الايرانيون سئموا من نظام الملالي ويحنون الى عهد الشاه

يدلي الناخبون الايرانيون باصواتهم غدا الجمعة في الانتخابات الرئاسية العاشرة منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 التي أطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة. وبعد مرور ثلاثة عقود على الثورة دعت رويترز بعض الإيرانيين كبار السن ممن شهدوا الإطاحة بالشاه لاسترجاع التغيرات التي مروا بها.
 
فيما يلي بعض من آرائهم..
 
 
تكاليف المعيشة
 
يقول محمود سرداري وهو موظف حكومي متقاعد يحصل على 400 دولار في الشهر “قبل الثورة كان معظم الإيرانيين يستطيعون شراء شقة لكن الآن حتى الإيجارات أصبحت تفوق طاقة اشخاص مثلي.”
 
وأضاف “كانت لدي شقة مساحتها 150 مترا مربعا حينذاك وكان بمقدوري تحمل تكلفة السفر الى الخارج مع ابنتي الاثنتين وزوجتي. لكن الآن في ظل هذا التضخم المرتفع أشعر انني اكثر فقرا مع مرور كل يوم”.
 
وسرداري (62 عاما) ضيق الصدر من سياسة الشعبية الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس محمود احمدي نجاد لكنه قال إن الإصلاحيين لا يوفرون بديلا يذكر حيث إن جميع المرشحين يعدون بإعادة توزيع الثروة النفطية وليس إعادة هيكلة الاقتصاد.
 
وقال سرداري إنه في ظل معدل تضخم رسمي يبلغ 15 في المئة “في كل شهر تنخفض قدرتي الشرائية وانا مشغول بكسب قوتي اليومي”.
 
واضاف أنه في عهد الشاه كانت الطبقة المتوسطة تمثل اغلبية من سكان ايران “لكن الآن معظم الإيرانيين من ذوي الدخول المنخفضة”.
 
ويختلف المهندس المعماري علي رضا نجشبند (67 عاما) معه. ويقول “منذ عام 1979 تحملنا العقوبات الدولية والعزلة الدبلوماسية وحرب ايران والعراق في الثمانينات… ومع هذا الناس من امثالي يتمتعون بمستوى معيشة افضل بكثير مما كان عليه قبل الثورة”.
 
“في عهد الشاه كان معظم الايرانيين فقراء باستثناء من لهم صلات بالاسرة المالكة. لكن منذ عام 1979 أصبحت ايران ارض الفرص لجميع الايرانيين”.
 
 
السفر والاحترام
 
لم تر المدرسة المتقاعدة ماهين حمداني (72 عاما) ابناءها واحفادها المقيمين في الولايات المتحدة منذ عام 2004. وقالت “حاولت الحصول على تأشيرة الولايات المتحدة دون جدوى. أفتقد ابنائي وأحفادي بشدة”.
 
وأضافت “قبل الثورة كان الايرانيون يستطيعون الحصول على تأشيرة (اميركا) من السفارة الاميركية في طهران بسهولة”.
 
وقطعت واشنطن العلاقات مع ايران بعد قيام الثورة بفترة قصيرة. وتقول حمداني إنه قبل ذلك كانت ايران متفاعلة مع بقية العالم.
 
واستطردت قائلة “لكننا الآن على جانبين متعارضين. الايرانيون لا يرون نفس الاحترام في الخارج الذي كنا نراه في عهد الشاه”.
 
 
الزي الإسلامي
 
ترتدي الفنانة شيرين غاواميان (58 عاما) ملابس ملونة في ايران الإسلامية حيث تجبر النساء على ارتداء الحجاب وملابس طويلة وفضفاضة. ومن الممكن أن يواجه المخالفون غرامات بل وحتى السجن.
 
وقالت “ارتداء الوان زاهية بدلا من درجات البني والرمادي التي يفضلها النظام يرفع من روحي المعنوية… في عهد الشاه كانت المرأة تتمتع بقدر اكبر من الاحترام إن لم تكن مغطاة من الرأس الى اخمص القدمين”.
 
لكن زهرة فروخي (50 عاما) تقول إن إملاء ما يرتديه النساء سواء كان “زيا اسلاميا ام غير اسلامي” خطأ.
 
وأضافت “قبل الثورة قررت الالتزام بشروط الزي الإسلامي. كان من الصعب جدا في عهد الشاه اتخاذ مثل هذا القرار. لم يكن مرحبا بي من المجتمع على الإطلاق”.
 
ومنذ فاز احمدي نجاد بالرئاسة عام 2005 ووعد بالعودة الى قيم الثورة ضغط المتشددون من اجل فرض قيود اكثر صرامة على النساء اللاتي يخالفن مواصفات الزي الإسلامي.
 
 
حرية التعبير
 
يتذكر الكثير من الإيرانيين الشرطة السرية في عهد الشاه التي كانت تعرف باسم (سافاك).
 
ويقول ايراج نعمتي (60 عاما) ويملك متجرا للسجاد “في عهد الشاه لم نكن نستطيع حتى التفكير في انتقاد النظام علنا بسبب سافاك”.
 
وأضاف “لكن في اي مكان تذهب اليه الآن ينتقد الناس النظام والسياسات الاقتصادية للحكومة وهكذا… اليوم يتمتع الإيرانيون بقدر اكبر كثيرا من حرية التعبير مما كانون يتمتعون به منذ 30 عاما.
 
ويقول “الايرانيون انقلبوا ضد الشاه لأنه لم تكن هناك حرية في البلاد”
 
وتقول جماعات للدفاع عن حقوق الانسان ودبلوماسيون غربيون إن الجمهورية الإسلامية صعدت حملة ضد الأصوات المعارضة منذ تولى احمدي نجاد الحكم ربما ردا على الضغوط الغربية على طهران بشأن أنشطتها النووية المثيرة للجدل. وتنفي ايران هذا الادعاء.
Exit mobile version