منذ أيام وزيارة اوباما هي الشغل الشاغل للاعلام العربي الموبوء، وكأن هذا الذي يقتل ابناؤنا في افغانستان والعراق هو المخلص القادم لإنقاذ منطقتنا من الصهيوني الذي زرعوه بقلبنا، لا تفسير لهذا الجنون الذي يصيب اعلام مهووس يتلقى اخباره وتقاريره من السفارة الامريكيه إلا انه يرّوج لسياسه قذرة نرى نتائجها صباح مساء في العراق الذي يعاني من الاستعمار الامريكي ويتعامل معنا كأننا شعوب غبية ستلتقي القتلة والمجرمين بالورود والرياحين وستغيّر رأيها بسياسة قائمة على القتل والاستعمار بمجرد خطاب استعراضي فنحن لسنا بغباء شعب يختار رئيسه لمجرد خطاب ومناظره بين مرشحين لأننا على يقين بأن لأمريكا سياستها التي يرسمها من هم أقوى من رئيسها الذي ليس بيده إلا التنفيذ.
بكل تأكيد كشعوب لسنا معنيين بزيارات هؤلاء ولا نعول عليها اطلاقاً، فهذا “مخلّصهم” الذي يحتفي به اذياله ما جاء إلا كمندوب مبيعات يبحث عن شراكات تجارية وعن النفط لتحقيق مصالح اصحاب رؤوس الاموال لإنقاذ اقتصاده وشركات تنهار يومياً ولا أعتقد بأن السياسه الامريكية معنيه كثيراً بالاوضاع المزرية التي يعاني منها المواطن العربي ولم يأتي ليبشرنا بقيم الديمقراطية وحقوق الانسان ودولته تتزعم قائمة الدول الديكتاتوريه وتوغل بنا في العراق قتلاً وترتكب المجازر وتهجّر الملايين ولا تراعي حرمة لا لطفل ولا لإمرأة، وليس مستغرباً على هؤلاء الذين يمارسون النفاق والكذب ان يطالبوا دولنا بالاهتمام بالديمقراطية وحقوق الانسان فيما هم جميعاً يشتركون باقتل والقمع والاضطهاد والديكتاتوريه. لقد سمعنا كثيراً خطابات منقمه تتغنى بحقوق الانسان والحيوانات لكن أين منها تلك الدول التي يزورونها ويتحالفون معها رغم أنها بنظرهم تحمل السجل الاسوأ وبالتأكيد اوباما يعلم تماماً وربما اخبرته داليا مجاهد ما احتواه تقرير المنظمه المصريه لحقوق الانسان وهي تتحدث عن القتل نتيجة التعذيب في السجون المصرية ناهيك عن عمليات الاغتصاب وهتك العرض والقمع والاضطهاد ومع ذلك تثني الديمقراطية على الديكتاتوريه، فهل من سبب غير العقيدة المشتركه بين انظمه كلها قمعية باشكال والوان مختلفه بينها مصالح متبادلة بعضها يدفع خمسين مليار والاخر ينبطح ويركع لتحقيق مصالحه. فهل حصارمليون ونصف المليون فلسطيني وارتكاب المجازر في غزه من ضمن حقوق الانسان التي ينادي بها اوباما مخلّصهم؟
أي كذب يريد هؤلاء العملاء ان يقنعونا به والكل يتحالف مع الصهيوني لترسيخ وجوده في قلب الامة وكأنه قدر لا يمكن لأحد ان يرده، أي كذب هذا الذي يريد اعلام تابع ان يقنعنا به وهو يرّوج لزيارة اوباما وكأنه جاء حاملاً حلاً سحرياً لكل مشاكل شعوبنا وهو الذي لا يستطيع أن يجد حلاً لمواطنيه ولن يشذّ عما هو مرسوم له من سياسات كلها بالمطلق تساند وتدعم القتلة والمجرمين، ويريد تجميل صورة بلاده على حسابنا والحصول على مزيد من التنازلات لصالح مجرم صهيوني يفتك بنا. لتذهب دولة ما قامت إلا على القتل والاجرام ولا تؤمن إلا بالقتل والاجرام والاستعمار الى الجحيم غير مأسوف عليها، ولن نكون أبداً من المرحبين بأمثال هؤلاء لزيارتنا وتدنيس ارضنا ولن نعوّل على المجرم لينصف ضحيته فكيف يخاطبنا بالحرية وهو يحتل ويدّنس أرضنا في العراق وافغانستان، لا يهمنا أبداً ان يستعرض كذبه بخطاب ستفوح منه رائحة النفط والقتل لن يجد له اذاناً صاغية إلا من المضبوعين بثقافة القتل والجنس والدولار، ان كان هذا الاوباما يريد أن نصدّقه فليسحب قطعانه من العراق وافغانستان والصومال وليقطع شريان الحياة عن الكيان الصهيوني ويبحث له عن أرض غير أرضنا وليتوقف عن نهب خيراتنا وثرواتنا، فإن فعل ذلك فسنرحب به زائراً وليس مستعمراً وسنستمع له ونصدّق انه جاء “لتغيير” وجه امريكا القبيح.
ولنسأل عشّاق تلك الدولة الديمقراطية التي تهلث خلفها الكلاب وتبشرنا بأن الخير لا يأتي إلا منها، لماذا ترفض هذه الدولة الديمقراطية التي تتباكى على الديمقراطية وحقوق الانسان الانضمام للمحكمة الجنائية الدوليه ومثلها في ذلك الكيان الصهيوني؟؟؟؟؟؟