امام الحرم المكي الشريف وتكفير المسلمين الشيعة

د ابراهيم علي أبوزيان
فتاوى التكفير هذه سياسية وليست دينية والمقصود منها تغييب العقول واختلاق عدو وهمي هو ايران والشيعة وصرف الانظار عن الدو الحقيقي اسرائيل واحتلالها لفلسطين وتهويد القدس الشريف
 
تصريحات امام الحرم الشريف لا تشير الى جديد فهي جديدة قديمة من شيوخ المذهب الوهابي الذين بدأوا ولايزالون بتكفير السنة قبل الشيعة فهم لا يرون أحدا كمسلم الا اذا اتبع مذهبهم وتبرأ من باقي المسلمين وكفرهم سواء كانوا سنة أم شيعة.
الغيرة على صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرام تثير الحيرة لأنها تأتي ممن يكفر كل أتباع هذا النبي الكريم بكل مذاهبهم الا الوهابيين فكيف لمن يجهر بهذا التكفير الشنيع أن يدعي الغيرة على الدين أو حب الصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعا وهم الذين جاهدوا لنشر هذا الدين السمح بين البشر وادخالهم اليه لا اخراجهم منه.
لم تظهر غيرة فضيلة امام الحرم على الاسلام عندما يسب الحبيب الاعظم صلى الله عليه وسلم في بغض الاسلام الغربي والصهيوني ولم يسمع العالم له حسا ولاذكرا لأن هذا الرجل وامثاله لايتكلمون الا بما يوافق هوى ولي أمرهم وكما هو معروف فان معيار تولي فضيلته وأمثاله مناصبهم الدينية ليس العلم أو الورع وانما هو الولاء للسلطان وفقط الولاء لاغير، ولأن موقع الجمهورية الاسلامية في ايران وحزب الله هو معاد للغرب والصهيونية وممارس وداعم للمقاومة بخلاف الحكومة السعودية أحد أعمدة الاعتدال وحليف امريكا وعراب وممول سياساتها؛فلأجل ذلك نسمع بهذه الفتاوى ضد الشيعة بين الفينة ولأخري في حين أن فضيلة الامام المحترم لاينبس ببنت شفة عن تهويد القدس وتدمير بيوت المقدسيين وحصار غزة وتدميرها وقتل أهلها بالحرب والتجويع ومنع الدواء والغذاء عنهم والسبب ربما يكمن بعدم معرفة فضيلته بهذه الأخبار أو أنه يظن أن فلسطين تقع في كوكب المريخ وأن أهلها من الهنود الحمر وليسوا من المسلمين السنة في غالبيتهم العظمى مع احترامنا لاخواننا مسيحيي فلسطين.
لم نكن نسمع بأي فتاوى أو بيانت ضد الشيعة عندما كانت ايران ذات الغالبية الشيعية تحت حكم الشاه الذي كان رجل أمريكا في المنطقة وكان حكام دول الخليج العربية يلتمسون رضاه ويتحاشون اغضابه مع العلم أنه كان علمانيا معاديا للدين ولكنه لم يكن ليسمح باهانة معظم الايرانيين واخراجهم من دينهم والسعوديون كانوا يعرفون ذلك ولهذا ألزموا شيوخ بلاطهم بالصمت ذلك الزمان وعدم استثارة الايرانيين وشيوخهم وحكومتهم.
لانتوقع أن يتحدث فضيلة امام الحرم الشريف عن الديمقراطية والحرية والقضاء العادل والمستقل والتوزيع العادل للثروة في بلد هو مهد الاسلام في جزء منه(الحجاز) وبلد يتمتع بثروة هائلة من النفط ولكن يقبع خمس سكانه على الأقل تحت خط الفقر(بيان رسمي من مجلس الشورى السعودي) وكذلك لانتوقع من فضيلته التحدث عن فساد الحكم وتحكم الاسرة المالكة بالمال العام وغياب المشاركة الشعبيية بالحكم.
فضيلته لن يتحدث بالتأكيد عن احتلال العراق وأفغانستان وقتل أكثر من مليون عراقي وعشرات الآف ان لم يكن المئات من الأفغان المسلمين السنة في غالبيتهم على يدي الاحتلال وأذنابه في هذه البلاد وقد كان زملاؤه من قبل يتباكون ليل نهار على الأفغان المسلمين ضحايا الحرب ابان الاحتلال السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي.
فضيلة الامام طالب بمساواة الشيعة وهم مسلمون موحدون يختلفون عنا السنة في الفروع لا في الأصول كما يقول العلماء السنة وهم غير الوهابيين حتما طالب بمساواتهم بالمسيحيين ولم يوضح فضيلته عن أي مسيحيين يتحدث فبعض المسيحيين كما يعرف فضيلته لهم حق الطاعة والولاء مثل الامريكان والغرب عموما وأما الفقراء والضعفاء من المسيحيين في الدول الفقيرة الضعيفة فهم مثل فقراء المسلمين يجوعون ويموتون ولايسمع بهم أو يقيم لهم فضيلته أي قيمة، أما العرب المسيحيين فهم جزء من هذه الأمة وتاريخها ونضالها ضد الاستعمار والجهل والتخلف وتفتخر الأمة العربية بهم وبانتمائهم اليها ومن شذ منهم فهو ليس أسوأ ممن شذ من المسلمين.
فضيلة الامام وللتذكير هاجم في تصريحاته الأولى السنة أيضا وكفر الصوفية والأشاعرة وهم غالبية اهل السنة حقيقة واتهمهم بالشرك وهذا ليس غريبا بل هو أصل في المذهب الوهابي كما أسلفنا
وتحضرني هنا قصة عن الدكتور محمد الغزالي العالم المصري المعروف رحمه الله عندما كان يشتغل بالتدريس في احدى الجامعات السعودية وقد سأله أحدهم عن السبب في عدم محاربته لشرك القبور الشائع في مصر حسب اعتقاد السائل فأجاب
فضيلته رحمه الله بسؤال عن سبب صمت شيوخ الوهابيين عن شرك القصور في السعودية ولم يجد السائل اجابة لذلك أو لعله لايستطيع, ومن التاريخ أن الحجاج والي العراق لبني أمية أحضرت اليه امرأة من الخوارج فسألها ان كانت تحسن قراءة القرآن فأجابت بنعم فامرها ان تقرأ فقرأت اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجا فقال لها يخلون في دين الله فأجابت{هذا كان في زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أما الآن فهم يخرجون انتهى الاقتباس} ولعل هذه التذكرة تفيد في هذا الموضع والزمان.
وأخيرا فانه لمن المحزن ان يغيب العقل أويغيب (ضم الياء الاولى وتشديد وفتح الثانية) العقل عن رجال الدين الذين تعلموا العلم ليرشدوا الناس للحق لا ليتبعوا أهوائهم وأهواء حكامهم وقد نسو أو تناسوا أن العقل هو أساس التكليف وأن الفتنة نائمة وملعون من أيقضها كما في معنى الحديث الشريف وقد قال سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه
 
 
انما المكارم اخلاق مطهرة *** فالعقل اولها والدين ثانيها
 
 
والعلم ثالثها والحلم رابعها *** والجود خامسها والفضل سادسها
 
 
والبر سابعها والشكر ثامنها *** والصبر تاسعها واللين باقيها
 
 
والنفس تعلم أني لا اصدقها *** ولست ارشد الا حين اعصيها
 
 
 
 
د ابراهيم علي أبوزيان
المملكة المتحدة
Exit mobile version