الانتخابات اللبنانيّة … من أين تؤكل الكتف

الانتخابات اللبنانيّة … من أين تؤكل الكتف

أفضل ما في هذه الانتخابات ” المال السياسي ” .. و إنّه من اجل ” ديمقراطية عرجاء ” .. استطاع المواطن اللبناني المصاب بكل أنواع ” التعتير ” أن يستردّ جزءا من ماله المنهوب .. و إنّ ماكينة هذه الانتخابات استطاعت أن تضخّ في عروق الاقتصاد المهدّم من ” 400 – 500 ” مليون دولار من أجل ” شراء الأصوات ” و مثل نصفها تمّ صرفه على صور المرشحين .. و قماش الدعايات  بغض النظر عن كل  ” القذارات ” التي كتبت عليها .. و تحت تلك الصور  .. أي بمعنى آخر ، و بتجاوز موضوع ” الضمائر ، و الذمم النظيفة ” فإنّ عجلة الاقتصاد تحركت خلال أزمة عالميّة ،  و دون الاعتماد على خطط اقتصاديّة .. أو خطط استثماريّة .. بل على خدعة اسمها ” الانتخابات النيابيّة اللبنانيّة ”  ، و على حفلة دجل ، و أكاذيب اسمها ” الديمقراطيّة اللبنانيّة ” ، و التي تمخضت فولدت ” ديمقراطية  توافقيّة ” و التي هي قبل كلّ ذلك محاصصة طائفيّة ..يرأس كتلها النيابيّة ” باستثناء  اورانج ، و  حزب الله ” رؤساء عصابات طائفيّة .. و رؤساء عصابات مسلحة قتلت اللبنانيين .. بالإضافة إلى كوكبة من المنافقين  ، و بعض الكتبة ، و ماسحي الأحذية ، و محترفي عهر يسمونه ” سياسة ” .. و بعض رجال الأعمال ممن اعتاش على مصائب اللبنانيين الاقتصاديّة ” و هؤلاء ” أصحاب كتلة ” طرابلسيّة “.. يدخلون برلمان ” الأستاذ نبيه ” من اجل الحفاظ على ” ما كنزوه ” خلال أيام الاستفادة من هذه المصائب …

نعم .. كما يمكنك أن تلاحظ مظهرا من مظاهر أكل الكتف .. و هو صحوة بطرك الطائفة المارونيّة الذي يمثل “  الشقّ الصهيو – سعودي ”  .. فخالف قانون الانتخاب ” الديمو – طائفي ” .. و بكى على العروبة ، و استبكى .. و دعى بالويل  و الثبور… أمام صمت مطبق من معارضة … لم يلمع منها غير ” ماكينة عون ” ، و يبدو أن الجنرال يأخذ الأمر اللبناني       ” اليمقراطي ” بجديّة فائقة .. و رغم كل الهرطقات البطركيّة  ، و الدعوة إلى النعرات التي  قام بها ” المجمع الماروني الصهيوني ” فإنّها .. لم تؤثر على محازبي ، و محبّي ” الجنرال عون ” و الذي ما زال يثبت أنّ كلمته ذات وزن ” أثقل ” من كل ” تحريضات  ” بطرك الموارنة .. و رؤوس عصابته التي انتشرت في كل مكان  لتخذّل الناس عن نصرة الجنرال ” عون ” …

نعم .. و يمكنك أن تلاحظ مظهرا آخر من مظاهر ” أكل الكتف ” في نجاح المستنسخين عمّن تصهين ، و باع عروبة لبنان ” التي يبدوا أن البطرك قد أحس بها متأخرا …و اقصد ثنائي ” الجميّل ” بالإضافة إلى ” نايلة التويني ” التي جمعت مجد الطائفة الأرثوذكسية من إطرافه ،  و التي تحمل جيناتها  اتحاد ” المرّ – تويني ” .. و هنا لعبة طائفيّة جميلة .. حيث تختلط هذا الجينات أيضا ” بجينات الطائفة الدرزيّة .. لطرف جدّتها .. و هذا الاختلاط الجيني له ما له   .. من طول باع في التكسّب السياسي ، و الإعلامي ، و ما يرتبط به من هوامش عادت بالنفع على الصرح المجيد ….

نعم .. كما يمكنك ان ترى الشهيد الحيّ” مروان حمادة ” مرّة اخرى .. و ستصدم ديمقراطيتك بعنف .. عندما يستكمل كشف ” شبكات التجسس الصهيونيّة ” .. لتجد نائبا ” جاسوسا ديمقراطيّا ” .. و ستصدم عندما سينفض ” وليد بيك ” يده من عار هذا ” الدرزي – الصهيوني ” ، و الذي هو في الواقع خال لطرف والد النائبة ” تويني “  .. صاحب القسم الأرزيّ المشهور .. و الذي كان نائبا سابقا .. قبل أن يغيّب الثرى .. و يدخل الى قائمة ” الشهداء الصهاينة ” بشير الجميل ، و بيار الجميل .. الذي صنعت زوجة عمه صحن تبولة لشارون ” جعلته جودة الإعداد ” يقرر احتلال بيروت .. و لن أدخلك في هذه الحلقة الديمقراطيّة .. حتى لا تصاب بالغثيان

