أرشيف - غير مصنف

ماذا يدور في مخيمات لبنان ؟

ماذا يدور في مخيمات لبنان ؟

 

شهد مساء أمس إغتيال أحد عناصر فتح وهو مرافق  لابو نضال الاسمر          في حين لم تجف دماء القائد الفتحاوي كمال مدحت الذي تم إغتياله في عملية غامضة تعكس مدى الصراع بين أقطاب حركة فتح ومن خلفهم التيارات المركزية في داخل الحركة ، ويأتي هنا تساؤل ، هل هناك علاقة بين إغتيال أحمد أبو الكل وإغتيال العقيد كمال مدحت ، وهل هناك من هو مستهدف أيضا من العبوة التي تم ضبطها على بوابة مخيم عين الحلوة .

 

مخيم عين الحلوة يعتبر من أهم المخيمات للاجئين الفلسطينيين في لبنان ، ويحتوي في ازقته على فصائل فلسطينية متعددة داخل وخارج منظمة التحرير وتشكيلات إسلامية أخرى .

 

ولكن ما هو الهدف الآن من إغتيال احمد الكل ،وهل هذه رسالة لاحد القادة العسكريين في الساحة اللبنانية والذي اعترض على قيادة اللينو  ( اديب الحصان)         على العسكر في الساحة اللبنانية .

 

يبدو أن السفير الفلسطيني  في الساحة اللبنانية مشغول هذه الأيام وهو الذي يدعي الذكاء والحبكة القصصية لنظرية المؤامرة ، يبدو أنه مشغول في عمليات الحملة الإنتخابية حيث أعلن أنه سيرشح نفسه لرئاسة السلطة في الإنتخابات القادمة ، ولسنا بعيدا عن الحدث الذي تم مساء أمس لتصفية أحد كوادر هذه الحركة ، ولكن عباس زكي الذي يقيم في سفارة تعتبر ترسانة عسكرية ولديه من الأموال وكما أفادت بعض الأنباء من تيار الرابع عشر من آذار ما يمكنه من التنقل من طول كرم إلى جنين ومواقع أخرى في الضفة الغربية مصورا نفسه فارسا مغوارا وهو المحافظ تارة والمتنازل تارة أخرى وحاز على اموال كثيرة على خلفية ماساة نهر البارد ، ولكن أليست الساحة اللبنانية من أهم أولوياته ؟ .. أوليس ما يحدث فيها هو في نطاق مسؤولياته أيضا ؟ .. بإتهام صريح كما أفادت الأنباء من الساحة اللبنانية قام السفير الفلسطيني بإتهام عدة ضباط وعلى رأسهم أبو العينين في إغتيال كمال مدحت ، وسجن في سجن قوات الدفاع اللبنانية عدة ضباط مشهود لهم بالوطنية وبالكلمة الحرة وغير التبعية لأي خطوط سياسية أو أي إنهيارات مستهدفة لحركة فتح ، سجن هؤلاء في السجن المركزي لقوات الدفاع اللبنانية لمجرد أن تم اتهامهم من السفير الفلسطيني هناك ، ولم تؤخذ أقوال آخرين من قيادات الساحة ، أبو العينين لديه ما يقول ولم يؤخذ بأقواله ، وعلى رأس المعتقلين أبو محمد فخري ، وهو من الوجوه النظيفة والوطنية في حركة فتح والساحة اللبنانية ، الأخ العميد منير مقدح وهو مسؤول الكفاح المسلح ، وهو مسؤول عن التحضير الأمني والمسح الأمني ، ما هي شهادة السيد العميد منير مقدح وخاصة أن الإنفجار لم يبعد أمتارا عن تواجده وتواجد مقره .

 

بلا شك أن حركة فتح تواجه حملة تصفيات بشكل أو بآخر في الساحة اللبنانية ، وأقصد هنا كوادرها ، أما إتهام للتخلص من كوادر نظيفة أو عملية إغتيال وضرب المفهومين في بعضهما البعض ليصفوا الجو لمن يريدوا أن يجهزوا الساحة لحلول سياسية منتظرة ، في حين أن الساحة اللبنانية تمتلك عناصر الإنطلاقة الجديدة لحركة فتح ، وللعلم أن هناك قيادات كثيرة نسجت علاقات مع المؤسسات الأمنية اللبنانية ، وعلى تنسيق واسع معها .

 

هل هذه الحادثة وقصة العبوة على باب عين الحلوة هي تمهيد لأطروحات جديدة بخصوص المخيمات ، مثل السيطرة على المخيمات من قبل ممثل منظمة التحرير والدوائر الأمنية اللبنانية ؟ .. وخاصة بعد فوز تيار الرابع عشر من آذار في الإنتخابات الأخيرة ؟

 

قصة كمال مدحت لم تكون الأولى ولا الأخيرة في المخطط الدموي التصفوي لكوادر حركة فتح النظيفة ، وإذا كان المطلوب هو تطويع حركة فتح كاملة للحل المنتظر بأطروحاته التنازلية ، فلن يكون هذا الحل مجديا ومؤثرا وحقيقيا بدون حسم القضايا على الساحة اللبنانية ، فلذلك ستشهد الساحة اللبنانية مزيد من عمليات الإغتيالات ، وإذا كان هناك تنسيقا أمنيا بين قوات الإحتلال وأمنه في الضفة الغربية ضد حملة السلاح والشرفاء من هذا الشعب ، فليس غريبا ومستبعدا أن يكون هناك تنسيقا أمنيا أيضا بين هذا التيار وأجهزة الأمن الصهيونية لتصفية شرفاء حركة فتح في الساحة اللبنانية ، ولأن هذا إستحقاق مرحلي في نظر السائرون في طريق التنازل عن فلسطين التاريخية والتنازل بالتقاسم عن القدس .

كل مانخشاه ان القاتل مازال يسير في جنازة الميت!!!

 

بقلم / سميح خلف

زر الذهاب إلى الأعلى