أرشيف - غير مصنف
السعودية: ديوان المظالم يقبل دعوة مرفوعة ضد وزارة الداخلية بسبب”انتهاكها للقانون”
قبل “ديوان المظالم” في المملكة العربية السعودية دعوى مقامة ضد وزارة الداخلية السعودية “لانتهاكها القانون في اعتقالها التعسفي” للأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الشميري، الإصلاحي وداعية “العدل والشورى وحقوق الإنسان”، وفقا لما أكده رافع الدعوى، القانوني وليد سامي محمد أبو الخير لموقع ” سعودي ويف”.
إن مجرد قبول الدعوى ضد وزارة الداخلية لا يعني حتما أنه سيؤدي إلى انعقاد جلسات ومرافعات تنصف المتظلم، لكن مجرد قبولها يعتبر أمرا هاما وغير مسبوق في المملكة.
وأوضح الأستاذ أبو الخير، وهو الوكيل الشرعي عن الدكتور الشميري، أن الدعوى قد تم تسجيلها رسميا بالرقم ( 2273/1/ق ) و التاريخ (29/6/1430هـ ) و أنه أخبر بأن موعد الجلسة سيحدد بعد ثلاثة أسابيع.
وأهم ما جاء في نص لائحة الدعوى ما يلي: “معالي رئيس ديوان المظالم (…) نرفع لكم هذه الدعوى القضائية ضد وزارة الداخلية بخصوص الاعتقال التعسفي للأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الشميري والذي ألقي القبض عليه من قبل جهاز المباحث العامة في يوم 13/1/1428 هـ الموافق 2/2/2007، ومنذ ذلك التاريخ وهو معتقل انفرادياً وقد حرم من حقوقه النظامية والشرعية”.
وأضاف رافع الدعوى أن وزارة الداخلية “قد وقعت في المخالفات” أهمها:
“المعاملة المهينة عند الاعتقال وإيذائه نفسيا في مخالفة صريحة للمادة الثانية التي توجب المعاملة بما يحفظ كرامة السجين وعدم إيذائه نفسياً أو جسدياً، وعدم ممارسة أي نوع من أنواع التعذيب ضده”، و أنه “عند اعتقاله، لم يعطى الحق في الاتصال بمن يرى إبلاغه ولم يُبلغ بسبب القبض عليه ولم توجه له تهمة رسمية حتى الآن، رغم مضي أكثر من سنتين على اعتقاله وهذا مخالف للمواد 35 و 101 و 116 من نظام الإجراءات الجزائية”.
ويؤكد رافع الدعوى على أن الدكتور الشميري “أمضى في السجن الانفرادي أكثر من سنتين حتى الآن رغم أن المادة 119 من نظام الإجراءات الجزائية لا تسمح بالحبس الانفرادي أكثر من شهرين، و أن لا تتجاوز فترة الحبس الاحتياطي ستة أشهر. فإذا أتم المتهم المدة ولم يُحاكم يُطلق سراحه وفقاً للمادة 114 من نظام الإجراءات الجزائية”.
ويختتم الأستاذ أبو الخير الدعوى مطالبا، بصفته الوكيل الشرعي عن الدكتور الشميري، ”بإطلاق سراحه فوراً لتجاوز اعتقاله المدة النظامية أو محاكمته محاكمة علنية عادلة بموجب ما نصّ عليه النظام، مع ضمان معاملته المعاملة الحسنة داخل السجن وفك الحبس الانفرادي عنه”.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت عن اعتقال للأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الشميري و ثمانية شخصيات أخرى من المجتمع المدني السعودي، في 2 فبراير 2007 في جدة، بتهمة القيام ب”أنشطة ممنوعة، تضمنت جمع التبرعات بطرق غير نظامية، وتهريب الأموال وإيصالِها إلى جهات مشبوهة و توظفها في التغرير بأبناء الوطن وجرهم إلى الأماكن المضطربة” مثل العراق.
لكن عدة منظمات حقوقية، من بينها “الكرامة لحقوق الإنسان”، أكدت أن المعتقلين سبق لهم أن تولوا الدفاع عن نشطاء حقوق الإنسان، ولا يمكن أن يكونوا من الممولين للإرهاب، خاصة وأن لهم مواقف وتصريحات علنية مناهضة للتطرف والعنف.
ولم يتسن ل” سعودي ويف” معرفة سبب اختيار الدكتور الشميري من بين مجموعة المعتقلين، ولكن يبدو أنها مجرد بداية. و ربما ستتلوها دعاوى أخرى مماثلة.
وكان الأستاذ أبو الخير و ناشطان آخران (هاشم عبد الله الرفاعي و عبد المحسن علي العياشي ) من “فريق الدفاع عن دعاة العدل والشورى وحقوق الإنسان”، قد عبروا في بيان، تسلم “سعودي ويف” نسخة منه بداية يونيو، عن عزمهم على مقاضاة وزارة الداخلية بسبب اعتقالها الدكتور- الطبيب سعود بن حسن الهاشمي، أحد دعاة حقوق الإنسان، منذ أكثر من 28 شهرا في سجن إنفرادي، تحت “التعذيب الجسدي و المعنوي” في سجن ذهبان في جدة.
و قد دخل الدكتور الهاشمي يوم الاثنين 1 يونيو 2009 في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على الانتهاكات العديدة التي تعرض لها، كما أفاد الأستاذ أبو الخير. لكن الدكتور الهاشمي اضطر إلى التوقف عن الإضراب يوم السبت 6 يونيو بضغط من إدارة السجن حتى يتمكن من رؤية والدته المسنة والمريضة والتي أتت لزيارته.
وكان النائب الثاني ووزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز، قد نفى وجود تعذيب في السجون السعودية.
وقال خلال حفل أقامته هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوم 16 يونيو: “نحن واثقون بأن كل ما يقال عن وجود تعذيب في السجون لا صحة له، والدليل أننا فتحنا أبواب السجون لمسؤولين ولهيئات حقوق الإنسان، بل حتى لزوار أجانب؛ لأننا لا نؤمن ولا نقبل بأسلوب التعذيب بأية حال من الأحوال”.