أرشيف - غير مصنف

((مؤتمر فتح )) ..هل هو المشكلة أم الحل .!؟ ((رسالة إلى المجلس الثوري ))

منذر ار شيد
ماذا بعد أن خمدت العواصف التي هبت على اجتماعات المركزية للحركة وكادت أن تودي بها لولا العناية الإلهية التي تتدخل كل مرة ..!
 
والآن وبعد أن تم تجاوز الإعصار وبعد أن هدأت العاصفة التي أثيرت حول مكان انعقاد المؤتمر, وانتهى اجتماع اللجنة المركزية بقرار(اللا قرار) وذلك دون إصدار بيان رسمي مركزي كالمعتاد وكما يجب لحركة رائدة ” ولكن ما تم هو ليس أكثر من الإدلاء ببعض التصريحات المتناقضة من هنا أو هناك أدخلت الفتحاويين في دوامة لم يستطع أحدا فهم الذي دار والى أين تتجه البوصلة في ظل هذه الأوقات المفصلية ونحن نقف على مفترق طرق حقيقي ” لقد ذ ُهل الجميع مما تمخض عن الاجتماع وما رشح عنه من معلومات وزاد الحائرون حيرة بل إحباطا ً بعد ما تبعه من تداعيات وآخرها قرار إنعقاد المجلس الثوري وبشكل مفاجيء .
 
 
 
(مؤتمر مع وقف التنفيذ بعمر جيل كامل )
 
 
 
المؤتمر السادس هو استحقاق وطني فتحاوي منذ ما يقارب الخمسة عشر عاما وهو يدخل غرف التسويف ولا يخرج منها … خمسة عشر عاما انقضت ونحن نبحث كما يقال عن مكان وزمان لكي نعقد المؤتمر السادس ونسدد لشعبنا استحقاقاً فتحاوياٍ … دون أن نخرج طواعية من عنق الزجاجة
 
 
 
لقد عصفت بالقضية تطورات مصيرية رهيبة كانت تستدعي عقد مثل هذا المؤتمر الفتحاوي واستوجب ذلك ولو بالحد الأدنى على الأقل بعد اتفاق اوسلو مباشرة ولا نقول قبله رغم أنه كان يجب أن يتم ذلك حتى يتحمل الجميع مسؤولية هذا الحدث التاريخي
 
فما أفرزته أوسلو قد قلب المفاهيم بمجملها رأسا على عقب حتى بات أبناء الحركة لا يعرفون اتجاه بوصلتهم وهم أمام تطورات مفاجئة أخذت منهم الألباب “مما جعلهم في تخبط وهم يواجهون وضعاً لا هو سلام ولا هو حرب .! خاصة بعد الانتفاضة الأولى وما تلاها من أحدات دراماتيكية وأهمها فقدان قائدهم ورمز نضالهم في عملية غامضة لا نزال نصر على كشف ملابساتها وقد جرت بتفاصيل مذهلة كان يجب الوقوف عندها وخاصة من حركة كحركة فتح التي هي صاحبة ورائدة العمل الوطني الفلسطيني بمجمله
 
وبعد هذا الاستعراض السريع في قراءة المشهد بمجمله يبقى السؤال مطروحا إلى متى يبقى مؤتمر الحركة معطلاً … ولا نجد من يجيب ..!
 
وهل وصلنا إلى مرحلة ما بعد التحرير وقد أنهينا برنامجنا النضالي “
 
حتى نتفرغ لرفاهية التفنن في تدمير حركتنا بهذا الشكل وضرب رأسنا بالحائط .!
 
 
 
نحن لا ننكر بأن هناك جهوداً حثيثة بذلت من خلال لجنة تحضير لإنجاز الملفات اللازمة لإنجاح انعقاد المؤتمر, ولكن وفي المقابل كان هناك لجنة تعطيل واكبت العملية “ الأولى علنية والثانية غير مرئية تعمل بنظام الشيطنة (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )
 
 
 
أما ما حصل في غزة من مجريات فهذا أمر آخر كان يجب التوقف عنده والتأمل فيه لا بل كان لزاما ً على الحركة أن تتحرك وتتخذ الخطوات الإجرائية اللازمة لمعالجة أسبابه ونتائجه وتداعياته وكيفية معالجته ليكون القرار جماعيا فتحاويا بامتياز ومن خلال المؤتمر بمؤتمريه لا أن يُترك لإجتهادات هننا أو هناك , جعلت مفاهيم ما جري متناقضة وضبابية في ظل أجواء من التنافر والإتهامات وحتى الشقاق بين الكادر الفتحاوي وما عدنا نعرف أين الصح من الخطأ.!
 
