أرشيف - غير مصنف
العلاقات ألأمريكية ألأسرائيلية : من التحالف إلى التخالف
د. ناجي شراب
من الخطأ الإعتقاد أن العلاقات ألأمريكية الإسرائيلية تخضع لنفس المعايير والمبادئ التى تحكم العلاقات الإعتياديه بين الدول ، فالعلاقات بينهما تقدم نموذجا خاصا وإستثنائيا فى العلاقات بين الدول ، قد تظهر بعض مظاهر التباين والخلاف فى وجهات النظر كما هو محتمل ألأن فى عهد الرئيس أوباما ونيتنياهو رئيس الحكومة اليمينية المتشددة فى إسرائيل ، لكن نمذج التحالف يبقى النموذج المسيطر والمهيمن فى العلاقات بين ألولايات المتحد وإسرائيل ، فالمحددات والعوامل التى تحكم العلاقات بينهما تتجاوز حدود السلطات والصلاحيات الممنوحة لكل من الرئيس أوباما أو نيتنياهو ، هى علاقات تستند على أسس سياسية وأمنية ودينية وثقافية ومجتمعية تشكل مكونات السياسة الداخلية فى كل منهما ، فإسرائيل تعتبر أحد مرتكزات السياسة الداخلية ألمريكية ، بمعنى أنها قضية داخلية مثل أى قضية قد تعنى المواطن ألمريكى ولذلك نجدها تهيمن على الإنتخابات الرئاسية وإنتخابات الكونجرس وغيرها من الإنتخابات على مستوى الولاية ، وفى الوقت ذاته تتحكم الولايات ألمريكية فى السياسة ألإسرائيلية الداخلية ، ولذلك يقال أن السياسة الداخلية فى إسرائيل إمتداد لسياستها الخارجية .
نحن أما نموذج خاص فى العلاقات الدولية ، ومن المفارقات فى هذه العلاقة أن الجزء وهى إسرائيل تتحكم وتؤثر فى الكل ، وهذا ما يحاول نيتنياهو إستثمارة فى إحتواء الضغوطات التى بدأت ملامحها من قبل إدارة الرئيس أوباما وخصوصا فى مسألتى ألإستيطان وحل الدولتين .ومع ذلك لا يمكن أن نذهب فى تحليل هذه العلاقات إلى درجة التطابق الكامل بين المصلحة ألمركية وأفسرائيلية ، فتبقى الولايات المتحده دولة كونيه لها رؤية ومصالح إساتراتيجية عليا تتوافق مع دورها كدولة إمبراطورية ، وفى هذا السياق تلعب إسرائيل دورا محوريا لدرجة أن بقاء وأمن غسرائيل أحد أولويات السياسة ألمريكية ، لكن هذا إلى جانب الأولويات ألخرى التى تتباين فيها مع الرؤية والمصلحة ألإسرائيلية مثل اولوية السلام التى بات يشكل أولوية لدى ألإدارة ألأمريكية الحالية والتى تسعى جاده لتحقيق إنجاز فى هذا الملف ، لكن فى الوقت نفسه لا يمكن إنكار الأوليات ألخرى وخصوصا ما يتعلق بضمان أمن إسرائيل وبقائها ، فى هذه الدائرة يمكن أن يظهر التباين والخلاف وخصوصا مع حكومة يمينية برئاسة نيتينياهو ، الذى يشكل أكبر التحديات أمام الرئيس اوباما ، وهنا يظهر التأثير ألمريكى الذى أشرنا إليه ‘ فإما الدفع فى إتجاه إجراء إنتخابات مبكره ومن ثم إسقاط هذه الحكومة ، وإما بالدفه من خلال ممارسة قدر من الضغوطات المتوازنه والمحسوبه على نيتينياهو لتوسيع إئتلافه بشاركى حزب كاديما الذى قد تأتى مشاركته على حساب بعض ألحزاب اليمنية المتشدده المشاركة فى حكومته وخصوصا حزب بيتنا . هذه هو إلإطار العام الذى علينا منذ البداية وضع العلاقات ألمريكية ألإسرائيلية .
وبالعودة إلى نماذج العلاقات التى قد حكمت العلاقات ألأمريكية ألإسرائيلية نجدها تراوحت فى النماذج التاليه :نموذج الشراكة الخاصة وهو الذى ما زال مسيطرا وحاكما للعلاقات بينهما ، وقد بدا ذلك فى الدعم السياسى والإقتصادى اللامحدود لإسرائيل وخصوصا حق الفيتو الذى وظفته الولايات المتحده فى مجلس ألمن ضد أى اى قرار بشأن إسرائيل ممجعل إسرائيل بعيده عن أى عقوبات دولية ، وهذا النموذج هو الذى ساد على مدار الستين عاما ، ,عن تخللته بعض مظاهر الخلاف مثلشن إسرائيل هجوما مسلحا ضد السفينة ليبرتى ألمريكية عام 1967 ، وقضية الجاسوس الإسرائيلى جوناثان بولارد. أما النوذج الثانى وهو نموذج المصلحة القومية وبموجبه أن للولايات مصلحتها التى قد تتعارض مع مصلة إسرائيل وظهر هذا النموذج فى حرب 56 عندما مارست الولايات المتحده ضغطا مباشراعلى وقف العدوان الثلاثى وسحب القوات الإسرائيلية . والنموذج الثال نموذج المحافظون الجدد وهو الذى سيطر بشكل واضح فى غدارة الرئيس بوسش وقبله مثل إدارة الرئيس جونسون وريجان وطبقا لهذا النموذج إسرائيل ينظر إليها على أنها أحد المعطيات أفستراتيجية للولايات المتحده فى الشرق ألوسط وهى حاملة طائتها فى المنطقة ، وهنا دور الدولة بالوكالة الذى تقوم به إسرائيل فى شن حروب محدده فى المنطقة مثل الحرب ضد حزب الله وضد حماس ، وما قد تقوم به بالنسبة فيران فى المستقبل القريب وهذا إحتمال قائم وكبير . ولذلم تعتبر إسرائيل أحد المكونات الإستراتيجية للولايات المتحده فى الشرق الوسط وهذا ما يفسر لنا إعتبار إسرائيل أحد أهم ألوليات الإستراتيجية العليا للولايات المتحده .والنموذج الرابع الذى قد يبدو أنه يسيطر على العلاقات الخالية نموذج شراكة المصالح التبادله ، ووفقا له الولايات المتحده ما زالت تنظر لإسرائيل كأحد مكوناتها الإستراتيجية ن وما زالت ملتزمه بأمنها وبقائها ، لكن مع الأخذ فى الإعتبار الأولويات ألمريكية ألخرى فى المنطقة مثل أولوية السلام الذى ترى الولايات المتحده فيه انه يشكل مدخلا لإعادة الصدقية للسياسة ألمريكية فى العالمين العربى والإسلامى . وقضية التعامل مع الملف النووى . وملخص هذا النموذج الذى لم يبلور بعد وهو أن ما فى صالح الولايات المتحده قد لا يكون فى صالح إسرائيل ، وهذا ما أكد عليه بيان العشرة الذى أصدره عدد من الرؤساء ووزراء خارجية ومستشاروا أمن قومى وفيه اوضحوا أن هناك خطا فاصلا بين المصلحتين ، وليس حالة أفندماج الكامل .