أرشيف - غير مصنف

مناورات إسرائيل وقدوم أوباما؟

مناورات إسرائيل وقدوم أوباما؟

بقلم: زياد ابوشاويش

لا أعتقد أن الصدفة وحدها يمكن أن تفسر تزامن وصول السيد باراك أوباما للمنطقة مع بدء مناورات إسرائيلية ذات طابع عدواني وليس دفاعي وصفت بأنها الأكبر في تاريخ إسرائيل.

رأس الإدارة الأمريكية يصل مصر ليوجه منها خطاباً للعرب والمسلمين يعلمهم فيها أن الإسلام ليس عدو الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه يخالف رأي المفكر الأمريكي اللامع صموئيل هنتنجتون القائل بصراع الحضارات بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والتجربة الاشتراكية.

وفي السياق يحاول السيد أوباما إظهار الجانب المشرق من وجه بلاده غير المحبب للعرب والمسلمين (بأخف التعابير وأكثرها كياسة)، وبأنه حريص على السلام في المنطقة وعلى حقوقنا السليبة على يد ربيبة بلده إسرائيل.

الأيام الماضية حفلت بإشارات واضحة عن طبيعة المناورات وكذلك عن أهداف زيارة الرئيس الأمريكي لمصر والسعودية، ولا يستطيع المرء أن يغمض عينيه عن ذلك الترابط الواضح بين تلك المناورات الواسعة والحضور اللافت لرئيس الدولة الموكلة بحل أزمات المنطقة وعلى رأسها الصراع العربي الصهيوني حيث تصريحات أركان الحكم في تل أبيب برفض طلب إدارة أوباما وقف الاستيطان وتهديدهم بشن عدوان واسع النطاق على إيران لضرب مفاعلاتها النووية على هامش هذه المناورات وفي ذات الوقت يحضر الداعم الأكبر لإسرائيل ليخاطب العالم العربي والاسلامي بلغة مختلفة تمثل هذه التصريحات والتهديدات والمناورات خلفيتها المنطقية وتعطيها القدرة على التأثير على المستمعين والمعنيين بطريقة مبتكرة وواضحة حيث تضع هؤلاء أمام خيار القبول بما يعرضه سيد البيت الأبيض عليهم حتى لو كان كلمات لا تسمن ولا تغني أو التعامل مع النموذج الذي تقدمه حليفتها. يجب أن يقال للزائر الأمريكي بدون مواربة بعد أن خاطبناه بكل اللطف والكياسة والرجاء أنه كان يستطيع منع إسرائيل من إجراء مناورتها أو تأجيلها كما وضع حد لغطرسة القوة وخاصة في عنوان الاستيطان إن أراد أن نصدق ما سيقوله في خطابه المرتقب.

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى