عماد رجب
إن المتابع للقنوات الإسلامية التي انتشرت بسرعة في الآونة الأخيرة لابد أنه قد كره جزءا من علماء الدين الإسلامي , لا لعلم انتقده هؤلاء العامة , ولكن لنقد بعض أدعياء العلم لهم , ممن سمح لهم أن ينصبون علماء للأمة غصبا عن العلماء أنفسهم , فأقعد العلماء وترك الباب مفتوحا أمام الأدعياء , فضلوا كثيرا من الناس.
فوجئت حقا بكم الردود علي العلماء , والتي أصبحت وردا يوميا واجب علي الناس سماعه , فهذا يرد عي الشيخ فلان الفلاني , وذاك ينتقد كلمة للعالم العلاني , وقست بينها وبين الرد علي المفسدين أو المشككين في الدين , فلم أجد نسبة تذكر , وكأن هؤلاء الأدعياء قد شنوا حربا لتشكيك الناس في علماء المذاهب المختلفة ليروجوا لمذهبهم , مستخدمين أقذر الأساليب لتهميش المخالفين لهم .
ولا شك أن ما سأفرده الآن يعتبر صدمه , وعار علي هؤلاء الأدعياء , وستتهافت ألسنة اللاعبين بمشاعر الناس للرد, لكن سأستمر , وكما نعرف أن مصارف الزكاة حددها اللّه عز وجل في كتابه الكريم في قوله تعالى: {إنَّما الصدقاتُ للفقراء والمساكينِ والعاملينَ عليها والمؤلفةِ قلوبُهم وفي الرقاب والغارمينَ وفي سبيلِ الله وابن السبيلِ فَريضةً من الله والله عليمٌ حكيمٌَ} (التوبة 60).
ومعروف أن هؤلاء الأدعياء يروجون إلي أن طباعة الكتب الإسلامية من مصارف الزكاة , وهو أمر جائز بحسب قول العلماء , إلا أن الغير جائز أن ندفع أموالنا ليطبع بها كتاب ” إسكات الكلب العاوي يوسف القرضاوي “ وغيرها من الكتب التي تسب علماء , وتكفر دعاةً , قدموا للإسلام ما لم يقدمه هؤلاء المفسدين , فهل هذه النوعية من الكتب التي تسب علماء الدين وتكفر المفكرين من مصارف الزكاة؟. بالطبع لا
وأمر آخر غاية في الخطورة والاستفزاز , وهو استخدام برامج المراهنات التليفزيونية لدفع رواتب هؤلاء المدعين , ففي الوقت الذي ينادونا فيه بتحري المال الحلال هم لا يفعلون . و يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم , تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا كيما يصح به وأنت سقيم , فالأسئلة التي جميع متسابقيها خاسرون إلا واحدا , هي في الحقيقة مراهنات , فكيف تقبلون أن يدفع لكم رواتبكم من أموال القمار ؟
ناهيك عن الترويج لمنتجات رديئة وتصويرها علي أنها أفضل المنتجات الموجودة في العالم و معتمدين علي جهل الناس , مستخدمين التدليس طريقهم للوصول إلي جيوب العامة
لكن من خلال ما سبق المشكلة ليست فيهم وإنما في القائمين علي هذا الجهاز الحيوي , ومن تركوا الباب مفتوحا لكل من سولت له نفسه أن يكون عالما بلا علم , وإماما للجهلة , فبات الحاصل علي دبلوم فوق المتوسط ( شهادة دون الجامعية ) إماما ينتقد هذا وذاك , ويكفر هذا وذاك , و ذاك , متناسين أن رجلا كابن حجر العسقلاني قد تلقي العلم عل يد 700 عالما من بينهم عشر نساء , وظل يتعلم طيلة حياته , وليس كمن لم يحفظ من كتاب الله سوي ثلاث أجزاء , و أصبح صاحب برنامج تليفزيوني يعلم الناس علما ليس حامله , ناهيك عن ترويج تلك القنوات للجهل , والخزعبلات التي ما انزل الله بها من سلطان .
كاتب مصري