أرشيف - غير مصنف
واشنطن.بوست: صفقة سورية إيرانية سعودية بمباركة أوباما
كشفت مصادر صحفية أمريكية عن قرب إتمام صفقة بين كل من السعودية وإيران وسوريا برعاية أمريكية ترمي إلى تحقيق الاستقرار في لبنان وفلسطين وبؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الصادرة الأحد أن الصفقة التي ترعاها مع الولايات المتحدة أطراف أوروبية وتوصف بالـ”الصفقة الكبرى” تمت مؤخرا في العاصمة اللبنانية بيروت، في محاولة لتمكين سوريا من إنهاء حالة العزلة الدولية المفروضة عليها وهو ما تمثل في قرار واشنطن بإعادة سفيرها إلى دمشق.
وأوضحت الصحيفة أنه بموجب هذه “الصفقة” تعهدت السعودية لسوريا بالكف عن مساندة المعارضين لها في مقابل تعهد الأخيرة بالحفاظ على شروط اللعبة اللبنانية بما يضمن تمرير الانتخابات النيابية والوصول بها إلى نتائج مركبة تأخذ مصالح الأطراف الداخلية إضافة إلى تمرير تسوية مصرية سورية لتهدئة الملف الفلسطيني.
وأسفرت الانتخابات اللبنانية الأخيرة عن فوز فريق الأكثرية بزعامة النائب سعد الحريري تبعه اتفاق بين الموالاة والمعارضة التي يتزعمها حزب الله بتنصيب رئيس حركة أمل النائب نبيه بري رئيسا للبرلمان مقابل تنصيب الحرير رئيسا لحكومة وحدة وطنية، الأمر الذي رآه مراقبون محصلة صفقة توافقية لعبت فيها الأطراف الإقليمية دورا كبيرا.
وقالت الصحيفة: إن “إيران تعهدت -بموجب هذه الصفقة- بالسماح لسوريا بلعب الدور المطلوب منها كاملا دون أي ضغط، كما تعهدت بتقليص الدعم الذي تقدمه لحركة حماس، وفي الوقت نفسه تعهدت السعودية ومن ورائها دول عربية وإسلامية وغربية بعدم التصعيد مع إيران”.
وأكدت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية وفقا لهذه الصفقة “بدأت في سياسة اللعب على التناقضات من أجل منح إيران الوقت الكافي لإغلاق ملفها النووي على قاعدة الاستخدامات السلمية”.
واتخذت إدارة أوباما سياسة تهدئة حيال إيران في الفترة التي سبقت الانتخابات الإيرانية، حيث دعت طهران للمشاركة في اجتماعات دول مجموعة الثماني، كما أقر الرئيس أوباما خلال خطابه إلى العالم الإسلامي من القاهرة مطلع شهر يوليو بحق إيران في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية، لكن شاب التوتر في الأيام الأخيرة هذه الأجواء بعد انتقاد الغرب للعنف الذي استخدمته السلطات الإيرانية لقمح المحتجين على نتائج الانتخابات.
شكوك مصرية
من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن مصر تحفظت على المشاركة الفعلية في هذه الصفقة بسبب الشكوك التي تساورها حول جدية إيران في التنفيذ، إلا أنها أكدت أن مصر تعهدت بأنها ستدخل تلقائيا في الصفقة وتدعمها بشكل غير محدود إذا أثبتت إيران جديتها وهو ما فسرته الصحيفة بأنه بمثابة “بداية عهد جديد بين القاهرة وطهران”.
ولفتت الصحيفة في نهاية تقريرها إلى أن ما تشهده المنطقة العربية حاليا ليس سوى محطة عابرة على طريق تنفيذ “الصفقة الكبرى” التي ستعيد تركيب خريطة المنطقة.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أدلى بتصريحات في افتتاحية نشرت في صحيفة وول ستريت جورنال مطلع الشهر الجاري قال فيها: إن إعادة تأكيد الزعامة الأمريكية في الشرق الأوسط يوفر فرصة نادرة لإقرار السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، موضحا أن أوباما “يريد أن يأخذ زمام المبادرة لتحقيق السلام، وأن العالم العربي سيتجاوب معه”.
وأضاف أن مصر تقف على أهبة الاستعداد لانتهاز هذه اللحظة، وأنا واثق من أن العالم العربي سيفعل نفس الشيء.
ولمح مبارك إلى أن الحراك الجديد من شأنه أن يتمخض عن “تسوية تاريخية” تعطي الفلسطينيين دولة خاصة بهم وتحررهم من الاحتلال، بينما تعطي إسرائيل الاعتراف والأمن حتى تعيش في سلام، وأن تلك التسوية “باتت في المتناول”.