أرشيف - غير مصنف

القذافي يعتزم “تعويض” يهود ليبيا في روما.. فمن يعوض الفلسطينيين؟

ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية أن الرئيس الليبي معمر القذافي طلب عقد لقاء مصالحة مع الجالية اليهودية ذات الأصول الليبية المقيمة في إيطاليا، بهدف إيجاد حل لمسألة التعويضات التي يطالب بها أبناء الجالية الذين غادروا ليبيا عقب حرب 1967.
يأتي ذلك في إطار زيارة -تبدأ غدا الأربعاء- هي الأولى من نوعها التي يقوم بها القذافي إلى إيطاليا، بعد 40 عاما من العلاقات المتوترة بين ليبيا ومستعمرها السابق.
 
وقالت الصحيفة الإثنين 8-6-2009: إن القذافي حدد يوم السبت المقبل لعقد اللقاء على هامش الزيارة التي تستمر 4 أيام ، لكن شالوم تشوفا، نائب رئيس الجالية في روما دعا إلى تغيير موعد اللقاء؛ نظرا لقدسية يوم السبت لدى أتباع الديانة اليهودية.
 
 
وأكد تشوفا أن “السبت مقدس لدى كل من يهود ليبيا ويهود روما ولن نسمح بتدنيسه”، مضيفا “إن لم يتم تغيير الموعد فإن اللقاء لن يتم”.
 
وفي هذا الإطار اتفق الطرفان على عقد اجتماع بين ممثلي الجالية والسفير الليبي في روما لمحاولة حل هذه المسألة، ولم يتسن الحصول على رد ليبي حول ما ذكرته الصحيفة.
 
وتتهم الجالية السلطات الليبية بـ”طردها من لبيبا عمدا ومصادرة أملاكها، عقب حرب 67، ولم يتم حتى الآن التعويض عنها”.
 
ويقدر عدد اليهود المقيمين في روما بنحو 15 ألف نسمة، وكانت البحرية الإيطالية قد ساهمت في نقلهم لروما، عقب حرب الأيام الستة.
 
وكان نجل الرئيس القذافي، سيف الإسلام، قال العام الماضي: إن ليبيا “مستعدة لدفع تعويضات لليهود الليبيين، الذين غادروا ليبيا في العام 1948 وبعد هذا التاريخ”.
 
وأعلن أن “بلاده تنوي البحث في تعويض يهود ليبيا، الذين غادروها إلى إسرائيل، وأنها تدعوهم أيضا، العودة إلى وطنهم، والحصول على الجنسية الليبية، وكافة الحقوق المترتبة عليها أيضا”.
 
وكانت إسرائيل كررت غير مرة مطالبتها ليبيا بدفع نحو مليار دولار، تعويضا عن ممتلكات اليهود الذين تقول إنهم طردوا، بعد أن قام الرئيس القذافي بتأميم أملاكهم عام 1969 بعد تسلمه مقاليد السلطة.
 
علاقات أعمق
 
وتعد زيارة القذافي الأولى إلى إيطاليا المستعمر السابق لبلاده أوضح اعتراف حتى الآن بأن البلدين وضعا ماضيهما المرير خلف ظهريهما لبدء علاقات استثمارية أعمق، بحسب رويترز.
 
ومهد اتفاق التعويضات الإيطالي العام الماضي البالغ حجمه خمسة مليارات دولار عن أكثر من 30 عاما من الاستعمار الطريق للزيارة التي تأتي بعد نحو قرن من دخول إيطاليا طرابلس في 1911 بدعوى إنقاذ ليبيا من الحكم العثماني.
 
وتضخ ليبيا الآن أموالا من إيراداتها النفطية إلى شركات إيطالية كبرى مثل يونيكريديت وايني، بالإضافة إلى تقديم ربع واردات إيطاليا من النفط والمساعدة في كبح تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
 
وتتسلط الأضواء على رسالة القذافي للإيطاليين العاديين في الزيارة التي تتضمن قدرا كبيرا من اللقاءات العامة تشمل مخاطبة الطلاب و700 امرأة إيطالية.
 
ومن المقرر أن ينصب القذافي خيمته في حديقة “فيلا دوريا بامفيلي”، وهي أوسع حديقة في روما.
 
ويلتقي القذافي أيضا رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني الذي زار ليبيا العام الماضي؛ لتوقيع اتفاق تعويضات تاريخي، وكان بصحبته عدد من كبار السياسيين وقادة قطاع الأعمال.
 
وسيتابع قطاع الأعمال الإيطالي الزيارة عن كثب ليرى إذا كانت ستدعم حصيلة ليبيا المتزايدة من الاستثمارات الإيطالية أم لا، في حين ينظر صندوق الثروة السيادية الليبي البالغ حجمه 65 مليار دولار في شراء حصة في شركة إينل الإيطالية لإنتاج الطاقة.
 
ويقول محللون إن المسعى الاستثماري لليبيا في إيطاليا بدأ لتوه، ويمكن للشركات الإيطالية أن تأمل أيضا في عقود مغرية داخل ليبيا بعد رفع العقوبات عنها ضمن ثمار تحسن العلاقات السياسية.
 

زر الذهاب إلى الأعلى