أرشيف - غير مصنف
ماما أمريكا .. بابا أبو مازن ..عمو فياض
بقلم : اكرم ابو سمرة
كل أربع سنوات يطرح نجوم البرامج التليفزيونية الشهيرة ..مثل لأري كنغ ..على الرئيس الأمريكي السؤال التالي :هل تعتقد ان الشعب الأمريكي ..تحت قيادتك..أصبح أفضل حال ..مما كان عليه منذ أربع سنوات ؟
ابتداء .. سيزعل منا أحبار وكهان بعض الوكالات الإخبارية الانجيئوزية ..الما بعد وطنية ..المترفة مالا ودلالا ..الملكية أكثر من الملك .. الفياضية أكثر من فياض ..الرافلة في دمقس وطنفس وإستبرق الشراكة الإسرائيلية المشروطة بالفلتر الاسرائيلي ..والتي لاتريد لاي حبر ان ينسى نفسه فيجعل عظام رواد المشروع الصهيوني تتململ في قبورها ..ولا يريد لاي فكرة ان تنتهك قدسية رسل الليبرالية والبراغماتية..جماعة قل ولا تقل.. لهؤلاء .. أقول:يسعدني ويبهجني أن أكون سبباً رئيسا في زعلكم.. وفي إثارة قلقكم .. وأعني وأخص هنا من وصلته عدوى هوس الإستيزار في الحكومة الأخيرة .. وأعني مرة أخرى من زعق ذات يوم من أعلى السلم الموسيقي .. ذات تسعينات ِ.. على مقام البطولة الدونكيشوتية: (مذلون ومهانون). سمعته حتى ظننته دستويفسكي بنفسه أو ناظم حكمت.. أو نديم غورسيل..غير أن الشيفرة السرية كانت :استأجروني فأنا القفاف والقفة لأي تبريزي.
يا جماعة كنت بصحة جيدة حين أصبحت (فيجيتيرين) عشر سنوات ..وساءت عندما عدت لاحما.
الحق أقول لكم .. أنا الخضري الطويل العريض الشاهد والشهيد: لكم التصنيم بجعل من يمرض مثلكم ويأكل مثلكم ويذهب إلي المرحاض مثلكم فوق التاريخ والمكان والزمان مستبيحاً القانون والإنسان.. ولنا أن نجرد أصنامكم من مكياجكم وذرائعكم ووقودكم وشهادات زوركم وترميزكم وحساباتكم الصغيرة .
أنا المندلع حريةً وحنوناً أعيد عليكم ما قالته المعارضة البورمية يانج سوكي ( ليست السلطة التي تفسد .. بل الخوف من فقدان السلطة هو الباعث علي الفساد). بمعنى آخر أقول ليس الحبر والقلم الذي يفسد بل صاحب الحبر والقلم حين يخاف علي فتات مكتسباتها التي أغدق بها عليه جلالة الصنم.
من تجربتي.. عرفت بأنه لو غاب جلوكوز السادة الصحافيين والكتاب عن بعض الكبار جداً لما كانوا غير جثث متحللة. ورأيت فساداً عظيماً إلا أن الفالج الذي لايعالج هو فساد الصحافيين .. وعرفت أن لكل فساد طريقته.. وأخطر تلك الطرق هو فساد شيوخ تلك الطريقة وحجاجها من الكتاب وفرسان القلم .
ان شخصنة الخلاف تقتضي معرفة جيداً بالآخر.. وهنا يجب التوضيح بأنني لا أعرف غير اثنين من الوزراء وهما خارج ثنائية التسليع والتشيؤ اللتين تستهدفان حذف كينونتنا الأولى وأبجديتنا الأولى..
أما الأول فهو مجدلاني لعصاميته وصبره ودماثة أخلاقه.. أما الثاني فهو الهباش لعناده في الحدي دفعاً عن وسطية اسلامية بعيدة المدى (بفتح الميم وضمها) .
ولنا أن نسير على نهج السؤال الواقع الأمريكي وأن نعيده ونزيد فيه .. ونزايد به عليهم – من حقنا .. اعتبروها غلاسة إن شئتم – بأشكال مغايرة ومختلفة أخرى ( بفتح الهمزة).
