أرشيف - غير مصنف

أنظر إلى الوراء ،، هناك من يـنـتـظـركـ !!

في ذكرى 26 يونيو 2003
(ريما ، عبد الحميد ، سامي)
مخيم الدهيشة – فنكوفر – لندن
—————————–

تتعدد فلسفة الجميع حول مفهوم التضحية من أجل الأخرين ، فترى طائفة أن الأحرى أن تكون تلك التضحية من أجل العائلة والمقربون دون سواهم ، ويرى آخرون أن المجتمع من حقه جزء من تلك التضحية بينما يرى البعض أن الغالبية بغض النظر عن مفاهيمهم الفكريه والدينيه يجب أن يكونوا ضمن إطار التضحية .

خاطب مارتن لوثر كينغ  يوما قائلا :
“Life’s most persistent and urgent question is, What are you doing for others”

وأنا بدوري أطرح تساؤلا وأقول :
 “هل أنت مستعد للمجازفة من أجل وطن لاتعيش فيه أو شعب لاتنتمي له؟ هل أنت مستعد للتضحية من أجل الأخر بغض النظر عن هويته أو لونه ومذهبه؟”

إذا كانت تؤمن بالتضحية من أجل الآخر أو أن ذلك هدف يجب تفعيله أكثر وقبل أن تجيب بنعم أو لا تعال معي لنناقش النقاط التالية :

1- هل أولاءك الائي يجب التضحية من أجلهم يستحقون تلك التضحية؟ على سبيل المثال أنت تقدم جهدك ووقتك وحتى دمك إن لزم الأمر في سبيل الإرتقاء بهم لكن ماذا عنهم؟ هل ماتفعله من أجلهم يحفظ في خزينة المعروف بإمتنان أم سرعان مايمحى ويكون مصيره الجحود والنكران .

2- بغض النظر عن أيدلوجيات متعارضه قد ربما لاتتفق ومفاهيم مختلفة قد ربما لاتتحد هل أنت على إستعداد عند التضحية من أجل الآخر أن تقبله في عالمك المحصن؟ وأعني بذلك أن يكون فردا فعالا داخل محيطك حيث أنه ربما يكون ذلك المحيط عائلة صغيرة أو مجتمع بأسره لافرق.

3- هل سألت قبل أن تخوض هذه التضحية إذا  كنت ترغب في المقابل؟ حيث أنه من المهانة أن تقدم التضحية ثم تفاجىء بطلب المقابل.

4- إذا كنت لاترغب في مقابل للتضحية فهل تعتقد أن إنصاف ضميرك على سبيل المثال سبب كافي لكي تقدم على تضحية من أجل الأخر؟

ومن جانب آخر :

1- هل لديك القدرة أن تعيش في عالم من إختيارك ومن صنع يديك وبلا مساعدة من الآخرين؟ على سبيل المثال لماذا تطلب العون لبناء منزلك ولا تقوم بذلك بناء على جهدك؟ لماذا تطلب الطبيب لكي يعالج جراحك لماذا لا تقم أنت بذلك؟

2- بغض النظر عن قدرتك على التأقلم وسط عالمك الخاص وإستغنائك على سبيل المثال عن المنزل وعون الطبيب والمهندس  وغيره ، ماذا عنك أنت؟ لماذا تعاني من الإكتئاب في وحدتك؟ لماذا لاتنام قرير العين في فراشك؟

3- الله ، الأرض ، الإنسان ، الدين . كما ترى الله أوجد الأرض وخلق فيها الإنسان وعلمه الدين فالأولويه لبقاء الإنسان على الدين .

4- أحترق ألما على أعزاء فقدتهم لي ، فما شعورك أنت هل فقدت يوما عزيزا؟ لاتنسى أن هؤلاء كانوا يعيشون على الأرض .

الآن وقد أكتملت لك بعض النقاط لكي تناقشها حاول أن تتدارك سبب تضحيتك من أجل الآخر . أنت بالطبع تعتقد معي أنك لاتستطيع أن تعيش في عالم تسكنه الخفافيش وبالتأكيد أنت مؤمن أنه لاوجود للملائكه على كوكبنا فهي تعيش فوق سقف السماء ، أنت تؤمن كما أؤمن أن الإنسان وريث في الأرض وله حق البقاء ، كما بالتأكيد أنت تؤمن ضمنا بأنه لايوجد حياه من غير هواء ، فلا تمنع عن الآخرين حق الهواء فلهم بالتأكيد حق مساوي لحقك في البقاء ..

(ملحوظة: إلى أولائك الذين أخذتهم العزة بالإثم فأعتقدوا أنهم رب في الأرض وسلطة مخولة من السماء ، إلى علماء وسياسين وأفرادا أغتالوا أحلام الطفولة التي غرستها براءة الإنسان ، إلى وطن ليس وطني وإلى أناس لا أنتمي لهم أقدم لهم هذه الكلمات ،، وغدا يولد وطن جديد)

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى