أرشيف - غير مصنف

وتبقى المقاومة قبل الإنتخابات اللبنانية وبعدها

وتبقى المقاومة قبل الإنتخابات اللبنانية وبعدها

بقلم : زياد ابوشاويش

ليست نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية مفاجئة بفوز الموالاة فيها ولا أعتقد أن قوى المعارضة لم تحسب ضمن خططها للمستقبل مثل هذه النتيجة. وبالنسبة للمراقب والمحلل السياسي فمن المرجح أن الغالبية كانت تعتقد بفوز الموالاة لأسباب يمكن إيجازها بعدة عناوين أهمها عملية التهويل التي مورست باقتدار على اللبنانيين من جهات عديدة في مقدمتها البطرك الماروني والولايات المتحدة الأمريكية بماكنتها الإعلامية كما قوى الرابع عشر من شباط التي جعلت من فوز حزب الله وحلفائه كارثة إقتصادية وأمنية ستحل بالبلد  وضمن هذا السياق التحريض المذهبي الفعال هناك بكل أسف.

في العوامل أيضاً المال والرشوة التي استخدمت بكثافة لكسب الأنصار والمؤيدين، والمال السياسي الانتخابي عامل لا يمكن الإستهانة به مطلقاً. أما العامل المهم المرتبط بأداء المعارضة فيكمن في ضعف عمليات الدعاية والإعلام المضاد للأكاذيب التي كانت تبثها الموالاة فيما يتعلق بمستقبل عروبة لبنان وهويته والتركيز على العلاقة مع إيران وسورية بطريقة تحريضية توحي بخلاف واقع الحال الذي يقول أن لبنان لا يمكنه البقاء والاستمرار بدون علاقات ممتازة مع سورية، كما أن المعارضة والمقاومة اعتمدت بشكل رئيسي على كاريزما الشخصية القيادية كالسيد حسن نصر الله والجنرال عون وهذه لا تكفي وحدها في جذب الأنصار وكسب الانتخابات.

المهم أن النتائج قد أعطت الموالاة أكثرية تمثيلية في البرلمان اللبناني يجب أن تحترمها المعارضة الأمر الذي تشي به ردود فعلها المتزنة والعقلانية لأن القضية المهمة في تقييم الواقع اللبناني ترتبط بموقعه العربي المقاوم لإسرائيل واحتضانه للمقاومة التي نجحت في تحرير لبنان من الاحتلال وانتصرت عام 2006، هذه المقاومة التي كانت قوية وراسخة قبل الانتخابات وستبقى كذلك بعدها.

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى