أرشيف - غير مصنف

بسبب اكتظاظ المساجين: سجون الجزائر أوكار للشذوذ والأمراض

 لفت مختصون في الدفاع عن حقوق الإنسان إلى تفاقم ظاهرة الاكتظاظ داخل السجون الجزائرية في الفترة الأخيرة. ونقلت الصحافة الجزائرية عن رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني استنكاره “الوضع المزري” الذي تعرفه السجون في الجزائر بسبب التكدس الحاصل، وتأكيده أن \’\’إجمالي عدد المساجين في الجزائر يصل -حسب الأرقام الرسمية- إلى ما يقرب من 55 ألف سجين في حين أن قدرة الاستيعاب الحقيقية، حسب شروط الحبس المعمول بها دوليا لا تتجاوز 25 ألف سجين”.

 
ويرى مراقبون أن ارتفاع عدد السجناء بالجزائر نتيجة طبيعية لظاهرتين متلازمتين أولاهما الانخرام الأمني الكبير الذي شهدته البلاد طيلة عشرية التسعينات، وثانيتهما ما أورثته تلك العشرية من تعثر في مسيرة التنمية ونشوء وتفاقم ظواهر اجتماعية هدامة مثل البطالة التي سببت بدورها نوعا من “حالة العُصاب” العامة التي انعكست ارتفاعا كبيرا في معدلات الجريمة بأنواعها، والتي بلغت أحيانا درجات متقدمة من التنظيم لا سيما عصابات تهريب المخدرات وتدليس الوثائق الرسمة وتزييف العملة وتهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا وتهريب السلع والمواد الاستهلاكية من البلاد وإليها..
 
ووفق الصحافة الجزائرية، أشار قسنطيني الناشط الجزائري في حقوق الإنسان إلى أن “حجم التشبع” داخل الزنزانات بالسجون الجزائرية وصل إلى حدود 30 ألف سجين و”هذا أمر خطير يتنافى مع الظروف الإنسانية المفترضة”.
 
وأقر قسنطيني بعزم السلطات الجزائرية على تحسين هذا الوضع من خلال تنفيذ مشاريع لإنجاز 50 سجنا في مناطق مختلفة من البلاد ، إلا أنه أخذ عليها تأخرها الكبير في تجسيد هذه المشاريع على أرض الواقع “بالرغم من الحاجة الماسة لذلك والتي يفرضها الوضع الراهن للسجون بالجزائر، حيث أن هناك زنزانات -حسب روايته-يتكدس فيها عشرات المساجين في ظروف تتعارض مع الكرامة والإنسانية المكفولة لكل شخص، ما أدى إلى “انعكاسات سلبية غاية في الخطورة مثل تفشي الشذوذ الجنسي وتصاعد السلوك العدواني والإجرامي لبعض المساجين”.
 
ومن جهة ثانية نقلت الصحافة الجزائرية عن مصطفى بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تحذيره من آثار الاكتظاظ داخل السجون بالجزائر نظرا للانعكاسات النفسية والعضوية على العدد الأكبر من المساجين نتيجة “الظروف المزرية” التي يعيشونها خلال قضائهم فترات عقوبتهم، معتبرا أنه من غير المعقول أن “نجد تسعين مسجونا في قاعة تتسع لـ30 سجينا فقط”، ومضيفا قوله “بلغنا مؤخرا بأن بعض المؤسسات العقابية ينام فيها المساجين عن طريق التناوب بسبب ضيق المكان وهو ما يحوّل تنفيذ العقوبة إلى نوع من أنواع التعذيب”.
 
وأثار بوشاشي سببا آخر لاكتظاظ السجون الجزائرية ويتمثل في مغالاة القضاة في إصدار أوامر بالحبس المؤقت في قضايا لا تستوجب ذلك، بالرغم من وجود قرينة البراءة المكفولة قانونا وبعض الضمانات القانونية التي تغني عن اللجوء إلى هذا الإجراء، مؤكدا بأن \’\’تبعات هذه الأوامر التي يصدرها قضاة التحقيق أصبحت تنتج مشاكل كبيرة تمس بحقوق وكرامة المساجين”.
 

زر الذهاب إلى الأعلى