أرشيف - غير مصنف
الحرب الحقيقية .. مع الامريكان لم تبدء بعد .. ؟؟
خالد القره غولي
كاتب وصحافي عراقي
كاتب وصحافي عراقي
حسنا وهذه السنة السابعة قد دخلت وهذا العراق من شماله إليجنوبه ومن شرقه الي غربه لم يتحقق فيه شيء
وحالما أبطلت القوانين التي يرتكز عليها اتفاق الحلفاء الذين يخوضون غمار الحرب الطاحنة في العراق معا وحالما نسفت الأسس التي تراكمت عليها تعاليم السلم والأمان والحل العادل ..وحالما تلاشت روابط المصالح والمفاهيم الخلقية والسياسية التي يبررها خطر الاحتلال والقلق والتناقض بعد التطورات الأخيرة المفاجئة التي شهدتها بـــلاد الرافديــــن ورغم كل المعطيات التي يتوقف عليها حل مسالة تنظيم البلاد حلا عادلا وشاملا بان خطؤها وظهر بطلانها جاءت خيبة آمل كبيرة حملتهم علي الكشف بان إستراتيجية بوش في العراق لم يتحقق لها النجاح كما وصفها الرئيس المهزوم خلال تصريحاته .. كما فشلت الخطة الأمنية للحكومة لعدم السيطرة علي البلاد وعدم فرض السيطرة علي الوضع العام في بغداد والمحافظات الاخري .. وارتكبت القوات الامريكية والايرانية جرائم عدة ضد ابناء هذا الشعب المسكين وضد العدالة وضد الانسانية وضد الامن والاستقرار الذي تكرر يوميا انتهاكات كانت علي الشرف والكرامة وقتل الاب والابن ولا شيء يلوح في الافق فالحرب المرعبة لاتزال مستمرة والتميز والتدويل وتدنيس المعابد الدينية كافة في العراق مستمرة كل يوم هذا اكثر وحشية من الحرب نفسها في اشد الاحداث التي حصلت بعد الحرب هذه لنتساءل من المستفيد! العراقيون انفسهم ام الاحتلال …الذي نواياه مفضوحة ومعروفة عند كل العراقيين وهم يجمعون بين الحقد والتمايز الطبقي وبين البقاء علي احتلال هذا البلد وسلب خيراته اما اذا كان الشعب العراقــــــي فهذا شيء عظيم ولا يغيب عن مسرح الاحداث ولكي يســــــــتطيع ان يتمم رسالتة الكاملة في لم شمل الوطن ومصالح الشــــــعب ترك الفتن وعدم اتباع سياسة فرق تسد ..
ان للوطن حقا علينا والدفاع او الموت شرف كبــــــير في ساحا ت الخطر هذا من جانب ومن جانب اخر يجب ان نتمسك بعـــــاداتنا السابقة وكل التقاليد ومن الواجــــــب ايضا اعطــــــاء اهمية خاصة لبلدنا ونسلط الضوء علي مسألة فضح المؤامرة الخبيثة التي تريدها أمريكا لحرب طائفية أهلية تشترك فيها جميع طوائف الشعب العراقي حتي يتمزق الجسد الواحــــــد ويتلوث الدم العراقي نحن شعب واع مدرك لكل الأمور المحيطة به ولنا ثقلــــــنا بين بلدان العـــــالم ينظرون لنا بنظرة اعجاب لاننا اصحاب رسالة هدفنا تحرير بلدنا من كل المارقين و الدخلاء لان الحقيقة علمتني ان اكرهها فما استطعت.
لم تكتف الولايات المتحدة باعلان حربها علي العراق وافغانستان بل بدأت عملية تخبط تمثلت باطلاق صفة الارهاب علي الحركات الوطنية التي تناضل من أجل نيل حقوق شعبها المسلوبة والمغتصبة وعلي الحكومات التي لا تسير في فلكها ولا تنفذ أوامرها ولا تتجاوب مع سياساتها العدوانية القائمة علي استعباد الشعوب ونهب ثرواتها والتحكم في مقدراتها وسلب اراداتها وتنطلق الادارة الامريكية من مبدأ جديد اعتمدته في العلاقات الدولية يقوم علي (من لم يكن معنا فهو مع الارهاب) في عملية يقصد بها ارهاب الحكومات والحركات السياسية واجبارها علي تغيير مواقفها السياسية لتتطابق مع ما تريده واشنطن وهذا من السوابق الخطرة في العلاقات الدولية، فالولايات المتحدة تلوح بالعصا الغليظة تجاه الدول التي لا تقف معها وارهاب الحكام الضعفاء والخائفين علي كراسي الحكم. وتقول للساسة العراقيين الجدد اذا اردت ان تصل الي البيت الاخضر يجب عليك ان تنفذ كل مخططات الولايات المتحدة الامريكية…وان الولايات المتحدة لم تعتمد الارهاب تجاه الدول وشعوب العالم فحسب بل انها دمجت الارهاب بالعدوان العسكري والحرب المدمرة، فهي أول دولة في العالم استخدمت السلاح النووي المدمر ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية ولم يسبق لأية دولة ان استخدمت هذا السلاح قبلها وعملت علي التشجيع علي الحروب ما بين الشعوب بعضها وبين الشعب الواحد بل انها قطعت بقواتها عشرات الآلاف من الكيلومترات وعبرت المحيطات لتقاتل الشعوب والدول وعملت علي استعباد شعوب أمريكا اللاتينية ولم تبق دولة فيها إلا وخلقت لها المشاكل ضمن سياسة قوس الازمات ومبدأ من ليس معنا فهو ضدنا أو مع الارهاب وتنتهك واشنطن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يقضي بمنع التدخل في الشؤون الداخلية للغير إلا في حالة الدفاع عن النفس ولما كانت الحروب التي اشعلتها أمريكا كلها بقيام الأخيرة بجلب قواتها وقوات تحالف الدول الغربية عبر البحار والمحيطات لتحارب دولة مستقلة ذات سيادة لم تكن في نزاع معها بل ان الدول والشعوب ذاقت الويلات من السياسة العدوانية الامريكية خلافاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولكن السؤال المطروح أين أمريكا من ذلك كله. ومن المعروف ان تسوية النزاعات بين الدول يتم باعتماد المفاوضات المباشرة بين الدول المتخاصمة أو المختلفة وتبذل الممثليات الدبلوماسية جهودها السياسية لتحقيق ذلك انطلاقاً من حسن النيات أو القيام بمساع حميدة للوصول إلي ذلك إلا ان الملاحظ ان الولايات المتحدة بادرت في الاحداث والمشاكل التي خلقتها للغير من الدول لم تعتمد هذه المبادئ بل لجأت إلي القوة العسكرية الغاشمة لفرض موقفها علي الغير بل ان واشنطن لم تأخذ نصيحة أصدقائها ونظرت إليهم باستصغار وتؤمن ان علي دول العالم اجمع ان تنفذ أوامرها حتي وان كانت ذات مساس بسيادتها وبدلاً من لجوء الادارة الامريكية إلي الحكمة والعقل فرضت حرباً أعلنها بوش حرباً صليبية علي العراق بوصفها الجبهة الداخلية المركزية للارهاب. ان الحرب التي شنتها أمريكا وبريطانيا علي العراق تهدف إلي ضرب العراق ومقدراته الانسـانية مما زاد في غضب الشارع العراقي والعربي وقد خسرت أمريكا الكثير من هذه الشعوب وان الولايات المتحدة في حربها علي العراق لم تتمكن من تحقيق شيء علي الخريطة السياسية والجغرافية بل ان الاحداث عصفت بالمخطط الامريكي بجعل شعب العراق الصابر لثلاث أجزاء خارج الحدود أو تحت التراب أو خلف القضبان..
وأخيراً نقول نحن العراقيين للعالم أجمع ان أمريكا الآن قد غرقت ومعها قوات التخالف متعددت العصابات في وحل المستنقع العراقي حتي لا تتجرأ هذه الدولة ان تقدم علي احتلال دولة اخرىوان الحرب الحقيقية مع امريكان لم تبدء بعد…
.ان الاسلام يدعو إلي الوحدة والاخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحر. وقتل النفس، حيث قال سبحانه وتعالي (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) انه امرنا بالوحدة. لأن الوحدة قوة ولان في الوحدة عزة وكرامة. فما احلي التصافي بين افراد الشعب. لان افراد الشعب هم جزء من هذه الامة فكلما وجدت هذه الوحدة بين افراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة. قلنا اننا خرجنا من حرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن، واكلت المئات والالاف من خيرة شبابنا. وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية، نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الاخر ونقطع الارحام وننسي الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الامانة ونقذف المحصنات ونقول الزور كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتي أصبحنا علي هذا الوضع السييء الذي لا يسر عدوا ولا صديقا. فلو تمسكنا بديننا قليلاً لكان الوضع اكثر اماناً واستقراراً. فالعقيدة اساس الوحدة التي تجمع الشعب، تحت رحمة الباري، عز وجل، والايمان بالتوحيد، فرب واحد وكتاب واحد دين واحد ونبي واحد وقرآن واحد وقبلة واحدة واسلام واحد، فلا عنصرية ولا تفضيل الكبير علي الصغير ولا الغني علي الفقير ولا الابيض علي الاسود ولا طائفة علي اخري ولا مذهب ولا عرقية علي حساب الاخري (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) فيجب ان نكون سواء كنا أفراد أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم. ونحب بعضنا الاخر. وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة. ان الوحدة في الاسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم. ويجب علي من بأيديهم امور هذه الامة ان يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الاسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا. بل اضطربت انفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدأوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لاحباط تلك المساعي الرامية إلي وحدة الشعب.
فأعداء الاسلام بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية واذاعات مسموعة ومرئية كثيرة اضافة إلي الصحف والمجلات الفاضحة ويحرضون بعضنا علي الكلام ويشيعون اشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة. والاتقاء من شر هذه الاشاعات هو الابقاء علي وحدة صفنا وكلمتنا فانها خير سلاح بوجه هذه التحديات. وكذلك اصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوي والايفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي إلي تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وايذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن والتجسس لصالح الكفر والالحاد.
بديننا حتماً سننتصر باذن الله مادمنا نتمسك بالدين الاسلامي العظيم ونعالج الامور بالحكمة والموعظة الحسنة والله الموفق.