 
 
رغم ذلك كله لم يتداعى أقطاب الفتح لعقد مؤتمرهم وبصورة فورية عاجلة حيث كان من الواجب على الحركة الالتئام في مؤتمر قبل ذلك بعامين عندما فشلت الحركة بالانتخابات التشريعية فشلا ً ذريعا ً , وما جرى خلالها من تشظي من خلال القوائم التي برزت وأبرزت الخطر الماحق على الحركة ولا نريد الغوص في التفاصيل ولا نريد أن ننكأ الجراح ..!!
 
 
 
ولكننا نريد أن نتطفل في طرح سؤال الملايين وفي ظل استمرار التردي في الحالة الحركية الفتحاوية والحالة السياسية الفلسطينية”
 
هل سيتم عقد المؤتمر في الرابع من آب أغسطس سواء داخل الوطن أو خارجه .!
 
 
 
نحن ندرك وبشكل جازم أن الأمر لم يعد في يد قيادة الحركة بالمجمل وقيادتة الحركة المركزية لم تعد قادرة على حسم الموقف ونستطيع الادعاء بوجود إرادتين على الأقل داخل المركزية تعمل واحدة على فرض رؤيتها على الأخرى “والأمر أصبح واضحٌ وجليٌ بأنه صراع إرادات وليس مجرد خلاف شخصي بين قيادات ” والصراع يكمن بالدرجة الأولى حول البرنامج السياسي للحركة ونحن ندرك أن القيادة التاريخية للحركة تختلف على البرنامج وهذا هو مربط الفرس …!!
 
 
 
لا يمكن أن يصدقنا أحد إذا ادعينا بان الخلاف الآن وكما يبدو هو على مكان عقد المؤتمر ولربما يصدقنا البعض بهذا الطرح ويمكن أن يكون هذا بظاهره صحيحا ً ولكن باطن الأمر يؤكد انه لو تم التوافق بين أعضاء المركزية على البرنامج السياسي الذي يتخلى عن المقاومة بشكل نهائي لما كان مكان انعقاد المؤتمر في أي مكان وأي زمان هو معضلة تستحق الذكر …
 
ولهذا وبعد التمعن في القراءة نعتقد بل ندعي جازمين بأن المؤتمر لا يمكن أن ينعقد إلا إذا تمت ضمانة تخلي الحركة عن ثوابتها كحركة تحرر وطني
 
وأن تتحول إلى مجرد حزب سياسي تقبل بسلطة ناقصة السيادة دون أن تحصل على دولة أي أقل من مستوى الحكم الذاتي على الرغم من أن نتنياهو أعلن انه سيمنحها دويلة في غرفة الإنعاش( قابلة للحياة) .
 
 
 
((دور المجلس الثوري أمانة كبرى ))
 
 
 
إن من يعتقد أن التخلي عن المقاومة يُقنع الغرب وإسرائيل بأننا مسالمون ونريد السلم والسلام , ولأننا في نظرهم غير ذلك , فهو واهم ” وإلا ما معنى قتل رابين أولاً وأبو عمار ثانياً وهما كانا الثنائي الأقوى في المعادلة السياسية التي تستطيع أن تحقق السلام .!وما عاد خافياً أن أبو مازن طبق كل التزامات خارطة الطريق”
 
ماذا يريدون إثباتات أكثر من ذلك ..!
 
 
 
وأغرب ما في الأمر هذا الإصرار من قبل البعض على تسويق الانبطاح
 
والإيغال في استعطاف الصهاينة وقد قطع نتياهو كل أمل في أي تفاهم
 
وهو يعلن شروطاً تعجيزية إضافية وهو لم ينتهي بعد مما هو قادم وأخطرها الاعتراف بيهودية الدولة وعاصمتها القدس ..!
 
