أرشيف - غير مصنف

الانتخابات البرلمانية لن تغير وجه لبنان العربي

الانتخابات البرلمانية لن تغير وجه لبنان العربي

بقلم : زياد ابوشاويش

الحقيقة أني كتبت هذا المقال المختصر قبل أكثر من شهر ونصف ولم أنشره وعدت لكتابته بهدف نشره يوم الخميس بعد أن قمت بتعديلات طفيفة تمس التاريخ ولم يكن البطريرك صفير قد أدلى بتصريحه المنحاز لقوى الموالاة حول عروبة لبنان والخشية عليه ممن يريدون ربطه بغير ما ينتمي إليه، ومن هنا لابد لي أن أقول لنيافته أن عروبة لبنان ليست موضع خشية عليها من جانب العماد عون وحليفه حزب الله ولا من علاقتهما المميزة مع سوريا أو إيران بل الخشية هي من أؤلئك الذين يدافع عنهم البطرك صفير وحلفائهم الأمريكان وغيرهم، ولا يستهدف عروبة لبنان وانتمائه وموقفه سوى أصدقاء الموالاة الذين وضعهم الصرح البطريركي كحماة للديار بتصريحه غير المتوازن والذي منع نشر تفاصيله بقرار من اللجنة القضائية المشرفة على الحملة الانتخابية وقوانينها السارية. وبسبب من توقعنا لصدور مثل هذه الاشارات غير البريئة قمنا بإعادة كتابة المقال بتعديل في العنوان والتاريخ وإليكم المقال كما كتبته قبل شهر ونصف من اليوم:

تستعد الأحزاب والقوى اللبنانية لخوض معركة الانتخابات لمجلس النواب اليوم الأحد بعد ملاسنات وتجاذبات لم تبق وسيلة مشروعة وغير مشروعة إلا واستخدمتها بغية الحصول على أكبر نسبة من مقاعد البرلمان اللبناني العتيد وفي ذهن بعض المتنافسين أنها ستغير وجه لبنان العربي.

اليوم وقبل الوصول للنتائج نستطيع (عبر رؤية بانورامية لواقع الحال في لبنان ومحيطه العربي واستمرار توحد اللبنانيين ولو ظاهرياً على اعتبار اسرائيل هي العدو) أن نؤكد بأن هذه الانتخابات لن تغير كثيراً في معادلة الحكم بلبنان أو توجهاته الرئيسية على صعيد علاقاته الخارجية أو سياسته الاقتصادية التي تمثل في ظل الأزمة العالمية الراهنة أحد أهم عناوين المنافسة وربما الوحدة.

يجري الحديث عن انزياحات في موقف النائب جنبلاط وعن تحركات حزبية وتحالفات هنا وهناك قبل الانتخابات وربما بعدها وهذا أمر طبيعي بل ضروري لحيوية البلد وحياته السياسية، لكن الأمر لا يعدو كونه مظهراً دائماً لحياة لبنان وصيرورته في ظل الطائفية السياسية التي نرجح ان تستمر لفترة طويلة قادمة بكل أسف.

المقاومة وحزب الله مستمرون في المعادلة الداخلية بقوة ولن يتغير ذلك بنتيجة الانتخابات وينطبق ذلك على حضور الجنرال عون وحزبه، كما أن السيد الحريري لن يخسر تمثيله لأغلبية السنة في بيروت ولبنان عموماً.. ومراكز القوى في الطائفة الدرزية لن تتغير كما في باقي الطوائف.

إذن على من يراهن على تغيير كبير باتجاه ما أو بتغيير المعادلة الحالية عبر انتصار ساحق أو حتى مميز في الانتخابات القادمة أن يعيد النظر في حساباته، وعلى الجميع في لبنان التوجه نحو تعزيز مكتسبات المصالحة الوطنية والشراكة لتقوية موقع لبنان العربي وتطوير مستوى عيش الناس ورفاههم ومواجهة التحديات القادمة بروح الفريق والانتماء الوطني.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى