قزمية مركزية فتح شواهد وبراهين
انتكاسات متتالية ،تنازلات متتالية ، انهيارات في كل اطر ومؤسسات حركة فتح ، انهيارات اخلاقية وسلوكية في الصف الاول في قيادة تلك الحركة ، عدم مقدرتها على معالجة مشاكل الاطار وعدم مقدرتها على معالجة مهام حركة التحرر الوطني وسبل انجاحها بل المضي في طريق الانهيار ، كل تلك الظواهر كان من الممكن ان تسقط اللجنة المركزية واللجنة التنفيذية أيضا ً لمنظمة التحرير الفلسطينية .
حجر فنادق وتذاكر سفر واقامة وتنقل لأعضاء اللجنة المركزية واللجنة التحضيرية للمؤتمر وفي النهاية تخرج اللجنة المركزية بلا بيان ختامي لماذا ؟ لان اللجنة المركزية تمثل الحالة القزمية في القيادة الفلسطينية على مدار التاريخ ومن هنا يمكن اعادة النظر وتقييم نتائج المؤتمر الخامس وكيف ان هؤلاء صعدوا الى اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة ، توافقات وتوازنات صنعها الرئيس الراحل ابو عمار كرجل قادر على ادارة الدفة السلوكية والمنهجية السياسية والامنية ولم ينظر ابو عمار انه من لحم ودم يمكن ان تنتهي حياته في اي لحظة وبقيت قيادات لا تمثل كما قلت الا الحالة القزمية الغير قادرة على التعاطي مع اضعف حلقات المشاكل التي تواجه القضية الفلسطينية وحركة التحرر الوطني وهو انعقاد المؤتمر السادس ضمن مفهوم او اكثر من مفهوم ، هناك قيادات نادت بأن تتحول حركة فتح الى صف المقاومة السلبية والبناء والتنظيم الاقتصادي والامني في داخل الضفة الغربية مع مؤشرات كبيرة لانهاء التنظيم في الخارج او فتح في الخارج ، مصاريف وموازنات تزيد من تخمة اللجنة المركزية المتهمة بتبديد بل سرقة ونهب اموال حركة فتح ، فليس غريبا ً ان يتحدث قريع ليقول اذا رفعت مظلة عباس سنسقط جميعا ً ، وليس غريبا ً أيضا ً ان تكون مواقف قريع من النقيض الى النقيض في خلال ساعات محدودة خلال اجتماعات اللجنة المركزية الاخيرة ، لقد فسر بعض الباحثين ان ذلك يرجع الى فرك اذن قريع تحت بند الملف المالي واموال صامد واموال محولة الى حسابه وبذلك تغير موقف قريع من مؤيد لانعقاد المؤتمر في الخارج الى مؤيد لانعقاد المؤتمر في بيت لحم التي وصفها زكريا الاغا بأنها المدينة الموبوءة بانفلونزا الخنازير واذا كانت بيت لحم موبوءة بانفلونزا الخنازير فهذا يكفي للابتعاد والحذر من تلك المدينة الآن التي تقودها وتفعل ما تريد بها انفلونزا الخنازير ، ولذلك اتجهت الانظار الى غزة لانعقاد مشروط للمؤتمر وهو المصالحة مع حماس ويبدو من مؤثرات قزمية قيادة حركة فتح انها لا مفر لها من رضا حماس ان شاؤوا ام أبوا ، فإذا عقد المؤتمر في مدينة انفلونزا الخنازير فلابد من موافقة حماس لذهاب اعضاء المؤتمر الى مدينة بيت لحم واذا كان الخيار الأخر في مدينة غزة فأيضا ً لابد من موافقة حماس ، وما هو منظورها الوطني والاخلاقي لانعقاد المؤتمر السادس لتيار أوسلو- دايتون على المستوى الامني والاخلاقي والادبي وعلى منهجية حماس في قطاع غزة .
إذا القيادة القزمية لحركة فتح التي اوضحت اجتماعات اللجنة المركزية الاخيرة لها لم تحووم تلك الاجتماعات على سؤال مطروح كيف ننقذ حركة فتح ، بل كان الاجتماع هو عبارة عن اساسيات لمنهجية المقاومة الشخصية ، فما قيل عن ابو ماهر غنيم ليس بجديد والذي وصف بلقب جديد “ابو الوزير” ، المقصود هنا الهبه والمنحة التي منحها عباس وفياض كمكافأة مبدئية له على دوره التخريبي الفئوي ممارسة وسلوك واخلاق ضد التنظيم في الخارج ، فكان من الاجدر ان يقدم هذا الرجل الى المسألة والتحقيق والحكم ، بدلا ً من مكافأة بتعيين ابنه وزيرا ً بلا حقيبة في حكومة دايتون ، ابن محمد راتب غنيم والذي يسمى ” ماهر غنيم ” نتيجة هذه المكافأة ايد قتل المقاتلين والمناضلين من حماس في قلقيليا ووصف المقاتلين بأنهم خارجين عن القانون .
إذا ً هذا الابن من ذاك الاب المخرب
قزمية القيادة الفتحاوية على المستوى السياسي هي ما دعت نتنياهو بأن يطرح محدداته للسلام فنتنياهو يعلم ان تلك القيادة تعيش بمنحه من الاحتلال ولذلك ليس بمقدورها التراجع عن ما ذهبت اليه والحل اصبح في حركة فتح لا يمكن ان يجني ثمارا ً بالخيار الديمقراطي التي نصت عليه ادبيات حركة فتح ونظامها الداخلي وببساطة لأن على النظام جير بالكامل لمصالح مركزية فتح وكما قال قريع ان المركزية كلها في مركب واحد ولذلك ظهر قانون ما يسمى المحبة في اجتماعات اللجنة المركزية عله يكون ستارا ً لاخفاء ما يمكن اخفائه عن قزمية هذه القيادة وابتعادها عن الخط الوطني واحساسات الكادر الفتحاوي ولذلك قانون المحبة جعل الامور عائمة بدون محددات في ختام اجتماعات اللجنة المركزية والذين كانوا يصولون ويجولون تحولوا انفاس وديعة مادام الكل في مركب واحد ومستهدفين من كوادر حركة فتح واحرارها ، فمنهم من عين عباس ابنه سفيرا ً ومن هم ومن عينه وزيرا ً ومنهم من يحمل ملفه المالي ويهدده به .
إذا ً ماهي الظواهر التي تقول ان تلك القيادة يمكن لها ان تخرج بحركة فتح الى بر الامان مادامت هي متهمة ومادامت هي متمترسة في مواقعها خوفا ً على مصالحها ومصالح ابنائها .
إذا يحق للرئيس عباس ان يفعل ما يفعله ويعربد عربداته وكلماته البذيئة في داخل اجتماعات اللجنة المركزية وهذه ليست أول مرة فالجميع امام محمود عباس هم اقزام ومعذرة للأخ محمد جهاد .
بقلم/ سميح خلف