزراء بين عامي 1996 و1999 هادئا ورابط الجأش في المناسبات العامة في الايام الاخيرة.
الا أن الرجل الذي يضع اصبعه على زر التحكم في الترسانة النووية التي يعتقد ان اسرائيل تملكها أخطأ مرة واحدة عندما ضغط الزر الخطأ في تصويت الكتروني في البرلمان يوم الاثنين ليصوت ضد مشروع قانون قدمته حكومته.
تحليل إخباري من جيفري هيلر