هل سارة البلاد والعباد والقضية والأخلاق تحت قيادتكما .. في الاتجاه الصحيح .. أم في الاتجاه الخطأ؟
هل انتقلت البلاد والعباد والقضية والأخلاق والضمائر.. تحت قيادتكما .. إلى الأمام .. إلى القرن الواحد والعشرين .. أم إلى الخلف .. إلى القرن الثامن عشر؟
هل صارت الحصة الأوسلوية الجغرافية .. تحت قيادتكما .. أكثر اتحادا وتماسكا ووحدة.. أم أكثر تمزقا وتجزئة وهشاشة .. حتى أضحت الضفة ضفافا .. وغزة غزاة وغزوات ومغاز وغواز؟
هل حققتما .. تحت قيادتكما .. شيئا من وعودكما الانتخابية الهائلة الرحبة العرمرمية لفتح رصيدكم من الصدق والأمانة والوفاء.. أم أنكم هجمتم بالمعاول والفؤوس على رصيد المواطن لستر عورات العجز المزمن في رصيد وعودكم؟
هل رفعتما .. تحت قيادتكما .. قهرا وظلما وظيفيا .. أم أنكما رفعتما بنيان القهر وأعليتما من شأن الظلم حتى تنامى واستفحل واستعصى وأصبح قانونا بعد أن كان تقليدا؟
وبصفتكما من نخبة الإنتلجنسيا الفلسطينية .. أقر بأن الذكاء لا ينقصكما .. وأعترف بأن فيكما فائضا منه.. ولكن هذا الذكاء إذا لم يوجه إلى تعزيز البناء الثقافي فإنه يترجم الحديث الشريف(من عبد الله على جهل فكأنما عصاه) ولن نبالغ إذا قلنا أن الجهل هنا عمدي وقصدي بسابق ترصد ولذلك يصبح الذكاء المعكوس قاتلا ومتعمدا.. ولن يصفق له التاريخ .. حين تدرك الأجيال القادمة.. إن تركتم لها مجالا في الإدراك .. أن الثقافة تحولت إلى دمية وألعوبة بلا لون بلا طعم بلا شكل بلا رائحة!
ولماذا وقعتما في شرك مهزلة قطع الراتب بناءً علي أسباب قائمة علي العشوائية والانتقائية والمراهقة الإدارية والشك والكيد والحسد والحقد والريبة والظنية .. فهذا .. حسب مزاجكم .. برائحة حمساوية .. فتقطعون راتبه أما ذاك .. وحسب هواكم .. هو موظف أو موظفة بختم حمساوي واضح بين قاطع مانع .. ومع ذلك فلا من يقطع راتبه ولا من يحزنون! فهل هي المزاجية أم هو خيار وفقوس .. أم أن هذا مسنود وذاك بلا ظهر والأخر بلا عم ولا خال! وكيف اكتشفتم .. مع أن الاكتشاف ليس جديداً .. أن من قطعتم راتبه حمساوي بعد كل هذه السنين من رباعية المجريات في غزة؟
ولماذا يستمر صرف رواتب السنافر الذين يعملون هم وزوجاتهم في شركات خليجية أو الذين هاجروا إلى اسكندنافيا.. منذ عقد ونصف؟ ولماذا تغضون الطرف عن ازدواجية العمل لدى الصحفيين .. وأعني أصحاب الكروش الواسعة الشاسعة.. ممن يتقاضون ..بالإضافة إلى راتب السلطة .. من الفضائيات ومن مؤسسات الميديا الدولية مبالغ تبدأ من 3000$دولار وتنتهي ب15,000ألف دولار شهريا.. أليس أهؤلاء بقطع 1000$دولار التي يتقاضونها من السلطة..منذ عقد ونيف.. سحتاً وزوراً وبهتاناً وضحكا على اللحى والذقون.
ياجماعة العقد شريعة المتعاقدين وأظن أن كلا العقدين السلطوي وغير السلطوي يشترطان عدم الازدواجية! هذا ما قرأته بنفسي حين قمت بتوقيع واحداً من هذه العقود .. ثم استدركت بتمزيقه بسبب هذا الشرط ولأسباب أخرى .. ثمة تواطؤ.. ويبدو أننا أصغر من أن نفهم مثل هذا النوع من التواطؤ اللاضميري!
بصراحة إن من يتشاطر بقطع رواتب الغلابة من قصار اليد والحيلة والفتيلة هو الأولي بقطع راتبه وأشياء أخري.. لا لشيء سوي أنه من جماعة ( أدعو لأندلس إن حوصرت حلب ) .. بمعني آخر فإنه يحسدون الفقير علي الخبز في يده!
