أرشيف - غير مصنف

أسد يرشد شرطة لوس أنجلوس عن الإسلام

في محاولة لتحسين العلاقات المتوترة مع الأقلية المسلمة، عينت شرطة ولاية لوس أنجلوس الأمريكية أول مرشد إسلامي لمساعدة ضباطها على تغيير الأفكار النمطية الخاطئة التي ترسبت لديهم عن الإسلام والمسلمين منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وهي الخطوة التي لقت ترحيبا من مجلس العلاقات الأمريكية – الإسلامية (كير).
 
ونقلت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية في عددها الصادر اليوم الإثنين عن اللفتنانت مارك ستاينبروك الذي يشرف على التوعية المجتمعية في إدارة شرطة لوس أنجلوس لمكافحة الإرهاب ومكتب الاستخبارات الجنائية قوله إن: “الموظفين لدينا لا يعرفون شيء عن الإسلام أو المسلمين في لوس أنجلوس”.
 
وأضاف أن “الشيخ قاضي الأسد الذي عينته الشرطة كمرشد لضباطها سيكون الشخص الذي يمكنه تثقيفهم وتعريفهم بالإسلام”. وعن إمكانية استجابة الضباط لتعليمات الأسد، قال ستاينبروك إن “الأمر سيستغرق بعض الوقت بالنسبة لهم للتكيف مع الدروس الجديدة”.
 
ويعتقد قادة الشرطة أن الشيخ الأسد، من أصل باكستاني، سيكون مصدرا قيما للمعلومات عن المسلمين وعقيدتهم.
 
وأظهر استطلاع حديث للرأي أجراه مركز “بيو” للأبحاث أن غالبية الأمريكيين لا يعرفون الكثير عن الإسلام، وبعد ثماني سنوات من هجمات سبتمبر يعاني كثير من المسلمين في الولايات المتحدة من التمييز.
 
ويأمل قادة الشرطة في لوس أنجلوس أن تحسن هذه الخطوة صورتهم لدى الأقلية المسلمة، خاصة بعد الانتقادات الحادة التي وجهتها لهم عقب الخطة التي وضعوها في 2007 لتحديد أماكن المسلمين في الولاية.
 
وأثارت هذه الخطة حينها غضب جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان التي وصفتها بأنها أسوأ من التمييز العنصري.
 
ترحيب إسلامي
 
خطوة شرطة الولاية الجديدة لقيت ترحيبا كبيرا من قادة الأقلية المسلمة، معتبرين أنها ستعزز العلاقات التي توترت في بعض الأحيان مع الشرطة.
 
وقال حسام أيلوش المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) إن: “الشرطة بحاجة لشخص لديه المعرفة والمهارات الأساسية للتقريب بين الناس.. وأعتقد أن الأسد لديه مثل هذه القدرات”.
 
وأضاف أيلوش: “لا يفاجئني أن شرطة لوس أنجلوس وصلت إلى الشيخ الأسد ومنحته هذه الفرصة.. فله تاريخ في بناء الجسور بين الشرطة والأقلية المسلمة”. والأسد هو رئيس مجلس رجال الدين المسلمين الأمريكيين، وهو مجلس تابع لرئيس إدارة الشرطة في الولاية.
 
وعندما وصل إلى الولايات المتحدة قبل 23 عاما، لم يكن لديه أي أموال وكان يتحدث الإنجليزية بصعوبة، ولكن بعد عمله عدة سنوات في مجال التأمين، أصبح الأسد مستشارا للمسلمين.
 
ولم يكن الأسد حتى هجمات سبتمبر قد حصل على فرصة حقيقة للعمل على تعزيز التفاهم بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمع الأمريكي.
 
وبعد وقت وجيزة من الهجمات طلب أحد الضباط في شرطة مكافحة الإرهاب من الأسد الانضمام إليه في مؤتمر صحفي مع قادة المسلمين في الولاية هدف إلى إظهار التضامن مع الأقلية بعد هذه الهجمات.
 
وبعدها طُلب من الأسد الانضمام إلى مجلس رجال الدين المسلمين، وجلب معه عشرات المسلمين إلى المجلس الهادف إلى بناء الثقة بين مسلمي الولاية وغيرهم من المواطنين.
 
ويعيش في لوس أنجلوس نحو 500 ألف مسلم، وهو ثاني أكبر تجمع لمسلمين في ولاية أمريكية بعد نيويورك.
 

زر الذهاب إلى الأعلى