سؤال سألته أمرأه لم تحصل على حقها في الحصول على شريكها – ولن أقول عانس – من ضمن الملايين اللاتي يقبعن خلف كواليس البطالة الأسرية ، في المقابل لم يكن الإهتمام بالإجابة على هذا السؤال بقدر ماكان الإهتمام بأسباب الوصول لحصيلة من نساء وفتيات هم عماد المجتمع لم يحصلن على حقهن الأسري في بناء الأسرة . بالتأكيد لن أبدأ بالدور الإجتماعي كأحد الأسباب والتي تشترك فيه القبلية أوالسلطة والنفوذ بشقيهما المادي والوظيفي وغيرها كأسباب أساسية لدفع فرص زواج نحو النجاح أو فشل أخرى ، ولكن سأبدأ بدور النظام السياسي كأحد الأركان والتي يتجزأ منه أسباب عديدة لذلك . فلنأخذ على سبيل المثال نسبة العوانس في السعودية والتي تزيد على أكثر من ثلث الفتيات في سن الزواج . لو لاحظنا أن نسبة البطالة النسائية تقارب هذه النسبة وبمعادلة أخرى سنجد أن تعطيل الدور الإجتماعي والذي يعقبه بالتالي السياسي للمرأه في السعودية يشارك بنفس النسبة سنستنتج ضمنا أن وجود المرأة في هذا الوطن المفترض ليست سوى فراش كوجود الملهى الليلى – مع كامل إحترامي لكيان المرأة – والذي تتمحور أقصى إهتماماته الترفيه !!! في الوقت الذي يفتقد لمعظم حقوقه القانونية كمحلات الملابس وغيرها . فالمرأة في السعودية تتزوج لجمالها فقط بغض النظر عن قبولها بهذا الزواج أو عدمه فالناتج أنها تحصل على حقها من الزواج عندما تكون فاتنة ، فهي تتزوج على زوجه أخرى أو على أخريات وتتزوج وحيده بشخص لايوجد بينها وبينه رابط سوى عقد الزوجيه وذلك بناء على شروط عائلتها في ذلك الزوج ، وهذا يتعلق بزواج الأقارب والعائلات ، وتتزوج لحسبها ولكن نسبة قليلة ، فالحسب هنا ليس النسب وإنما السلطة والنفوذ سواء المادي أو الوظيفي . لهذا تجد القليلات جدا يحصلن على – أو ربما يحرمن من – حقهن في الإرتباط في شريك يكافؤهن تعليميا وعاطفيا ، فالزواج المبني على علاقة سابقة لايحدث إلى في نطاق ضيق جدا وربما لايحدث . لاأعتقد أن هناك فتاة ستصارح والدها بأنها تريد الإرتباط بشخص ما لأن هناك مايربطها به عاطفيا وسيبارك والدها هذا الزواج ، ففي المجتمع القبلي فتيات كثيرات يقتلن بسبب ذلك ، وخارج مجتمع القبيلة تزوج بشخص آخر إنتقاما لها لأنها أرادت فقط أن تقرر مصيرها في الإرتباط من الشخص الذي تراه مناسبا لها . وبالتالي تجد الكثير من الشباب عازفون عن الإرتباط لأسباب عديدة ، ربما لأنه لا يعتقد بأن الطريقة التقليدية فعالة في إختيار شريكة حياته بالإضافة إلى أن إمكانياته المحدوده لاتسمح له بأن يخضع لمطالب إستعمارية ، فالخاطب اليوم يتحول إلى ماكينة صرافة عند تقدمه لطلب الزواج ، ويكتشف بعد ذلك أن المرأة التي قدم فيها كل ذلك لاتستحق كل ماصرفه من أجلها ، أو ربما هي أيضا بعد عناء تجهيز لذلك الزفاف المكلف تكتشف أن بقاءها في بيت عائلتها كان أكرم لها . أيضا أضف إلى ذلك أن إختيار المرأة المناسبة مرتبط بمعرفته المسبقة بها ، ولا أعتقد أن الرجل في مجتمعنا سيؤمن بذلك يوما ، فهو يؤمن بمعرفة المرأة أيا كانت تلك المرأة لكن أبدا لن يتزوج أمرأة تحدث معها عن طريق التلفون أو شاهدها في السوق – وأتحدث هنا عن الغالبية – أعلم أن هناك العديد يخالفون هذه القاعدة ، لكن الغريب هنا أن هناك من لديه إستعداد أن يتزوج من أحد الكازينوهات أو الملاهي الليليه ، وبالطبع سيعود بها ليخبر الآخرين بأنها إبنة المفتي هناك على أن يتزوج أمرأه أبتسمت له ليلة المشاهدة الأولى في الخطبة مثلا ..
أعود للدور السياسي هنا وأقول أن كل ماسبق يتمحور حول حل تلك الإشكاليات من قبل النظام السياسي ، فلو كان النظام السياسي يأبه لقيادة المرأة للسيارة على سبيل المثال لكان ظهر وقال أن قيادة المرأة حرية شخصية وعلى من يرى من الأهالي بمنع نسائهم من قيادتها فليفعل ذلك ، ومن يرى غير ذلك فله الحرية . لكن بما أننا نعيش ضمن دائرة حمراء قمعية تشوبها ألف شائبه ، ففي هذه الحالة سنشاهد سمو الخميره أقصد الأميره تقود فيها الجيب على شواطىء جده والشرقيه في الوقت الذي يردد فيه ذاك النظام تعقيبا على قيادة المرأة قائلا : إن قيادة السيارة محظوره بسبب الأهالي ولهذا منعناها !!! وآخر سنسمح للمرأة بالقيادة بوجود محرم ،، وهل المرأة تتسوق مع السائق بوجود محرم؟؟ أتسآل ..
إذن ماأريد أن أختم به هنا أن مشكلة البطالة على سبيل المثال وتغييب الدور السياسي هي شريك رسمي لمشكلة العنوسة ، فأيا كان ذلك النظام الذي يقيد حريات الآخرين لن يأبه إطلاقا بزيادة نسبة العنوسة أو تفشي البطالة في مجتمعه ، لأن حماية ركائز نظامه وإعادة بلورة سياسته فيما يخدم مصالحه الخاصة سيبقى هو الغاية والهدف الأسمى دون سواه . وستبقى تلك المرأه تبحث عن رجل مناسب لها ، وسيبقى ذلك الرجل الذي تبحث عنه متردد في خياراته تجاهها..
maxtblue@yahoo.com