معجزة دايتون والمؤتمر الحركي سلوك ونهج ؟!

معجزة دايتون والمؤتمر الحركي سلوك ونهج ؟!

 

ينزعج الحمقى وهم من يتعلقون في حبال الهواء ومصائد المصالح عندما نصف منظومة الحكم في رام الله بمنظومة دايتون ، ولكي يوفر علينا دايتون العناء في الإقناع قام دايتون في محاضرة طويلة له أمام معهد الدراسات الإستراتيجية الأمريكية لكشف المستور ومن رجل ذو مهمة خاصة في رام الله والضفة الغربية .

 

لم يعد نشاط دايتون الأمني مقتصرا على البرمجة فقط فهو كالملح في الطعام في كل جوانب الحياة لتلك السلطة الموبوءة والملوثة والتي زادت مهامها في الضفة الغربية عن مهام قوات لحد في جنوب لبنان ، فعندما لبس لحد ثوب العمالة وعمقها في جنوب لبنان لم يكن هناك في جنوب لبنان مستوطنون ولم يكن هناك نظام عميل ، وبقي أنطوان لحد ومنظومته الأمنية العسكرية منظومة هشة حطمتها المقاومة اللبنانية وبعمقها العربي والإقليمي ، أما في الضفة الغربية فالأمر يختلف تماما ، لجنة أمريكية أمنية محل إقامتها القدس والقنصلية الأمريكية من تركيا وبريطانيا وكندا أيضا ، فريق عمل متكامل كل هذا الفريق يوظف طاقاته بمبلغ 161 مليون دولار مبدئيا في مهام مختلفة ومتعددة :

1- المهمة الأمنية .

2- مهمة التدريب .

3- مهمة المسح الدماغي وقلب المفهوم الثقافي لمعنى الوطنية لدى المواطن الفلسطيني .

 

من خلال ما استشف من حديث للسيد دايتون من أقوال شباب فلسطيني تم تدريبه في الأردن ، وحماسهم من أجل بنية برمجية بينهم وبين الإحتلال لمحاربة ما يسمى بالخارجين عن القانون .

 

4- لم تقتصر المهمة على الضفة الغربية بل امتدت إلى دول الخليج ، وهل يا ترى ما هي مهمة دايتون الأمنية من دول الخليج إلى رام الله ، هل هي مهمة لجلب الأموال أم لجلب المعلومات وحصار الوطنيين ، والثوار داخل الضفة وخارجها ، لقد أوضح دايتون أن ما يحدث في ولاية أمريكية يبقى في ولاية أمريكية ، أما ما يحدث في رام الله فإنه يخرج خارج رام الله ، وهذا مؤشر خطير على مهام اللجنة الأمنية بقيادة السيد دايتون .

 

حقيقة ما يدعو ليس إلى الإستغراب فقط ، بل يدعو أن نسمي الأشياء بحقيقتها ، أن سلطة رام الله هي عبارة عن مجموعة من موظفي الكومبارس لأداء دور دايتون تحقيقا لنظرية الأمن الصهيوني ، وفي السابق قد كتبت مقالا ، القضية الفلسطينية بين نظرية الأمن           ، لقد اعترف دايتون أن الأمن يقود إلى السلام ، وأي سلام ؟ .. انه السلام بالمنظور الأمريكي من خلال قناعة أوباما ومبعوثة دايتون بأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل جسم واحد لا ينفصل ، وهنا رد دايتون على من التهبت أياديهم بالتصفيق للوجه الآخر لبوش والإدارات الأمريكية المختلفة ، ويدور الآن البحث في الخطوات النهائية لتصفية القضية الفلسطينية ، من خلال ما هو مطروح وعلى رأس ذلك خريطة الطريق وتطويع المبادرة العربية لتلك المبادرة ، وميتشل الذي حضر إلى المنطقة وتجول في دول المحيط بفلسطين أتى لكي يطبق خارطة الطريق ، لقد تحدث دايتون على أن هناك جنرال أمريكي يقوم يوميا بنقل تقرير عن مدى تطبيق السلطة الفلسطينية ورجالات الأمن لسلطة دايتون ما قرر لها من بنود وعناصر لحماية الأمن .

 

يعتبر حديث دايتون فضيحة كبرى وتعرية كبرى نعلمها جيدا من قبل ولكن الوجوه السمجة والوقحة والمستزلمة مازالت تستفز عندما نقول لهم أنهم “مخنثي دايتون ” ، وأعني بذلك انهيار القيم الوطنية والوقوف والإصغاء لقيم دايتون الثقافية والأمنية ، وهي قيم تبتعد كثيرا عن القيم الوطنية الفلسطينية وقضية الحقوق والتراث والتاريخ وقضية المعاناة للشعب الفلسطيني اللاجئ داخل الوطن وخارجه .

 

دايتون تحدث عن الحل الإقتصادي الأمني ، وبلير تحدث عن الحل الإقتصادي والأمني ، وأوباما تحدث عن الحل الإقتصادي والأمني ، كل ذلك يصب في مفهوم واحد أن الحل المطروح هو الحل الأمني وليس السياسي لصالح العدو الصهيوني ، وكما أوضح الرئيس الأمريكي في خطابه في القاهرة أن حل الدولتين هو لمصلحة إسرائيل ، ونحن نقول نعم إنها لمصلحة إسرائيل ، وكل المنظومة السياسية الفلسطينية بقيادة سلطة رام الله ما هي إلا ترس صغير لتحقيق نظرية الأمن الصهيوني في المنطقة .

 

تحدث دايتون عن قيادة مشتركة بين قوات الأمن الفلسطينية في الضفة والقوات الصهيونية وتحدث عن تبادلية الحواجز وتحدث عن ما تحدث عنه العلي رجل الأمن الفلسطيني في الضفة في لقاءه مع رجال الأمن الصهاينة عن وحدة الهدف في محاربة المقاومة ، وما سموهم الخارجين عن القانون والسلاح غير القانوني ، أي إعترف دايتون بأن السلطة الفلسطينية هي مشروع تثبيت وجود صهيوني بعمق أمني وإقتصادي وإن انسحبت الحواجز الصهيونية تحت غلاف يسمى دولة فلسطين وتبادلية أجزاء من الأرض والإرتباط الإقتصادي بالدولة الصهيونية .

 

لقد وفر علينا الجنرال دايتون كثير من المقالات وكثير من الأبحاث التي تدور حول مهمته وتبحث في مهمته أيضا .

 

وفي كلمة عابرة تحدث دايتون مستشهدا بما يحدث في مدينة بيت لحم من قيادة موحدة بين أمن رام الله والأمن الصهيوني وعمليات التنسيق المتكاملة والإرتياح الكامل بين قيادات الأمن الوطني الفلسطيني وقيادات الإحتلال وفي قيادة موحدة ومن هنا وبشكل غير مباشر قد كشف دايتون سر مطالبة محمود عباس بعقد المؤتمر السادس لحركة فتح في مدينة بيت لحم ، أي صدق حدسنا حول رغبات عباس ومآربه في إنعقاد المؤتمر في بيت لحم ، فيريد عباس أن يأخذ نتائج من هذا المؤتمر تحت رهبة آلة الإحتلال وآلة القمع الأمني لسلطة رام الله ، فمن المعلوم مطلوب من الفتحاويين في الضفة الغربية أن يكونوا مصفقين ومهللين لحكومة فياض التي هلل لها ولإنجازاتها الجنرال دايتون ، ويعلم عباس أن الفتحاويين في الضفة لا حول لهم ولا قوة أمام عجلة التنسيق الأمني الإحتلالي والخياني من عناصر الأمن الوطني وحرس الرئاسة الذي تحدث عنه أيضا السيد دايتون ومن المخيف في خطة دايتون أنه أهمل كل الأجيال التي لها تجربة نضالية وبدأ في عملية تجهيز ثقافي لشباب في سن من 20 إلى 22 سنة كما تحدث بذلك وعول عليهم في إتمام وتجهيز مهمة الأمن في الضفة الغربية ، كان دايتون سعيدا لإنجازات رجال الأمن في مدينة الخليل التي وثق في رجالاتها قيادات الأمن الصهيوني ، حيث طلبوا إدخال عناصر مدربة من دولة إقليمية مجاورة لمعاونتهم في مهمة الأمن ، دايتون سعيد حقا بما أنجز من طابور العملاء والمتعاونين والمنفذين لبرنامجه .

ولكن هل يستطيع وبعد كل هذه المحاضرة لدايتون أن يتحدث تجار الدم الفلسطيني ، وهل يستطيع أن يتحدث من يصفوا نفسهم قيادات فتح في الضفة الغربية أن يصفوا أنفسهم بوطنيين ولا زالوا على طريق فتح ؟ ..

وإلى متى ستبقى حركة فتح مطية للعملاء لتنفيذ مآربهم ومصالحهم وأغراضهم على حساب الدم الفلسطيني والمستقبل الفلسطيني والشعب الفلسطيني .

 

بقلم / سميح خلف

Exit mobile version