نعود إلي متوالية الأسئلة ونقول هل تحرر المواطن تحت قيادتكما في الضفة من نير الدولار الشيكل والدينار.. وفي غزة من قيد الدولار والشيكل والدينار والجنيه (علي البيعة )؟
ألم يقل الرئيس عباس قبل الأزمة المالية الكبرى .. بأن رؤية حكومته تتركز علي تعزيز الإقتصاد الفلسطيني .. والذي لم يتحقق دون إنهاء التبعية الاقتصادية لإسرائيل.
غريب أن يصدر هذا الكلام عن رجل يريدك أن تكون مؤدبا ومحترما علي الحاجز وحملا وديعاً متعوداً علي المسلخ وأقصد المعبر!
المهم .. هل انتهت تلك التبعية في الضفة أم أنها تنامت واتسعت؟ وهل انتهت تلك البيعة المقنعة ببابها الدوار وعبوديتها المزدوجة في قطاع غزة أم تعاظمت ؟
ماقاله أبو مازن .. رئيساً للوزراء نضعه برسم أبو مازن رئيساً للسلطة.. وأعني ذلك السؤال بل الجواب النظري أيام كان رئيساً للوزراء عام 2003 وهو بنصف حول وبربع قوة.. ولا أعرف هل يجوز أن نعيد ذلك الجوال النظري ولكن بصيغة استفهام استنكاري علي أبو مازن رئيس العباد والبلاد عام 2009 وهو بلا قوة وبلا حول وبلا عملانية ودولانية حاضرة أم مستقبلية
ونسأل الرئيس عباس سؤالاً حركياً هل صارت فتح أفضل حالاً تحت قيادتكم ؟ ونسأل فياض هل صار الطريق الثالث تحت قيادتكم ثالثاً حقيقةً أم سراباً؟
لسنا في هذا المقام بصدد أن نتوجه بالأسئلة بالطريقة الأمريكية إلي حركة حماس في غزة.. ولكن لا بأس لو قلنا بأن جاذبية الدنيا.. وموزية الأنفاق.. أوصلتنا إلي أعتاب (بين حانا ومانا.. ضاعت لحانا ) أقصد وأقصد بحانا هنا تجارة الأموال والربح السريع جداً .. وأعني بمانا ليالي كريستال الأنفاق الطويلة
لا أيها السادة لا نريد أن نمضي في المتوالية السوداء للأسئلة الأكثر سواداً في تاريخ الشعب الفلسطيني.. فلديه ما يكفي من قائمة الخيبات والاحتياطات والإحتلالات ولكننا سنكتفي بدعوتكم إلي معاينة الاكتئاب المركب الظاهر علي وجهي عباس وفياض وكل قيادات الفصائل الفلسطينية لتعرفوا أن الكآبة كانت صفة لازمة وعلامة فارقة لكل القيادات الثورية العالمية.. بسبب الخوف الدائم علي مشاريعها .. بالإضافة إلي الفارق الكبير بين الوسائل والطموحات إلا أنها تصبح شرسة وبأنياب ومخالب علي الوجوه الفلسطينية وتحديداً وجهي عباس وفياض لسبب الإحباط من أمريكا.. مزيكا.. روبابيكا !
أيها السادة قد يرضي عنكم الأتباع ممن يعرفون من أين تأكل الكتف.. ومن يعتبرون أن مصلحتهم تكمن في بقائهم.. وقد يهلل لكم ويذود عنكم بعض الصحافيين ممن يندرجون تحت بند (صحافي للإيجار ) .. قد يصفق هؤلاء لكم كثيراً .. إلا أن ( التاريخ لم يفعل ذلك أبداً) هذا ما قالته مادلين أول برايت في براغماتية واقعية ومحقة.
هذا سؤال أمريكي كان كفيلا بإسقاط مرشح و إنجاح آخر في الانتخابات : أما لدينا فانه يثبت و لا يخلع يعطي و لا يمنع و لا يعيد الفلسطيني الي مجراه الطبيعي و لا الجغرافيا الي سيرتها الأولي و لا يعيد غزة في غزة و لا الضفة في الضفة و لا غزة الي الضفة و لا غزة الي الضفة : حسنت النوايا ام ساءت : أصابت الإجابات أم أخطئت : و عنزة و لو طارت
هكذا نحن في إمارة مدن الملح الغزاوية و في جمهورية قصب السكر الضفاوية
العقم يا سادة هو الجار و المجرور و الشاطر و المشطور .. و راكب الحنطور الذي لا يتحنطر .. بل يتحنط ” بشطب الراء من أخر يتحنطر لو سمحتم.
كاتب فلسطيني