أرشيف - غير مصنف
جو الإنتخابات الإيرانية في الأحواز
عادل العابر
بدأت حملة الإنتخابات لرئاسة الجمهورية الإيرانية وأصبح منظر مدننا الفقيرة معرضاً لصور شخصيات لم ير شعبنا العربي منها أي خير بل لم ير منها سوى الشر.
مير حسين موسوي، مهدي كروبي، محسن رضائي و محمود احمدي نجاد.
ماذا حصل الشعب العربي الأحوازي من هؤلاء وقد كانوا أربعتهم يرأسون مناصب سياسية مهمة وغير سياسية من رئاسة الحكومة إلى رئاسة الوزراء وقيادة الجيش حتى رئاسة المجلس التشريعي؟!
وهل حاول هؤلاء أن يلجموا جموح المشانق التي رفعت خيرة شبابنا ذنبهم مطالبتهم بتحقيق العدالة التي يرفع شعارها اليوم هؤلاء الأربعة؟!
أم أنهم هم الذين أصدروا أحكام الشنق ضد أبناءنا الأبرياء كي يكتموا الأصوات المنادية بالحق ويبقوا ينهبون بثروات بلدنا العربي يصرفونها على مطامعهم الشخصية؟
ولعلي لا أجازف بالقول أن كلاً منهم يملك مئات المليارات من التومانات إن لم تكن بالآلاف. واستند إلى قول نجاد وهو يسأل موسوي في مناظرتهما: من أين لك هذا؟ وهو يشير إلى المبالغ التي يصرفها الأخير في حملته الإنتخابية الواسعة؟!
ثم يستفهمه: كيف أصبح أولاد هاشمي رفسنجاني أثرياء يملكون المليارات في ليلة وضحاها؟
ويسأله موسوي: وأين المليارات التي اختفت في عهد حكومتك؟
وأنا استرجع ذاكرتي إلى الأسبوع الماضي عندما راجعت مصلحة الكهرباء ورأيت أرملة عربية جاءت تتظلم وفاتورتها بيدها وهي تقول:
والله إن ولدي في المستشفى ولا أملك مليون ومئتين ألف ريال لأسدد الفاتورة وقد جاءوا ليقطعوا الكهرباء على أطفالي!
فيرد المسؤول عليها قائلا: هذه أموال الدولة وليس بوسعنا أن نفعل لك شيئاً، لابد من التسديد!!
واليوم عرفت أن أموال الدولة التي يتكلم عنها المسؤول إنما تذهب في جيوب أبناء رفسنجاني وموسوي ونجاد وغيرهم من اللصوص الذين لم يكفهم سرقة نفط الأحواز فـأصبحوا يسرقون وبأساليب مختلفة ما يملك الفقراء من شعبنا.
تمشينا في الشوارع التي تكثر فيها مراكز الحملات الإنتخابية وكان الوقت بعد صلاة العشاء، رأينا صبيان عرباً يلصقون صور كروبي وفئة أخرى صور نجاد وموسوي ورضائي، سلمت على إثنين منهم وكانا يعملان معاً، سألتهما بنبرة المازح وكانت زوجتي ترافقني:
ما علاقتكما بالإنتخابات وأراكما مهتمين ومتحمسين للصق الصور؟
قال أحدهما: نعمل بأجرة!
طلبت منه أن يشرح لي أكثر فقال:
يعطون كل واحد منا سبعين ألف ريال (سبعة دولارات) في الليلة!
ثم أضاف مرافقه: ليت الأيام كلها إنتخابات! لنعمل في مراكزها ونحصل على فلوس!
سألته: وما هو عملكما؟
أجاب وهو يضحك: وهل يترك لنا الفرس الوافدون من ديارهم إلى هنا أية فرصة عمل؟!
شكرتهما ومشينا وقد عرفت ما يعاني منه هذان الشابان العربيان اللذان بدل أن يتمتعا بخير بلدهما، أمسيا شبه مسكينين يبحثان عن أعمال كاذبة وفصلية حتى لو كانت تخدم الأعداء وترسخ جذور إحتلالهم في بلدنا.
عطشنا من شدة الحرارة التي لا تقل درجتها من الخمسين نهاراً ومن الخمسة والثلاثين إلى الأربعين ليلاً، ولكن بفضل مراكز الحملات الإنتخابية يوجد براميل ماء حال غير قليلة، أمام كل مركز برميل أو برميلان، شربنا ونحن ننظر للمحتشدين بعضهم جالس على الكراسي وبعض واقف يدعو المارين إلى الجلوس وبعض مهمتهم توزيع صور المرشحين وسوابقهم السياسية وأهدافهم الإقتصادية والإجتماعية.
لفت نظري شيوخ جالسون على الكراسي بزيهم العربي، عرفت بعدها أنهم فقراء مساكين يستلمون مساعدات من المؤسسات الخيرية وقد دعاهم رئيس المؤسسة أن يحضروا المركز للدعاية! وقد حضروا، ليس لدعم المرشح بل خوفاً من قطع المساعدات من المؤسسة.
وتقول زوجتي أنها سمعت من عجائز مسكينات يعشن على راتب لجنة الإمداد الحكومية أنهن سيصوتن لأحمدي نجاد تلبية لأمر رئيس اللجنة الذي هددهن بقطع رواتبهن إن لم يصوتن له!
ويقول حسن وهو شاب لم يفلح أن يجد وظيفة ولم يكمل دراسته لأسباب قال أنها إقتصادية: أنا أصوت لمن يدفع أكثر!!
ثم أضاف موضحاً: أنتظر في يوم التصويت حتى المساء وهو الوقت الذي يبدأ فيه شراء الأصوات، ثم أبيع صوتي! وقد بعت صوتي للمندوب (فلان) في إنتخابات المجلس بمئة وخمسين ألف ريال (خمسة عشر دولاراً)!
وقال طالب: أنا سأدلي بصوت ممتنع، والهدف أن يختموا في سجلي لا أكثر.
وقال شباب مازالوا يحلمون بالحصول على حقوقهم القومية في إطار الدستور الإيراني:
على العرب أن يصوتوا لمن يعطيهم حقوقهم القومية ونعني مهدي كروبي.
وقد رفع مهدي كروبي شعار القوميات البالي الذي رفعه محمد خاتمي الرئيس الأسبق لإيران ولم يعط العرب أية حقوق لا سياسية ولا إقتصادية وقد حكم ثمان سنوات.
وهناك الكثير من أبناء الأحواز حرموا الإنتخابات الإيرانية وسوف لن يقتربوا لصناديق الإقتراع في الثاني عشر من هذا الشهر وهو الموعد المقرر للتصويت، هؤلاء قد استيقنوا أن الوعود التي يواعدها المرشحون قبيل الإنتخابات كاذبة لا أساس لها، وأن سياسات إيران العنصرية تجاه الأحوازيين لن تتغير. ولذا عليهم أن يعلنوا رفضهم للمستعمرين علناً ويطالبوا بإستقلال حكومتهم الأحوازية بشتى الطرق، هذا ما سعى من أجله شهداء الأحواز منذ عام 1925 وحتى الآن.
عادل العابر – الأحواز المحتلة