نعم .. و لأقنعك أنّ هذه الديمو – طائفية هي أكل كتفٍ بأكل كتف .. سأدخلك في جولة رقميّة مذهلة تشير إلى أي مدى ديمقراطي وصل إليه هذا الكيان .. و سنأخذ مثالنا .. نائبين .. احدهما جرذ أوساخ أنتجته بالوعة البريستول ، و ضخّمته السفارة الأمريكيّة في عوكر و هو فارس سعيد ، و قد سقط في هذه الحفلة الديمقراطيّة بالضربة الشيعيّة القاتلة .. و الثاني سيمون ابي رميا

طائفة الناخب

 الأصوات المعطاة لـ فارس سعيد

الأصوات المعطاة لـ سيمون أبي رميا

ماروني

15912 – صوت

15351 – صوت

روم ارثوذكس

11 – صوت

55  – صوت

سني

512 – صوت

67 – صوت

شيعي

186 – صوت

5422 – صوت

طائفة متنوعة

3545 – صوت

6588 – صوت

مسيحيون متنوعون

376 – صوت

586 – صوت

مجموع الاصوات

20542 – صوت

28069 – صوت

 

ثمّ انني سأختصر في لعبة رقميّة ثانية حتى لا تملّ عزيزي القاريء .. فعلى صعيد هذا الكيان تستطيع .. أن ترى العجب اذ أنّه في دائرة بنت جبيل ، و في دائرة صور ليس هناك أيّ مرشح لفريق الـ 14 .. لأنّ المسيطرون هم  شيعة من فريق الـ 8 … كما أنّك اذا دخلت في لعبة النسب المئويّة لأصوات الناخبين .. فإنّ الخاسر نال 55 % ، و إنّ الأكثرية النيابية حصلت على 45% من أصوات الذين أدلوا بأصواتهم  .. و هؤلاء كانوا أكثر المستفيدين من المال السياسي .. و عليك الآن ان تقتنع أن هذا البلد ديمقراطي .. يفوز به النائب إن عرفت كيف تشتري الأصوات له .. أو كيف تجيّر أصوات الطائفة السنيّة ” الكريمة ” .. أو أصوات الطائفة الشيعيّة ” القادمة من المكسيك ” .. ناهيك عن الصفقة الدرزيّة .. او صفقة نبيه بري – وليد جنبلاط .. ثم تنتظر انتخاب رئيس مجلس النواب ” الشيعي حصرا ” و الذي لن يكون غير احد اثنين ” نبيه بري ، او نبيه بري ”  و تفاجأ في الطريق بلغم سمير جعجع ” من المبكر القول انّ نبيه بري هو رئيس المجلس ” ثم تفاجأ بلغم الشيخ بطرس حرب ” و الشيخ هنا لا علاقة لها بالإسلام ، و لكن بحيثيات ديمقراطيّة لبنانيّة ” يقول بأنّ نبيه بري لن يكون رئيسا للمجلس إلا بشروط ، و عقود .. و تستمع ، و أنت تعرف أنّ نبيه بري هو الرئيس ، و بالثلاثة.. فإذا ما دخلت في أروقة تشكيل الوزارات فستصاب بالذهول .. و ستستمع إلى مفردات مرعبة لا يحتويها إلاّ قاموس الديمقراطيّة اللبنانيّة  .. ثم عليك أن تترجم : (حكومة اكثريّة – حكومة بالثلث المعطّل – حكومة بالثلث الضامن – حكومة نسبيّة ” لا علاقة لها هنا بأنشتاين ” – حكومة بثلث لرئيس الجمهوريّة  – حكومة بـ سبع وزراء مارونيين للعماد عون –  “حكومة تكنوقرا – طائفي ” – حكومة سعد الحريري – سعد الحريري على خطى والده في دعم المقاومة – الاقتصاد للسعوديّة ، و الأمن لسوريّا – سعد الحريري انتصر لخطاب البطرك صفير ) و عليك ان تعرف أن حكومة وحدة وطنيّة تعني ” وزراء من كل الطوائف ” و أن حكومة أكثرية تعني غياب الطائفة الشيعيّة عن الوزارة ” لأنّ جميع الفائزين الشيعة هم من جماعة الـ 8 .. و أنّ قطوع الانتخاب مرّ عبر توافق ” سوري – سعودي ” .. و أنّ الموالاة فازت لأنّ أمريكا ضغطت .. و أن وزراء الكيان الصهيوني حذروا قبل الانتخابات من فوز المعارضة .. و أنّهم ذاتهم فرحوا لفوز الموالاة .. و أنّ طويل العمر باراك اوباما هنّأ رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة ” على هذا الفتوش الديمقراطي ” و غمز من قناة القرار 1701 الذي يعني أنّ على الحكومة اللبنانيّة ” تشليح حزب الله سلاحه ” و الذي تقرّ المعارضة على أنّه ضرورة للبنان ، و الذي تراجعت عن ضرورة تشليحه الموالاة ” و تركته لجلسات الحوار الوطني ” التي تشبه ” جلسات الزار ” و الأخرس يحكي ، و الأطرش يسمع .. ثم تسمع أنّ احدهم يشكك في هكذا انتخابات ” ديمقراطيّة ” ، و احدهم يلوم ماكينة المعارضة الانتخابيّة .. و آخر يتحدث عن مال ” إيراني للمعارضة ” ، و آخر يتحدث عن ” مال سعودي للموالاة ” و المال أبو الديمقراطيّة ، و أمّها في لبنان .. و لكي تكون لبناني .. عليك أن تكون ناخبا ديمقراطيّا تعرف من أين تؤكل الكتف  

رشيد السيد احمد

Exit mobile version