الإنتخابات السعودية الأخيرة : فوز كاسح لليبراليين وخسارة ثقيلة للمحافظين! محمدعبدالرحمن

على عكس الإنتخابات النيابية اللبنانية الأخيرة حيث لعب المال السياسي على وقع الإستقطابات الطائفية الدور الحاسم في تقرير توجّهات الناخب اللبناني فإن الإنتخابات الأخيرة التي جرت في المملكة العربية السعودية تحكمت في سيرها ونتائجها نوازع المصالح الوطنية العامة للاحزاب السعودية كافة . ومعروف أنّ الأحزاب السعودية على إختلاف مشاربها العقائدية يجمعها تحت قبة البرلمان السعودي قانون وضعي مستمَـد من قاعدة (الشورى الإسلامية) في هذا البلد الديمقراطي الذي يحكمه منذ عام (7777) نظام الملكية الدستورية على غرار المملكة السويدية . وكانت الإنتخابات النيابية السعودية قد جرت في جو حضاري هاديء لم تعكر صفوه مناظرات المتنافسين من قادة ورموز الأحزاب الوطنية على النقيض من تلك المناظرات المتخلفة الصاخبة التي ميزت وتميز أجواء الإنتخابات الرئاسية في جمهورية إيران المجاورة على سبيل المثال .
 
 
 
على أنّ المفاجأة التي تمخضت عن الإنتخابات النيابية السعودية والمتمثلة بصعود نجم العلمانيين السعوديين الجدد شكلت مناسبة مفصلية لكي تراجع الخاسرة من الأحزاب السعودية الدينية المحافظة برامجها السياسية . وفي هذا الصدد إستشف المراقبون من المؤتمر الصحفي الذي عقده قادة (الحزب الملكي العشائري) بعد خسارتهم الفادحة في الإنتخابات توجهاً مغايراً لأيديولوجيتهم التقليدية حين أعلنوا على نحو ملفت عزمهم على مراجعة بعض المباديء العامة التي تحكم دستورهم الحزبي وخصوصاً تلك المتعلقة منها بفلسفة السلطة الزمنية المطلقة المستندة إلى نظرية ( ديكتاتورية الملوكيتاريا العشائرية !) المتماهية حامضياً مع قاعدية (ديكتاتورية الجمهوريتاريا الوراثية !) التي تنفرد بها جزر الديمقراطيات العربية وسط محيط النظم التوتاليتارية الإستبدادية العالمية .
 
وفي معرض إجابته على سؤال لمراسل وكالة (نجم سهيل) حول الأسباب الكامنة وراء إخفاق حزبه في الإنتخابات النيابية بخلاف الليبرالييين والعلمانيين الجدد عزى أمين عام (الحزب الملكي العشائري) ذلك إلى سوء الأحوال البرية والبحرية والجوية بعد سلسلة الزلازل الأرضية التي (لم) تقع في المملكة السعودية مما أدى إلى عزوف الناس عن المشاركة في الإنتخابات النيابية وتالياً فوز قائمة التحالف العلماني ـ الليبرالي بالتزكية حسب القانون الملكي السعودي الدستوري الذي ينص على أنّ (الأحزاب التي لا تشارك في الإنتخابات تفوز بها في حالات الكوارث الطبيعية التي لا تقع) .
 
هذا ، وبشهادة كل من مراسل وكالة أنباء درب التبانة (تبن برس) ورئيس تحرير جريدة (الشرق الأقرع) ومجموعة قنوات (العـو . بي . سي) ومدير قناة وموقع (العبرية) فإنّ الإنتخابات النيابية السعودية الأخيرة فاقت الأمريكية في نزاهتها وتعدت الفرنسية في نزاكتها وتجاوزت الإيطالية في ظرافتها وعرّت اللبنانية على طائفيتها وبزت الإيرانية المحكومة بولاية فقيهها وعكست الوجه الأكثر إشراقاً للديمقراطية في سماحتها فكانت بحق وحقيق أنموذجاً كونياً في مفهوم التداول السلمي للسَـلــَطـَة أو للزلطة أو للسلاطة أو للزلاطة وكله صواب .
 
 
 
وللإطلاع على النتائج التفصيلية للإنتخابات النيابية السعودية الأخيرة يمكنكم زيارة المواقع التالية :
 
 
 ASHAMEBLEASEFEEALJANNA.COM
 
Exit mobile version