أرشيف - غير مصنف

الوهابيون السعوديون أشد خطراً من القنبلة النووية لو كنتم تعلمون..

قبل ما أسترسل بكلامي.. يتحتم عليّ أن أعرّف “الوهابي السعودي” أولاً..
هو ذلك الذي يتبنى التعاليم الفقهية لمحمد بن عبد الوهاب، وتابعيه من بقية كوكبة مشايخ الوهابية، كمنهجية فقهية وحيدة وأنها هي الصواب وما عداها بدع وزندقة، هذا فيما يخص المنهجية الفقهية. . وفي الجوانب الحياتية والمعيشية فلا تستقيم الحياة للوهابي السعودي إلا إذا أدى هوايته المفضلة بالإقصاء والتطرف ومحاربة الجمال أياً تكن صوره كالفنون بعمومها والفلسفة والمغايرين له بالثقافة والعادات وطرق حياتهم ولجنس النساء كنساء..
هذا التعريف شاملاً حتى من ليسوا بمتدينين ممن يُعتبرون من عامة الناس ولكنهم في نظرتهم للدين وللحياة يسيرون كالقطيع وراء مشايخ الوهابية ومنظريها المنغلقين، مما يعزز رؤية خصوم الوهابيين بأن هذه الثقافة – والتي يدعي معتنقوها بأنها سلفية نقية – هي ثقافة إقصائية مناطقية فئوية بالدرجة الأولى معادية لمن سواها طاردة للجمال محاربة له، ولا صحة لخرافة الطهورية الدينية السلفية التي يتدثروا بها..
 
نشر الوهابيون خرافة الإدعاء بمنهجية دعوتهم للسلف الصالح وبأنهم ينهجون نهج أولئك السلف وبأن فقههم ورؤاهم وفتاويهم الدينية ما هي إلا امتداد لفقه علماء السلف كالإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم وخلافهم من السابقين لهؤلاء الأئمة واللاحقين.. وهذا إدعاء غير صحيح وباطل.. فالمطلعون على فقه السلفيين القدماء وثقافتهم الدنيوية ومنهجية هؤلاء الوهابيين الحاليين، الفقهية والدنيوية، يستبين له بسهولة هشاشة هذا الإدعاء وعدم مصداقيته..
 
أولئك السلف لا يُقارنون بأي حال بالفضيحة الوهابية المدوية المعاصرة، وبالذات فيما يخص الجوانب الحياتية والثقافية، اللهم إلا في بعض المسائل الفقهية والتي تنحو للتشدد والتنطع تحديداً..
أولئك السلف وأن كانت بعض رؤاهم الفقهية فيها تشدد فهي ابنة عصرها ومحصورة في بيئاتها القديمة – والتي لم تجاريهم في معظم الأحوال – وكذلك لم يفرضوا فتاويهم ورؤاهم على الآخرين بالقوة والعنجهية، بل أنهم كانوا يعيشون مع مجتمعاتهم المتنوعة بسلام وتفاعل إيجابي.. وأن كانت هنالك خلافات فقهية مع مخالفيهم فهي محصورة بين العلماء في الغالب الأعم ولم تمتد للعامة إلا في فترات تاريخية يسيرة بفعل أهداف السياسي القديم كما فعل الخليفة المأمون والخليفة المعتصم وغيرهما.. أما من النواحي الحياتية والمعيشية فهم منسجمين مع معاصريهم ولا يعادوهم، خلاف ما هو عليه الوهابيين المعاصرين من معادة الآخرين حتى في الأمور غير الفقهية والدينية.. فالمشكلة التي يعيشها الوهابي هنا تُعتبر مزدوجة – فقهية/ حياتية – شعر بذلك أو لم يشعر، خلاف السلفي القديم الذي يتميز بالطهورية الدينية لحد التشدد أحياناً ولكنه منسجم مع مجتمعه والمجتمعات الأخرى ولا يعاديهم أو ينتقص من أساليب حياتهم أو يحتقرها..
 
المنهجية الوهابية ما هي إلا ثقافة فئوية مناطقية تتدثر بفقه السلف إدعاءً.. ففي جانب الكراهية الثقافية والحياتية للآخرين – والتي تتميز بها الوهابية عن بقية الطوائف الإسلامية والرؤى الفقهية الأخرى، قديمها وحديثها، دعك عن التشدد الفقهي الديني الواضح – هذه الكراهية الثقافية والحياتية للآخرين كانت نتاج البيئة المنغلقة الطاردة التي نشأت فيها المنهجية الوهابية.. فمن المعروف عن ابن الصحراء المترحل أو ابن القرى المنغلقة المحاصرة بالصحاري، الانغلاق على محيطه الصغير والنفرة من الآخرين من خارج بيئته وأنه ضد الجديد مهما كان مفيداً.. نوعية كهذه متى ما ملكت السلطة والقوة والمال سرعان ما تفرض رأيها على الآخرين الذين تطالهم سلطتها، حتى مع يقينها بعدم صوابية رأيها وسقامته..
 
العنجهية الأعرابية والفكر الاستئصالي البدائي هما ديدن الوهابي السعودي وسياسته مهما تجمّل وتحضّر تحضراً شكلياً وسكن القصور أو تعامل مع الماديات العصرية أو أحتك بأهل الحضارات الأخرى.. فما بالك أن لبست ثقافة قميئة بدائية كهذه العباءة الدينية بأشد صورها قتامة؟..
النتيجة ستكون مدمرة ومأساوية.. وما قام به الأخوان النجديون، في الماضي القريب من الذاكرة، من مجازر دموية خير دليل على خطورة تزاوج الفقه الديني المتزمت مع الثقافة البدائية الصحراوية.. وما يقوم به الوهابي المعاصر (رجل السياسة ورجل الدين والرجل العامي) وأن لبس ثري بيسسز من أرقى وأغلى الماركات ورطن بعدة لغات وتنقل بأفخر وسائل النقل وسكن القصور والفلل العصرية، من تنكيد على مواطنيه وغير مواطنيه والحجر على وجدانهم الديني وتطلعاتهم الحياتية إلا امتداداً لسلفه الدموي.. وكلمتي تنكيد وحجر تشمل قائمة طويلة من المفردات الطاردة والمنفرة والإقصائية والاستحواذية وما إلى ذلك مما يجيده الوهابي السعودي المعاصر..
 
كلام خلاف ذلك لا أعتبره إلا نفاق ماسخ ومسايرة لوضع قبيح وتجميل ساذج وخادع لمن هم أعداء، أوفياء في عداوتهم، لكل ما هو جميل ومتصالح ومتناغم مع الحياة..
هذا هو الواقع الصادح بقبحه والذي يتهرب معظمنا من قوله خشية وصمه بالعنصرية والمناطقية وما إلى ذلك من كلام ساذج يداري الفاجعة/ المصيبة تخاذلاً أو نفاقاً أو تقية لكي لا يوصم بمسبة توجع رأسه وقد توجع صحته وتقطع رزقه..
 
تحياتي.. وأن غضب البعض..
 
عن الشبكة الليبرالية السعودية

زر الذهاب إلى الأعلى