صحيح أننا في فتح أصبحنا اليوم أكثر حاجة لعقد للمؤتمر من أي وقت مضى
 
ولكن السؤال نوجهه لكل فتحاوي مخلص لقضيته ولشعبه وخاصة الإخوة الأعزاء في المجلس الثوري
 
ربما يكون من حقكم حسم الأمور بعد أن عجزت اللجنة المركزية مجتمعة باتخاذ القرار الواضح والملزم وربما تكون فرصتكم اليوم لمحاكمة اللجنة المركزية لفشلها مجتمعة .!
 
ولكن من يحاكمكم أنتم كمجلس ثوري مسؤول .! وأنتم من ترك الحبل على الغارب طيلة عقد من الزمن ولم نراكم تتخذون موقفاً صارما يقول للجنة المركزية أمام أخطائها المتتالية لتقولوا لها (كفى ) ناهيك عن القرارات القصرية والتي تجاوزت النظام الأساسي من أجل إرضاء فلان وعلان .!
 
أم أن الوضع اليوم هو الأنسب لتقولوا كلمتكم ..!
 
فاليكن ..ونتمنى أن تكون كلمتكم اليوم هي الفصل بين الحق والباطل
 
وإذا كان جل إهتمامكم اليوم هو العمل على عقد المؤتمر في الداخل وفي بيت لحم بالتحديد كما هو واضح .!
 
 
 
لكن ألا ترون أن عقد المؤتمر في داخل الوطن في (بيت لحم ) هو وكأننا نمنح نتنياهو جائزة لموقفه الأخير .!
 
وهل قضيتنا اليوم هي أن تسمح اسرائيل لكل فتحاوي مهما كان وصفه أن يدخل
 
وأن يُعقد المؤتمر بموافقتها وربما بمباركتها .!
 
هل هذا جل غايتنا.! (((يا فرحتنا)))
 
 
 
وحينها سيقول نتنياهو للعالم (ها هي فتح أم النضال الفلسطيني جاءت وعقدت مؤتمرها وأعطيت الجميع موافقتي ) وبهذا تجري التغطية على تطرف إسرائيل ومنحها صورة ديمقراطية لا تستحقها، وإيحاء فلسطيني واضح بأن المسألة لم تعد سوى مسألة وقت وينتهي الصراع، بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأن سبل الحل التفاوضي سالكه. بربكم يا من تحملون أمانة الشهداء والأسرى هل كرامتكم تسمح لكم بذلك .؟!
 
وهل سيكون هذا إلا محاكمة للنضال الوطني الفلسطيني من عدونا وتجريم لقضيتنا واقرار منا بيهودية الدولة وكل طموحات نتنياهو..!
 
 
 
بربكم يا من تحملون أمانة الشهداء والأسرى هل كرامتكم تسمح لكم بذلك .!
 
فقط نريدكم أن تتذكروا أن أرواح الشهداء ترفرف فوق رؤوسكم “
 
ولا تنسوا أن الأمة العربية بمجملها تنظر إليكم وستحدد موقفها النهائي والأخير
 
بعد أن ترى أين تتجه بوصلتنا .! وفقو كل ذلك (( ألله ))
 
 
 
وهل ما قاله نتنياهو مؤخراً وقد سانده فيه أوباما الذي كان قد قال لأبو مازن قبل أيام لأنه مع دولة فلسطينية “هل ما قاله نتنياهو يعني انسحابا من حدود 67 وإزالة المستوطنات وحق العودة والقدس وإقامة الدولة ذات السيادة الكاملة ؟!
 
إذا كان الحال كذلك …فلا مانع بأن يُعقد المؤتمر في قاعة الكنيست وليس في بيت لحم فحسب .! لا داعي أن نذكركم أن إجتماعكم هذا إن تم عقده يجب أن يكون
 
مكملاً لمشروعكم الوطني ولأعادة الروح لحركة فتح , لا أن يكون إشارة البداية لنهاية فتح كقائد ورائد لمجمل العمل الفلسطيني .
 
 
 
نتمنى على الإخوة في المجلس الثوري وجلهم من القادة المخلصين أن يتخذوا القرار الوطني الذي يبقي لنا ولو الحد الأدنى من كرامتنا وطموحاتنا
 
 
 
فوالله إن الله لا يرضى لنا إلا الكرامة “وهذا ما تبقى لنا , فهلا حافظنا عليها ..!!
 
 
 
ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
 
والله من وراء القصد ..!!

زر الذهاب إلى الأعلى