أرشيف - غير مصنف
سب العلماء أحد مصارف الزكاة !!!أيها المسلمون اعرفوا أين تذهب زكاتكم
عماد رجب
إن المتابع للقنوات الإسلامية التي انتشرت بسرعة في الآونة الأخيرة لابد أنه قد كره جزءا من علماء الدين الإسلامي , لا لعلم انتقده هؤلاء العامة , ولكن لنقد بعض أدعياء العلم لهم , ممن سمح لهم أن ينصبون علماء للأمة غصبا عن العلماء أنفسهم , فأقعد العلماء وترك الباب مفتوحا أمام الأدعياء , فضلوا كثيرا من الناس.
فوجئت حقا بكم الردود علي العلماء , والتي أصبحت وردا يوميا واجب علي الناس سماعه , فهذا يرد عي الشيخ فلان الفلاني , وذاك ينتقد كلمة للعالم العلاني , وقست بينها وبين الرد علي المفسدين أو المشككين في الدين , فلم أجد نسبة تذكر , وكأن هؤلاء الأدعياء قد شنوا حربا لتشكيك الناس في علماء المذاهب المختلفة ليروجوا لمذهبهم , مستخدمين أقذر الأساليب لتهميش المخالفين لهم .
ولا شك أن ما سأفرده الآن يعتبر صدمه , وعار علي هؤلاء الأدعياء , وستتهافت ألسنة اللاعبين بمشاعر الناس للرد, لكن سأستمر , وكما نعرف أن مصارف الزكاة حددها اللّه عز وجل في كتابه الكريم في قوله تعالى: {إنَّما الصدقاتُ للفقراء والمساكينِ والعاملينَ عليها والمؤلفةِ قلوبُهم وفي الرقاب والغارمينَ وفي سبيلِ الله وابن السبيلِ فَريضةً من الله والله عليمٌ حكيمٌَ} (التوبة 60).
ومعروف أن هؤلاء الأدعياء يروجون إلي أن طباعة الكتب الإسلامية من مصارف الزكاة , وهو أمر جائز بحسب قول العلماء , إلا أن الغير جائز أن ندفع أموالنا ليطبع بها كتاب ” إسكات الكلب العاوي يوسف القرضاوي “ وغيرها من الكتب التي تسب علماء , وتكفر دعاةً , قدموا للإسلام ما لم يقدمه هؤلاء المفسدين , فهل هذه النوعية من الكتب التي تسب علماء الدين وتكفر المفكرين من مصارف الزكاة؟. بالطبع لا
وأمر آخر غاية في الخطورة والاستفزاز , وهو استخدام برامج المراهنات التليفزيونية لدفع رواتب هؤلاء المدعين , ففي الوقت الذي ينادونا فيه بتحري المال الحلال هم لا يفعلون . و يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم , تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا كيما يصح به وأنت سقيم , فالأسئلة التي جميع متسابقيها خاسرون إلا واحدا , هي في الحقيقة مراهنات , فكيف تقبلون أن يدفع لكم رواتبكم من أموال القمار ؟
ناهيك عن الترويج لمنتجات رديئة وتصويرها علي أنها أفضل المنتجات الموجودة في العالم و معتمدين علي جهل الناس , مستخدمين التدليس طريقهم للوصول إلي جيوب العامة
لكن من خلال ما سبق المشكلة ليست فيهم وإنما في القائمين علي هذا الجهاز الحيوي , ومن تركوا الباب مفتوحا لكل من سولت له نفسه أن يكون عالما بلا علم , وإماما للجهلة , فبات الحاصل علي دبلوم فوق المتوسط ( شهادة دون الجامعية ) إماما ينتقد هذا وذاك , ويكفر هذا وذاك , و ذاك , متناسين أن رجلا كابن حجر العسقلاني قد تلقي العلم عل يد 700 عالما من بينهم عشر نساء , وظل يتعلم طيلة حياته , وليس كمن لم يحفظ من كتاب الله سوي ثلاث أجزاء , و أصبح صاحب برنامج تليفزيوني يعلم الناس علما ليس حامله , ناهيك عن ترويج تلك القنوات للجهل , والخزعبلات التي ما انزل الله بها من سلطان .
كاتب مصري