أشد الحماقة أن تشاهد ولاتفعل شيئا !!!
لا أعتقد بأن أحدا يجزم بوجود حرية للتعبير طليقة خارج السجون ، ففي عصر تتعدد فيه تكنولوجيا النشر وتتزايد فيه وسائل الإعلام المتعددة لاتزال حرية التعبير سجينة داخل معتقل بغيض ، فتجدها تارة مكبلة من قبل إدارة سياسية حكومية كما العادة في إعلامنا العربي الحكومي أو حتى تجدها مقبوض عليها من قبل فرد واحد كما نشاهد عبر منتديات الحوار مثلا عندما يختطف قرار النشر أو حظره مجرد شخص حسنته الوحيده أنه يملك صلاحية من قبل هذا المنتدى أو ذاك بغض النظر عن كفاءته المهنية ، وبالتأكيد قد ترى تلك التجاوزات لأسباب سياسية أو دينيه أو حتى إجتماعيه ، فعلى سبيل المثال شركات الإتصالات التي تحظر مواقع الجنس والإباحية في السعودية تحظرها لأسباب دينية وإجتماعية وقد لايلومها أحد في قرارها ذلك ، لأنه لايمكن أن تكون أنانيا في بحثك عن رغباتك على صفحات الويب متناسيا أن هناك أطفالا ومراهقين في عمر الزهور يستخدمون نفس الخدمة ، لكن الذي لايغتفر هنا عندما تجد مواقع الكتب والمعرفة التي تعنى بفلسفة الآخر وطرح أيدلوجياته تباعا لما يمليه عليه مذهبه سواء السياسي أو الديني وتجد أن الولوج لمشاهدة ذلك محظور .. هنا تكمن المشكلة ، وأنا أتسآل هنا إذا كان النظام السياسي يعتقد أنه بذلك يحمي كيانه وإستقراره فأبشره بأنه خسر الرهان ، لأنه لايمكن بأي شكل من الأشكال أن يحمي ركائزه بتقييد حريات الأخرين عن التعبير وتكميم أفواههم عن النطق ، ففي كلا الأحوال رغم مايقترفه من خطايا ترقى بعضها لدرجة الجريمة وترقى الأخرى لمستوى السذاجة تجد أن لا أحد الآن يقف ليلمع صورته بالماء والصابون إلا منافق . هناك أيضا الحظر لأسباب دينية حيث مثلا تجد غالبية مواقع الشيعة في السعودية محظور الدخول إليها ، أنا عن نفسي لست متدينا ومن عائلة سنية لكن أتسآل ماذا لو كنت شيعيا؟ أتسآل أيضا إذا كان يحظر على هؤلاء الشيعة حتى التواصل فيما بينهم فلماذا يسمح لهم بالبقاء وتنفس الهواء في بلد يحظر فيه على الأخرين حتى حق الهواء؟ من الحماقة أن تكون قائدا وأنت لاتعي مفهوم القيادة وأن تكون متدينا وأنت تحث على الفساد ، لكن أشد الحماقة أن تشاهد مايجري ولا تفعل شيئا !!!