هددت إسرائيل بأنها سترفع كافة القيود عن توجيه ضربات شديدة إلى لبنان، ردا على أي هجوم ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية، في حال فوز حزب الله في الانتخابات النيابية اللبنانية التي تجري الأحد.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الاحد عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إنه رغم التخوف من فوز حزب الله إلا أنه تكمن في احتمال كهذا أفضلية معينة بالنسبة لإسرائيل، وفي حال حدوث أزمة أمنية سيتم رفع كافة القيود عن إسرائيل وستصبح جميع الأماكن هدفا شرعيا لاستهدافها.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي للصحيفة أن لبنان قد يتغير بين ليلة وضحاها، وقد يسقط بأيدي حزب الله وعندها سنجد إيران في الشمال، أي في لبنان، وفي الجنوب، أي في غزة.
كذلك نقلت صحيفة هآرتس الاحد عن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي قولهم إن في حال حصل حزب الله على أغلبية في البرلمان فإن إسرائيل ستعتبر أي استفزاز من جانبه على أنه هجوم ينفذه لبنان الرسمي.
وأضافوا: في هذه الحالة فإن إسرائيل لن تفرق بين حزب الله وبين لبنان وستعمل بشدة ضد البينة التحتية اللبنانية مثل الموانئ البحرية والجوية ومحطات توليد الكهرباء ومخازن الوقود.
وتابع المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أن إسرائيل تعارض بشدة أيضا تسليم الولايات المتحدة أسلحة ثقيلة إلى لبنان تحسبا من وصولها إلى أيدي حزب الله أو يستخدمه الجيش اللبناني بموجب توجيهات حزب الله في حال فاز في الانتخابات وسيطر على أجهزة الدولة.
ويذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد هدد خلال لقائه مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لدى زيارته واشنطن الشهر الماضي بأنه سيكون هناك تأثير لنتائج الانتخابات اللبنانية على قرار حكومة إسرائيل بخصوص الانسحاب من القسم الشمالي لقرية الغجر المفتوح على الأراضي اللبنانية.
ومن جانبه كتب أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب والخبير في الشؤون اللبنانية والسورية البروفسور أيال زيسر في يديعوت أحرونوت: لا يوجد أي تأثير لنتائج الانتخابات بالنسبة لإسرائيل، ففي جميع الأحوال سيستمر حزب الله بالتصرف كما يريد في لبنان، لكن من الصعب الافتراض بأنه في حال اندلاع مواجهة مسلحة ستضغط الولايات المتحدة على إسرائيل بعدم توجيه ضربات ضد الدولة اللبنانية ومؤسساتها في حال كانت هذه خاضعة لسيطرة حزب الله الكاملة.
ورأى زيسر أن للانتخابات اللبنانية أهمية تتجاوز حدود لبنان لأن الصراع في هذه الدولة هو جزء من الصراع الشامل الجاري في أرجاء الشرق الأوسط بين المعسكر العربي المعتدل الذي ترأسه مصر والسعودية وبين المعسكر الراديكالي الذي يشمل إيران وسورية وحزب الله وحماس، وليس صدفة أن إيران والسعودية رصدتا مئات ملايين الدولارات من أجل مساعدة حلفائهما.
وأضاف أن البشرى التي ستخرج من بيروت غدا ستكون ذات تبعات على المنطقة برمتها، لكن بالأساس ستكون مهمة بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سعى خلال خطابه في القاهرة إلى تشجيع المعسكر المعتدل في العالم العربي وسيتضح غدا ما إذا كنا نسير باتجاه شرق أوسط جديد أم أن هذا هو الشرق الأوسط ذاته الذي اعتدنا عليه في السنوات الأخيرة وتشكل إيران القوة الصاعدة فيه.